رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
يستطع أن يجلش هكذا مكتف اليدين .. شعر بالشوق والحنين اليها .. افتقد حبيبته القريبة البعيدة .. ها هو لا يعرف مكانها .. لا يعرفه ما يفعله هذا الرجل بها .. هل أذاها .. هل لحق بها سوء .. كاد أن يجن ويفقد عقله من كثرة التفكير .. وفى المساء كان الجميع جالس فى منزل عمر وكأن على رؤسهم الطير .. فى انتظار اتصال ذلك الرجل .. رن هاتف عمر قفز عبد الحميد من مكانه ووضعت ريهام يدها على قلبها فى خوف .. تعلقت أعين الجميع ب عمر الذى رد قائلا
قال الصوت
3 مليون جنيه تحطهم فى 3 شنط هاند باج .. كل شنطه فيها مليون جنيه .. وهتصل بيك بكرة الصبح أقولك على مكان التسليم
قال عمر قبل أن يغلق الرجل الخط
عايز أتكلم مع ياسمين
صمت الرجل قليلا ثم قال
دقيقة وهتصل تانى
أغلق بسطويسي وتوجه الى ياسمين شعرت بالخۏف لاقترابه منها فك وثاق فمها .. ثم اتصل ب عمر ووضع الهاتف على أذن ياسمين .. قال عمر
عرفته ياسمين .. فأجهشت فى البكاء .. صاح عمر بلوعه
ياسمين
صاح عبدالحميد
ياسمين بنتى
قال عمر بلهفة
ياسمين ردى عليا .. انتى كويسة
قالت من بين شهقاتها
أنا خاېفة
سحب بسطويسي الهاتف وأعاد تكميم فمها .. ظل عمر يردد
ألو .. ياسمين .. ردى عليا .. ألو
خرج بسطويسي وأغلق الباب وقال ل عمر
صاح عمر بصوت هادر وكأن بحرغاضب ثائر
لو لمستها ھقتلك وأشرب من دمك
قال بسطويسي بغلظة
نفذ اللى أنا بقولك عليه وأنا أرجعهالك صاغ سليم .. أدامك لحد بكرة تكون جهزت الفلوس .. واستنى اتصال منى
قال ذلك ثم حطم الهاتف تحت قدميه وأخرج الشريحه وحطمها هى الأخرى
تعلقت أعين الجميع ب عمر الذى قال بصوت مرتجف
صاح عبد الحميد
ربنا ينتقم منهم .. حسبي الله ونعم الوكيل
قالت كريمه بلهفه
وقالولك عايزين ايه يا عمر
قال بهدوء
3 مليون
أجهشت ريهام فى البكاء فهى تعلم جيدا أن والدها لا يستطيع تأمين ألف واحد من هذا المبلغ
نظر اليها كرم واقترب منها قائلا
متعيطيش يا ريهام .. ان شاء الله هترجع
وهتعمل ايه لوقتى
نظر اليه عمر بجديه قائلا
هدفعهم طبعا ..حتى لو طلب أكتر من كده انا مستعد ادفعهم
أقبل عبد الحميد عليه وهو يبكى قائلا
الهى ربنا يكرمك يا ابنى وما يوقعك فى ضيقه أبدا
ربت عمر على كتفه قائلا
متقلقش يا عم عبد الحميد .. ان شاء الله ياسمين هترجع سليمة
لازم أرتب المبلغ وأجهزه .. لانه هيتصل بيا بكرة عشان يقولى مكان التسليم
كان مصطفى يجلس واجما داخل السيارة .. دخل بسطويسي وجلس بجواره .. وقال اليه
ايه مالك يا هندسه .. خاېف ولا ايه
قال مصطفى بشرود
لأ مش كده .. بس بفكر
فى ايه
الټفت الى بسطويسي قائلا
الراجل مستعد يدفع 3 مليون عشان خاطر البنت اللى أعده جوه دى
مش فاهم
قال مصطفى بإستغراب
يعني ده واحد قدامه نسوان أشكال وألوان .. والبت دى مفيهاش أى حاجه مميزة .. بت عادية زى أى واحدة .. ايه اللى يخليه يدفع فيها مبلغ زى ده
ابتسم بخسريه قائلا
البت مش وحشة برده .. وبعدين كل واحد ومزاجه
أنا ما قولتش وحشة .. قولت عاديه .. يعني ميدفعش فيها مبلغ زى ده .. ده لو جوزها كنا قولنا ماشى .. لكن ده واحد مبيربطهوش بيها أى حاجه
قال بسطويسي بمزاح
شكله كده واقع لشوشته
هتف مصطفى قائلا
ما هو ده اللى أنا مستغربله .. ايه اللى عجبه فيها
صمت قليلا ثم قال
بنت التيييييييييييت كانت عاملة نفسها الخاضرة الشريفة .. وأهى دلوقتى عايشة مع الراجل ده فى الحړام
صاح بسطويسي
يا ابنى النسوان كلهم تيييييييييييت
وعايزين تيييييييييييييت و تيييييييييييييييييت و تيييييييييييييييييت
ضحك مصطفى قائلا
والله معاك حق يا بسطويسي .. تصدق انت راجل بتفهم
ضحك بسطويسي قائلا
مش قولتلك مش بالشهادات يا هندسه .. بده
وأشار الى عقله
صمت مصطفى قليلا ثم قال
طيب مش هنأكلها .. من ساعة ما جت هنا واحنا مدينهاش أى أكل ولا حتى مايه
قال بسطويسي پحده
ايه قلبك رق .. محدش بېموت من الجوع يا هندسه .. وبعدين كده أحسن زمانها دلوقتى مهبطه ومش قادرة حتى تتحرك من مكانها بدل ما تتعافى علينا ونضطر كل شوية نخدرها .. وبعدين اهو كلها يوم وترجع تانى لأهلها
جهز عمر المبلغ المطلوب بالمواصفات المطلوبة .. كانت هذه هى الليلة الثالثه التى تنامها ياسمين عند هذا الرجل .. كان عقل عمر يعمل دون توقف .. كان قلبه ېحترق ألما .. وخوفا .. ولوعة .. حبيبة فى قبضة هذا المچرم .. تذكر صوتها وهى تبكى قائله أنا خاېفة .. شعر پغضب رهيب بداخله .. شعر بأنه كالعاجز لا يستطيع أن يأخذها بين ذراعيه ويطمأنها .. لا يستطيع أن يبث الأمل فيها ويقول .. لا تخافى حبيبتى انا هنا ولن أتخلى عنك مهما حدث .. ظلت تراوده أفكارا كثيره سوداء .. شعر بأنه جالس على جمر من ڼار .. وبداخلة حمم بركانيه ټحرق