خان غانم العاشر والتاسع بقلم سوما العربي
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
خان غانم بقلم سوما العربي
ركض للداخل مڤزوع يسأل بلهفة و قلق في إيه يا سلوى ايه اللي حصل.
مدت سلوى ذراعيها له بهلع تستجديه ألحقني يا غانم ألحقني في نقط ډم في هدومي البيبي... هيجراله حاجة البيبي هيجراله حاجة يا غانم جيت اقوم من على الكرسي لاقيت فيه ډم.
ارتعدت كل أوصال غانم و وقفت حلا في أحد الأركان تراقب ما يحدث پصدمة و صمت تام .
كان يسير في المشفى بخطى واسعه خلف الترولي المتحرك الذي أستلقت عليه سلوى يمسك على يدها يحاول طمئنتها لكنها لازالت تصرخ مرددة جملة واحدة هيبقى كويس .
غانم إن شاء الله .. قولي يا رب يا سلوى.
سلوى لأ.. هو هيبقى كويس .. لازم يبقى كويس .. لازم .
غانم أدعي ربنا إنه يحافظلنا عليه.
دلف بها الممرضين للداخل يجهزونها كي يتم الكشف عليها و هي لازالت تردد نفس العبارات.
دخل الطبيب و حاول التحدث معها لكنها قالت البيبي ده لازم يعيش.. لازم يعيش يا دكتور .. إنت سامع.
لكن سلوى مازالت تتحدث پجنون مش هتحمل مش هتحمل ... لازم يعيش .. لازم .
أقترب الطبيب منها و قال بهدوء طيب مش تسبيني بقا أشوف شغلي عشان ننقذه و يعيش .
و أخيرا أمتثلت لما يقال لها و هزت رأسها مرارا تردد أيوه.. صح .
باشر الطبيب عمله ألى أن انتهى و قال الرحم وضعه مش مستقر و البيبي كمان هناخد الحقن دي و ننتظم عليها مع الراحة التامة... ماتقومش من على ضهرها لحد ما الشهر ده يخلص و بعدها تجيلي عشان نشوف الوضع إيه و نطمن.
أبتسم لها الطبيب و قال إن شاء الله.
و أخيرا ألتقط غانم أنفاسه المحپوسة و بدأت إبتسامة الراحة تتكون على جوانب شفيته لتصنع ضحكة سعادة لكن لم تكتمل فقد اندفع الباب بقوة و دلفت منه والدة سلوى تردد في أيه إيه إلي حصل أكيد ضايقتها و عليت ضغطها يا أبن صفوان .
تجهم وجه غانم بضيق شديد ثم قال هو في ايه إيه الطريقة دي إيه.... مجوزينها لقتال قتلا ... عيب عليكوا إلي بتعملوه ده أنا مش هفضل ماسك نفسي كتير .
رضا أنت بتعلي صوتك علينا
غانم أه بعلي صوتي عليك و لو مالمتش نفسك هتشوف وش مش هيعجبك انا سكت لك كتير أوي عشان عامل خاطر لسنك و عشان بنتك بس أنت الظاهر كده سوقت فيها .
إلتف غانم لها و قال يعني مش شايفه أبوكي قال إيه ده بدل ما تقولي له يحترم نفسه .
رضا لااااا ده انت زودتها أوي.
كاد غانم أن يتحدث لكنه تذكر وضع زوجته و طفله الآن فصمت... أطبق أصابعه في قبضة محكمة كأنه هكذا يكظم غيظه ثم خرج كالأعصار و صفع الباب خلفه.
دلف للبيت بمنتصف الليل منهك القوى يجر قدميه جرا .
منهك القوى روحه متعبه اليوم كان صعب جدا و الضغط مضاعف من ناحية تعب سلوى و حياة طفله المھددة بالخطړ و من ناحية الضغط العصبي المتمثل في إستفزاز أهل زوجته .
ما عاد يتحمل مطلقا نظر في أرجاء البيت بصمت تام.
لم تكن أبدا تلك هي الحياة التي يريد البيت بارد و باهت رغم أنه نفس البيت العتيق الدافئ الذي كبر و تربى فيه على قصة الحب العظيمة التي كانت بين والده و والدته .
أغمض عيناه بتعب يتذكر كيف ماټا فللحب مرار يعادل حلاوته.
فلم يتحمل والده أن حبيبة عمره أصيبت بالسړطان و تحول من رجل قوي ضخم الچثة شديد الهيبة لرجل متعب يعرف الدمع عيناه كلما رآها و هي تتألم من جرعات الكيماوي و بدلا من أن يقويها و يساندها ماټ ..... لټموت بعده بأسابيع لكن ليس من السړطان و إنما حزنا عليه ... هكذا أخبره الطبيب .
ليصل في النهاية إلى حقيقة واحدة و هو أن الحب مؤلم أحيانا.... مؤلم جدا.
لذا لم يفكر مرتين حين أبرم مع رضا تلك الصفقة العظيمة خصوصا و أنها على قدر من الجمال و متعلمة و ابنة أصل .
سحب نفس عميق و هو ينظر لباب غرفة حلا و هو قادم في الطريق كان ينهبه نهبا بسيارته كي يصل سريعا يود أخذ جرعته اليوميه منها .
لكنه الآن توقف ما عاد يريد لن يقع في فخ الحب كما عاهد نفسه و ليظل قلبه ملك له .
كذلك سلوى لا تستحق الغدر مطلقا رغم كل عيوبها و طفله القادم يلزمه حياة أسرية سعيدة و رائعة .
فلم يتردد ... ذهب لغرفته كي ينام... أو يحاول .
صباح يوم جديد أستيقظ من نومه على صوت ضحكات عالية صاخبة .
فتح عيناه بتشوش و أنزعاج و نظر حوله ليجد الغرفه خاليه و لم تمر ثواني حتى تعاقبت على ذهنه ذكريات أمس من مرض زوحته و مكوثها في المشفى ليلة أمس .
قطب جبينه وهو يسأل نفسه من سبب كل تلك الضحكات الرنانة.
دارت عيناه فى محجريها و قد ورد لذهنه شخصية واحدة لينفض عنه الغطاء و يقف سريعا ثم يذهب ناحية النافذه يزيح الستار ثم يفتح الزجاج .
صك أسنانه پغضب جم و هو يتأكد من حدثه فصوت تلك الضحكات الرنانة آتي من تلك البطة البيضاء التي يؤيها في بيته .
كل ذلك و لم تكتفي بل كانت تقف و بيدها صحن صغير تأكل منه و هي تتحدث مع عزام و تضحك على نكات سخيفة يقولها.
غلت الډماء في