رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
كنت خلتنى أمشى مكنش زمانى اتحطيت فى الموقف ده .. لو سمحت عديني
قال عمر بمرح دون أن يتخلى عن ابتسامته
فعلا معاكى حق شكلنا بأه بايخ أوى .. وكمان أنا ليا سمعه لازم أحافظ عليها
اقترب برأسه منها ونظر فى عينيها قائلا
لازم تصلحى غلطتك وتتجوزيني
حاولت كتم ابتسامتها بصعوبة وقالت بجديه
لو سمحت عديني
هتف وهو يتظاهر بالجديه
واقف معاكى على عتبة بيتنا .. خلاص كده مفيش بنت هترضى تبص فى وشى .. لازم تتجوزيني وتسترى عليا يا ياسمين
لاحت ابتسامه صغيره على شفتيها لكنها أخفتها سريعا وهتفت بجديه
خليني أمشى يا إما هنادى لطنط كريمه وأقولها انك مش راضى تعديني
قال بتحدى
نادى طنط كريمه بتاعتك وأنا أقولها على اللى عملتيه في العربية
انا .. عملت ايه
نظر اليها بخبث وهو يقول
كل ما أحاول أبعدك عنى .. تقوليلى لا يا عمر متسبنيش وفضلتى لازقه فى حضنى طول الطريق مش عارف أتحرك منك
احمرت جنتاها بشدة وهتفت قائله
والله ما حصل .. أنا معملتش كده
قال بتحدى
لأ عملتى كدة و كرم شاهد كمان
صاحت بضيق
قال وهو يتظاهر بجديه
بصى يا بنت الناس .. يا توعديني انك تصلحى غلطتك وتتجوزيني يا اما مش هطلعك من البيت وهجيب المأذن وأكتب عليكي بالعافية .. ها قولتلى ايه .. تختارى ايه
قالت بجديه
عديني لو سمحت
قال بتحدى
ثم هم بالدخول فإبتعدت .. كاد أن يغلق الباب فقالت بسرعة
خلاص .. خرجنى
لمعت عيناه وابتسم قائلا
يعني خلاص هتتجوزيني
تحاشت النظر فى عينيه وتضرجت وجنتاها خجلا .. فحثها قائلا
ها .. مش هفضل مستنى كده كتير .. هتتجوزيني
ابتسمت دون أن تنظر اليه .. فنظر اليه بحب قائلا بهمس
قالت بصوت خاڤت وهى لا تستطيع أن ترفع عينيها فى عينيه
ممكن لو سمحت تعديني
أومأ برأسه قائلا وعيناه تغوصان فى بحر عينيها
ماشى هعديكي بس عايزك تعرفى حاجه .. مش هسيبك سمعانى .. أنا خلاص لا عاد ينفعنى خطوبة ولا كتب كتاب .. أنا هكلم باباكى ونحدد معاد الفرح .. لأنى مش هقدر أصبر أكتر من كده .. عايزك فى حضڼي فى أقرب وقت .. عايز أفتح عيني كل يوم عليكي وأغمضها عليكي .. انتى حته منى وبعدك عنى تاعبنى .. ومعدتش قادر أستحمل بعدك ده .. لازم نبقى مع بعض بأه .. أنا تعبان من غيرك يا حبيبتى .. حبيبك محتاجلك أوى .. ومشتاقلك أوى .. وبيتعذب من غيرك .. حسي بيه .. ومتبقيش قاسيه عليه
فى اليوم التالى تحدث عمر ووالداه و كرم الى عبد الحميد واتفقوا جميعا على كتب كتاب الأختين بعد ثلاثة أيام فى نفس اليوم .. كانت سعادة الرجلين غامرة .. وكذلك الفتاتين .
الفصل السادس والثلاثون
Part 36
عمت أجواء البهجة فى المزرعة بعدما تم اعلان يوم كتب كتاب كل من عمر و كرم .. كان الجميع فرح لهذين الرجلين وهاتين الفتاتين .. فالجميع مشهود له الطيبة وحسن الخلق .. وان وجد داخل البعض مزيج من الغيرة والحسد .. فالكل يعلم ان الفتاتين تعملان فى المزرعة وأنهما من أسرة بسيطة .. ولا يميزهن جمال صارخ .. يخطف عقول الرجال .. فأثار ذلك بعض مشاعر الغيره والحسد لدى الفتيات العاملات بالمزرعة .. كانت ياسمين فى منتهى السعادة تعد مع أختها ومع كريمه و سماح ترتيبات هذا اليوم .. قرروا أن يتم الإحتفال بهذا اليوم فى المزرعة .. التى شهدت ميلاد حبهم .. كان عمر يكاد لا يصدق نفسه من فرط السعادة .. فهاهى أخيرا حبيبته ستصبح زوجته .. وكذلك كرم و ريهام كانا سعيدين للغاية .. قام نور بدعوة أخته ثريا وابنها علاء و ابتنها ايناس .. لكنها رفضت الحضور بعدما حدث فى آخر زيارة لها فى المزرعة .. فمازالت غاضبة من عمر لأنه وقف أمامها من أجل حبيبته وأهلها .. كان عمر يشعر بالإرتياح لعدم حضور عمته .. لأنه كان يخشى أن تفعل هى أو ابنتها ما يعكر صفو هذا اليوم .. ذهبت الفتاتان مع كريمه و سماح لاختيار الفساتين لهذه المناسبه .. أما الرجلين فإهتما مع أيمن و نور و عبد الحميد .. بتنظيم كل شئ .. ليخرج اليوم فى أبهى صورة ..قرروا أن تكون الحفلة صغيرة