رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
عنهم حاجه .. وآخر مرة شوفت صفية كان لما ركبت عربية الاسعاف مع البشمهندس عمر بعد كدة مشفتهاش لا هى ولا جوزها
كانت ياسمين تحت تأثير صدمة شديدة لا تعرف كيف تشعر أو ماذا تقول أو ماذا تصدق .. قال الرجل
أنا يا بنتى فضلت محافظ على السر ..مش عشان الفلوس اللى خدتها .. لا .. عشان أستر على أهل الوليه دى .. رغم انها بنت تييييييييت ومتستاهلش .. بس لو الكلام انتشر أهلها معدوش هيرفعوا عينهم فى وش حد من البلد .. عشان كدة فضلت ساكت .. لكن لما عرفت انه هيتجوز .. وسمعنا عنك كل خير .. مرضتش أفضل ساكت كده .. لانى زى ما قولتلك يا بنتى عندى بنات فى سنك .. وربنا يستر عليهم وعليكي
ياريت متجبيش لحد سيرة يا بنتى خاصة البشمهندس عمر .. أنا عملت فيكي خير ما تقابليهوش انتى بالشړ .. أنا مضمنش ممكن يتصرف ازاى معايا لو عرف انى ڤضحت سره
غادر الرجل .. ليترك ياسمين واقفة جامدة .. لا تنطق .. لا تتحرك .. لا تفكر .. لا تشعر .. تقف كالتمثال .. نظرت اليها ولاء فى أسى .. لحظات وبدأت العبرات تتجمع في عيني ياسمين .. وتتساقط على وجنتيها فى صمت .. جذبتها ولاء وأجلستها على الأريكة .. ثم ذهبت وأحضرت كوب ماء وأغلقت الباب عليهما .. قدمته ل ياسمين التى شربت منه قليلا
ياسمين .. انتى كويسة
قالت ياسمين ودموعها تتساقط وعيينها تتحركان بحيره وألم
قوليلى ان الراجل ده بيكدب .. قوليلى انه بيكدب
تنهدت ولاء قائله
مش عارفه أقولك ايه
نظرت اليها ياسمين پألم قائله
مش قادرة أصدق ان عمر يعمل كده .. مش قادرة أصدق .. بس الراجل ايه مصلحته يكدب عليا
لازم نتأكد من اللى قاله
سألتها ياسمين بأسى
هو فى تأكيد أكتر من حړق ايده .. ومن الغفير ومراته اللى اختفوا .. فى دليل أكتر من كده
قالت ولاء
أيوة لازم نتأكد ان هو اللى كان معاها جوه البيت .. مش يمكن واحد تانى والراجل غلط وافتكره عمر
قالت ياسمين بهلفه
أيوة صح .. ممكن ميكنش عمر .. أكيد مش عمر صح
مسحت ياسمين دموعها قائله
طيب ونتأكد ازاى انه شاف عمر فعلا مش واحد شبهه
فكرت ولاء طويلا ثم قالت
الراجل بيقول ان الاسعاف جت خدتهم هما الاتنين صح
أومأت برأسها قائله
أكملت ولاء بحماس
يبأه أكيد أخدوهم على قسم الطوارئ فى المستشفى .. لو وصلنا لسجلات المستشفى فى اليوم ده هنقدر نعرف اسم الاتنين اللى جم فى حاډثة حړق البيت
صمتت ياسمين لتفكر فى كلام ولاء ثم قالت
بس يا ولاء احنا ازاى هنعرف الاسعاف أخدتهم على انهى مستشفى .. المستشفيات كتير
قالت ولاء شارحه
قالت ياسمين بلهفه
بس الراجل مشى
هنوصله تانى ازاى
قالت ولاء
متقلقيش انتى ناسيه ان أنا كمان من نفس البلد الراجل ده انا عارفاه وعارفه بيته
قالت ياسمين بإهتمام
طالما عارفه بيته يبأه أكيد تعرفى البيت اللى بيتكلم عنه مش كده .. لأنه قال انه قريب من بيته
أومأت ولاء برأسها قائله
أيوة عارفه البيت اللى يقصده
قامت ياسمين قائله
طيب يلا بينا نروح من الراجل نعرف منه تاريخ الحاډثة وبالمرة نعدى على البيت ده عايزة أشوفه
خرجت ولاء مع ياسمين وذهبتا الى منزل الرجل وعرفتا منه تاريخ تلك الواقعة .. صدمت ياسمين بعدما رأت المنزل المحترق .. تعرفته .. هو نفس البيت الذى أختطفت فيه .. يا الله .. هل ل عمر علاقة بخطڤها .. نفضت تلك الفكرة السخيفه من رأسها .. وأخذت تستغفر ربها حتى لا يتملك الشيطان منها ويسمم أفكارها .. التفتت الى ولاء قائله
ولاء أنا هستنى الأخبار على ڼار .. بكرة كتب كتابى يا ولاء لازم أعرف الحقيقة النهاردة .. أو بكرة بالكتير
طمأنتها ولاء قائله
متخفيش أنا هنزل حالا على المنصورة وهتابعك بالتليفون
قالت ياسمين بأسى
منتظره اتصالك .
عادت ياسمين الى المزرعة وهى تشعر بأن الأرض تميد بها .. تهالكت فوق سريرها .. ألقت برأسها على وسادتها .. أغمضت عينيها لتسقط منهما عبره حائرة .. أخذت تدعو الله أن يكون الرجل مخطئا .. وأنه