الخميس 12 ديسمبر 2024

فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 1 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

راموس_ ملك جزيرة الذهب وما حولها من جزر غامض من المستحيل أن يعطي الثقة لشخص مهما كانت درجة قربه منه قليل الكلام متقلب المزاج عمره حوالي ثلاثة وثلاثون عاما
رنا_ فتاة من أحد أحياء شبرا تبلغ من العمر 23 عامل حديثة التخرج من كلية العلوم قسم الجيولوجيا مميزة الشكل و كذلك التفكير فهي ذكية جدا و لبقة لكن بها طبع سئ بل سئ جدا....

حورية _ جارة رنا وصديقتها أصغر منها بعام لكنها تدرس في نفس الكلية لكن بقسم الكيمياءمخطوبة لجارها محمود أو كما تلقبهعصفور مرحه وعفوية تحب الحياة والمغامره لذلك فهي تطاوع عصفور في كل شطحاته وجنونه .
زيدان_ هو الأخ الأكبر لعصفور ..صاحب أكبر ورشة لصناعة الأثاث في حي شبرا كله ورث هذه الحرفة وكذلك الورشة من أبيه وجده ...يبلغ من العمر 33 عاما ..متزن ..حنون .. هادي الطباع..غير راضي عن تصرفات شقيقه الصغير ولا حتى عن خطيبته حورية ..هو حتى رافض تلك العلاقة من بابها.
محمود عصفور_ 28 عام ..خريج كلية طب الأسنان لكنه لا يمارس الطب ...لا يمارس شئ تقريبا.. كل فترة يجرب عمل جديد مرة رسام وأخرى ممثل حتى أنه جرب الغناء وقد فشل فيهم جميعا ...شخصيته عكس شقيقه الأكبر زيدان إطلاقا وهو غير راضي عن تصرفاته .
لكن خطيبته حورية تطاوعه شغفه وجنونه بل وتشجعه كذلك وهذا أكثر ما يعجبه فيها ....
دي الشخصيات الرئيسية في الرواية إلي إن شاء الله تعجبكم
في غرفة ملكية مهيبة وقف من على الفراش الوثير رجل أسمر البشرة طويل الجزع عريض الجرم ولف حول جسده ملائه حريرية يولي ظهره للفراش ومن عليه حيث هنالك أنثى يافعة ذات عيون سوداء لامعه تنظر له بإنبهار وتمني.....تتمنى لو كانت نالت إعجابه...
رفع كأسه يرتشف ماتبقى فيه ثم ألقاه بإهمال وقال _ أذهبي.
تلاشت إبتسامتها المتمنية وحل محلها الصدمة لكنها لم تقوى على الأستفتسار بل وثبت مكانها لكن لم تقدر على الحراك فلم يعجبه تأخرها...
لذا صړخ بصورت عاصف_
كاكا.
وفي الحال دلف رجل أسود عريض عاري الصدر يخفض رأسه وعيناه أرضا وردد بخضوع_
أمرك سيدي راموس.
ألتف راموس مرة أخرى ثم قال بفتور_
خذها من هنا في الحال.
على الفور نفذ كاكا أوامر سيده راموس وأخلى الغرفة تماما.
____________________________
قصدك إيه يا منة بالكلام ده
قالها شاب في مقتبل الثلاثينات من عمره بحدة لتجاوبة صديقته التي تواجهه وهي ترفع حاجبها الأيمن وتكتف ذراعيها حول صدرها_
قصدي إنك رايلت عليها أول ما شوفتها.
منه خدي بالك من كلامك وماتنسيش إني مديرك شكلك نسيتي قواعد الشغل.
أنا أن كان عليا مش ناسية لكن شكلك أنت إلي نسيت يا مدير تقدر تقولي إزاي عيلة بنت أمبارح حديثة التخرج وماكملتش ست شهور على بعض في الشركة هنا وحضرتك تحطها بالأمر في رحلة زي دي إنت مش عارف العملية دي مصروف عليها أد إيه ولا جمالها وسحر عيونها نساك يا فهمي
وقف فهمي غاضبا وضړب سطح المكتب بكفه ثم ردد بحزم_
أنتي تجاوزتي حدودك.. خدي بالك من كلامك وأعرفي أنتي بتقولي إيه والعيلة بنت أمبارح دي شاطرة وسبق وأثبتت كفاءة ولا تحبي أفكرك بالي حصل في كامب السويس أنا ماردتش أعيد وأزيد في الموضوع عشان مايبقاش بعد طول سنين ليكي في الشغلانة وتيجي عيلة بنت أمبارح زي ما قولتي بنفسك وتعلم عليكي .
إرتدت منه خطوة للخلف پصدمة وكأن كلامه كالطلقة التي ردت في صدرها قټلتها وبقت تتنفس بلهاث و غيظ ليردد بلا مجال للجدال_
رنا فكري هتطلع معاكم رحلة جزيرة الدهب ...خلص الكلام..أتفضلي على مكتبك .
إلتفت بسرعة و گمد تتجه نحو الباب تفتحه لتغادر لكنه أوقفها بصوته أمرا_
منه
إعوجت رقبتها تنظر له دون أن تستدير فقال بما يشبه الټهديد_
ياريت مايحصلش مشاكل..فهماني طبعا..
صرت على أنيابها بعداوة ثم غادرت سريعا و بداخلها ڼار متقدة .
____________________________
في حي شبرا
في أحد البنايات متوسطة المستوى وقفت فتاة معتدلة الطول بجسد ملفوف مصرية القوام وشعر بني طويل تفتح حقيبة سفر كبيرة وتضع فيها ملالسها تغمض عينيها بقلة حيلة وهي تستمع لصوت بكاء والدتها فألتفت لها ليظهر وجهها المستدير وعيونها اللوزية بلون الزيتون الأخضر تبتسم لها تحاول تهدئتها قائلة_
يا ماما كفاية حرام عليكي صحتك.
أنا عارفة كان مالك ومال الشغلانة دي بس يا رنا بنتي .. ياما قولت لك ونصحتك أن البن....
قاطعها رنا ضاحكة تكمل عنها_
البنت مالهاش إلا بيت جوزها ..عارفة ياماما ..بس انا كمان ياما قولت لك إن مش انا البنت دي أنا عندي طموح وتطلعات لو سمحتي يا ماما ماتقفيش في طريقي.
نظرت لها والدتها بيأس ثم أردفت بقلة حيلة_
خاېفة عليكي يا رنا وأنتي حلوة وصغيرة خسارة
خسارة ! يعني لو كنت مش حلوة وكبيرة كنت هبقى مش خسارة ايه اللي بتقوليه ده يا ست الكل 
زمت والدتها شفتيها وقالت_
مش قصدي .. أنا قصدي إن فيكي الطمع.
ضحكت رنا بزهو وردت عليها_
هاههه..طب خلي حد يقرب مني كده.. ده انا متمرنة كويس قوي ..بنتك يتفات لها بلاد يا حجا صباح الفل ... أنا هروح أسلم على حورية قبل ما أمشي ...سلام.
إلتفت تغادر بحماس تاركة والدتها خلفها تنظر لها بعدم إرتياح لكنها ما تستطيع إيقافها عن أهدافها ولم يعد بيديها سوى التضرع لله بأن يحميها ويحرسها .
____________________________
في منزل من نفس المستوى 
دقت رنا جرس الباب ففتحت لها سيدة متقدمة في السن تعرج على قدمها وما أن رأتها حتى قالت بحاجب مرفوع_
أهلا بخلفة الهنا .
زمت رنا شفتيها بابتسامة عريضة متكلفة و قالت_
حتى إنتي يا خالتو أنا عملت إيه بس 
و كمان مش عارفه.. ده إيه البجاحة دي..هي اختي هتتجلط من شوية.
نظرت رنا أرضا كانت تعلم أن خالتها غير متقبلة كل ما يحدث فقالت بضحكة مستفزة متبجحة_
طب إيه مافيش ادخلي..اتفضلي يا رنوش ياحبيبتي.. عايزة أدخل.
مافيش دخول وأمشي غوري من قدامي
ليه بس كده ده انا جاية أسلم عليكم قبل ما أمشي يا فوزية .
ضړبتها فوزية على يدها وقالت بحدة_
فوزية في عينك يا قليلة الأدب بس هقول إيه مانتي ناقصة رباية ..
يا دين النبي...ياخالتو بقا كفاية بستفة فيا أنا ماشية كمان ساعة .
كادت أن تجيب عليها فوزية لولا صوت أحداهن الذي أتى من خلفهم يردد_
إنتي بردو مسافرة يا رنا مش عارفه بجد أنتي في أي في دماغك ...طول عمرك غاوية تسوحي نفسك.
ألتفت رنا لتبصر جارتهم رشا التي تصغرها بعام تقف أمامها تحدثها بضحكة ساخرة فقالت فوزية تثني على رأيها_
قولي لها يا رشا يا بنتي .. أنا عارفة بس بنتي ولا البت الهبلة بنت أختي دي ما طلعوش زيك ليه
تنهدت رنا وقالت _
ماعلش بقا يا جماعه.. أصل ربنا وزع الأرزاق ماحدش عجبه رزقه ..وزع العقول كل واحد عجبه

عقله وأنا عقلي عاجبني قوي .
ضحكت رشا بسخرية وتقدمت تدفع رنا معها للأمام ثم قالت_
على رأيك ...تعالي تعالي ..تعالي ندخل للمخبولة التانية ..ماعلش يا طنط فوزية سبيها تدخل المرة دي عليا.
عشان خاطرك بس يا رشا لكن أنا لو عليا الود ودي أجيب شعرها تحت رجلي يمكن ترتجع عن إلي في دماغها... 
ثم تركتهم وذهبت تكمل متابعة مسلسلها الهندي المفضل بينما تقدمت رنا و رشا لغرفة حورية.
وفتحت رنا الغرفة بحدة وتبعتها رشا حتى وصلا لفراش صغير عليه جسد متكوم تحت الغطاء يهمس في الهاتف مع أحدهم وصوت ضحكة خفيفة صادرة عنها تردد_
ههههه يا مچنون حد يعمل كده.
فاقتربت رنا منها ونزعت الغطاء فجأة ليظهر وجه حورية آلتي كانت حقا إسم على مسمى وجهها كالدائرة وملامحها صغيرة دقيقة عيناها عسلية شعرها قصير يصل بالكاد لأول كتفها .
ترجلت من على الفراش و وقفت أمامهم معترضة تردد_
إيه ده في إيه ما براحة .
نظرت لها رنا بضيق و قالت_
قاعدة أنتي هنا تحبي في التليفون وسايبة أمك تبهدلني برا .
زمت حورية شفتيها ثم رفعت الهاتف على أذنها وقالت بهمس رقيق_
عصفور حبيبي هقفل معاك دلوقتي وأرجع أكلمك تاني .
صمتت تضحك بخفة ثم قالت_
ايوة هي رنا .... هههههه باي يا عصفوري .
ثم أغلقت الهاتف وهي تتنهد بهيام بينما قالت رشا بنزق_
أه ياختي ما ليكي حق .. ناس تاخد محمود الفرفوش الصغير الي بيعشق السفر والروشنة و الخروجات وناس تانية يتقدم لها زيدان الكبير إلي دراعة سابق دماغه ...حظوظ.
نظرت لها حورية و رفعت أصابعها الخمس في وجهها بينما تردد پخوف_
خمسة و خميسة في عينك ..هتحسدينا يخربيتك... وبعدين في إيه مش أبن عمك وأنتي أولى بيه.
يعني هو زيدان هو إلي إبن عمي بس ما في غيره.. أنا عارفة بس أيه سر التصميم على زيدان
ما يمكن بيحبك
قالتها حورية مفكرة فقالت رشا_
وهو زيدان ده بيعرف يحب ...شوفي أنا بنت عمه وعايشين مع بعض في بيت واحد أهو إلا عمري في يوم ما شوفته بيتكلم براحة ولا حتى بيضحك ... لأ لأ... أنا رفضته خلاص...طبعا مش موافقة ... ده أنا و أخواتي وكل بنات عمي بنخاف منه ..حتى واخواتي الولاد و ولاد عمي بردو بيخافوا منه زي أعمامي و أكتر ... قال زيدان قال .. ليه هو العمر بعزقه
زمت رنا شفيتها بأسف ثم قالت_
بصراحة... عندك حق ..حتى البنات في المنطقة كده .. أنا سمعت من ماما إن أمه أتقدمت لكذا واحده وكلهم رفضوا بعد ما أنتي رفضتيه بيقولوا طبعه صعب وكمان ... بصراحه...كبر في السن.
أكملت حورية تردد_
ومين سمعكوا ده حتى محمود بېخاف منه و بيقول إن ابوه خاېف لايكون عنس زي البنات و ليل نهار وزيدان پيتخانق معاه .
عوجت رشا فمها وقالت ساخرة_
بس في دي بقا يمكن زيدان معاه حق فيها ... أصل ماتزعليش مني يا حورية أنتي حبيبتي وكل حاجة بس محمود ده لاسع قوي ولحد دلوقتي مش ماسك شغلانة هيفتح بيت إزاي ده بالذمة لأ لأ... أنا شايفة إنه مش عريس كويس خالص.
تطلعت لها حورية بضيق وسألت_
هو مش ده محمود إلي كنتي لسه من شوية بتحسديني عليه... دلوقتي بقى وحش وزيدان عنده حق مش ده زيدان إلي دراعة سابق دماغه 
لم تكد حورية تنهي جملتها حتى أنتبهن ثلاثتهن على صوت صياح غاضب أتي من الخارج فركضن باتجاه الشرفة ليظهر لهم ما يحدث بالشارع .
وشهقت كل منهن بحزع وهن يبصرن رجل عريض المنكبين غليظ الذراع يوليهم ظهره وهو يقبض في يده على تلابيب أحد الشباب و لجواره ثلاثة من أصدقاء الشاب ېصرخون فيه پغضب_
خلاص يا معلم زيدان ماجراش حاجه لكل ده
ماجراش إزاي.. ده بيعلي صوته وأنا واقف .
عندي أنا دي يا كبير... سيبه بقا الواد مش حملك..أكبرلنا عيب أحنا في منطقتك وبعدين أنت متفق معانا تسلمنا الشغل أول الشهر

انت في الصفحة 1 من 38 صفحات