رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
ده مش دمى .. ده ډم العامل اللى اټصاب
فى تلك اللحظة حضرت سيارة الإسعاف ونقلوا العامل اليها وأمر عمر رجلين من رجاله بالذهاب مع العامل الى المستشفى ومتابعته بتفاصيل حالته
تعالت صوت سرينه سيارة الإسعاف وهى تبتعد لتغادر المزرعة الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى يتفرس فى وجهها ويراقب كل خلجاته .. قالت له ياسمين وهى تحاول استجماع شتات نفسها
لمعت عيناه وابتسم لها قائلا بصوت هامس
خاېفه عليا
تحاشت النظر اليه وقالت
أنا هروح أكمل شغلى .. بعد اذنك
أوقفها قائلا
عارفه .. أنا كنت بدأت أيأس .. وأحس انى مش ممكن هعرف أخليكي تحبينى
ثم ابتسم قائلا
بس أنا دلوقتى اطمنت
شعرت بأن وجنتيها سارتا جمرتين مشتعلتين ونظرت اليه قائله بتوتر وبصوت مرتجف تدافع عن نفسها
أخفض رأسه قليلا ونظر فى عينيها مباشرة قائلا
أنا مش صغير يا ياسمين .. أنا عارف كويس ايه اللى أنا شوفته فى عينيكي
شعرت بالإرتباك .. خفضت بصرها ثم سارت فى اتجاه الباب .. الټفت عمر اليها قائلا بصوت عالى
كانت بالفعل تعلم أنه محق .. محق فى الأمرين .. محق فيما رآه فى عينيها .. ومحق فى أنها تهرب.
ذهب عمر فى اتجاه بيت المزرعة ليجد أمه مقبله عليه تهتف فى لوعه
عمر ايه اللى حصل .. ايه الډم ده
نظرت الى يده هاتفه
مالك يا ابنى ايه اللى حصل
مسح عمر على كتفها وطمأنها قائلا
متحفيش عليا أنا كويس ده چرح بسيط
چرح بسيط أمال ايه الډم ده
قال شارحا
ده ډم العامل اللى اټصاب كنت بحاول أطلع ايده اللى اتحشرت فى الماكنه
قالت كريمه بقلق
وهو فين دلوقتى
قالت عمر بأسى
الإسعاف جم خدوه من شوية .. وأنا هطلع بس آخد شاور وأغير هدومى وأروحله على هناك
دخل عمر البيت ثم صعد الى غرفته .. دخلت كريمه البيت جلست على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها وتهدئ من روعتها ثم صعدت الى غرفة ثريا التى كانت تجلس مع ايناس لتخبرهما بما حدث .. نهضت ايناس وطرقت باب غرفة عمر .. كان قد انتهى من ارتداء ملابسه .. فتح الباب ليجد ايناس أمامه .. سالته قائله بصوت ناعم
قال عمر
محصلش حاجه .. الحمدلله
قالت ايناس بعتاب
وانت مالك ومال العامل .. كنت تخلى أى حد من الرجاله الموجودين يساعده .. افرض كانت الماكنة ضيعت ايدك انت كمان
قال عمر بنفاذ صبر وضيق
يعني أطلب من الرجاله الواقفين انهم يساعدوه وأنا مش راجل يعنى .. أقف أتفرج عليهم
أنا بس كنت خاېفه عليك .. أول ما سمعت من طنط جيت على طول أطمن عليك
تمتم عمر
شكرا يا ايناس
أمسكت يده المصابه قائله
مش هتروح للدكتور يشوفهالك
نزع يده من يدها قائلا
ان شاء الله .. يلا سلام
ثم نزل مسرعا وتوجه الى المستشفى التى أخذوا العامل اليها .. استقبله أحد الرجال الذين ذهبوا فى سيارة الإسعاف بصحبة العامل .. فسأله عمر بإهتمام
ايه أخباره دلوقتى
قال الرجل
بيقولوا محتاج عمليات كتير عشان ايده ترجع زى الأول .. وأهله جوه قالبينها مناحه
دخل عمر فوجد امرأة بسيطة ترتدى السواد تبكى أمام غرفة العمليات وبجوارها رجل كبير يرتدى جلبابا ويبدو عليه البساطة هو الآخر وكان يبكى بحړقة ويتمتم بشفتيه بكلماته خافته .. قال الرجل الذى بصحبة عمر
ده أبوه .. ودى أمه
اقترب عمر من الرجل قائلا
متقلقش يا حج ان شاء الله هيقوم بالسلامه
قال الرجل
يارب .. يارب
هتفت الأم فى حسره وسط شهقاتها
يا عيني عليك يا ابنى .. ايدك راحت يا ابنى ..
الټفت عمر اليها قائلا
متقوليش كده يا حجه ان شاء الله هيبقى بخير
قالت له المرأة فى لوعه
ده بيقولولك محتاج عمليات أد كده وأدوية أد كده .. واحنا ناس على أد حالنا
واڼفجرت فى بكاء شديد
ربت عمر على كتفها قائلا
متقلقيش كل مصاريف العمليات والأدوية أنا هدفعهم ان شاء الله .. وكمان مرتبه هيوصل أول كل شهر مش ناقص منه حاجه .. لحد ما يقوم بالسلامة ان شاء الله
نظرت المرأة اليه غير مصدقه وتمتمت
انت مين يا ابنى وهتعمل معانا كده ليه
قال عمر شارحا
أنا عمر الألفى صاحب المزرعة اللى ابنك بيشتغل فيها .. وطالما اټصاب وهو بيشتغل فى المزرعة عندى يبأه أنا متكفل بكل مصاريف علاجه
أمسك الرجل يد