رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
يسبقها ويخرج محفظته .. فقالت بسرعة
لأ أنا اللى هدفع
نظر اليها عمر نظرة محذرة .. نظرة صارمة .. دون أن يتكلم .. كم اخافتها نظرته فألجمت لسانها .. يا لهاتين العينين .. هما قادرتان على غمرها بالحنان تارة .. وعلى اخافتها تارة أخرى .. دفع عمر المبلغ للرجل وحمل المصاحف ووضعها فى صندوق السيارة .. وتوجه الى باب ياسمين وفتحه لها .. ركبت ياسمين .. وركب عمر وانطلق فى طريقه .. ساد الصمت .. قطعته ياسمين وهى تخرج .. المال من حقيبتها وتعده .. ثم تعطيه له فى حده قائله بحزم
ألقى عمر نظرة على المال ثم عليها .. صمت للحظات بدون رد فعل .. ومازالت يدها ممدودة بالمال .. ثم .. أخذه منها ووضعه بإهمال على تابلوه السيارة .. نظرت أمامها .. قال عمر بهدوء لكن بحزم
تانى مرة لما أكون معاكى فى مكان .. أوعى تفتحى شنطتك وتحاولى انك تحاسبي .. أنا راجل مش شوال جوافة
قالت بهدوء
قال بحزم دون أن ينظر اليها
ده يبقى بينى وبينك .. مش أدام الناس
ثم نظر اليها قائلا
اتفقنا
نظر اليه .. تلاقت نظراتهما .. هى تحاول قراءة عينيه وهو يحاول قراءة عينيها .. أومأت برأسها ثم عادت لتنظر أمامها فسألها
عايزة تروحى مكان تانى
لو مش
هعطلك .. عايزه أروح أى دار أيتام هنا
فكر عمر قليل ثم قال
ماشى
ثم نظر اليها وابتسم ابتسامه عذبه قائلا
حبيبتى تأمر وأنا أنفذ
اختلج قلبها لابتسامته الجذابه .. وكلماته الرقيقة .. فأشاحت بوجهها .. وذكرت نفسها بكل ما علمته عنه .. وبكل ما تكرهه فيه .
سمعت ريهام طرقات على الباب فقامت لتفتح ظنا منها أنها ياسمين .. لكنها وجدت كرم أمامها .. ابتسم لها قائلا
ابتسمت ريهام بخجل وقالت
احنا كنا لسه أفلين مع بعض من شوية
قال فى مرح
انتى فاكرة ان صوتك كفاية يعني .. ده أنا لما بتكلم معاكى فى التليفون بحس انك بتوحشيني أكتر
سألها بخفوت
ياسمين جوه
لأ .. خرجت راحت المنصورة
ابتسم كرم قائلا
كويس
ولدهشتها وجدته يدفعها ويدخل ويغلق الباب .. قالت بدهشة
قال بجديه
عايز أتكلم مع مراتى .. ايه فيها حاجه
أشارت الى الباب المغلق قائله
بس مش كدة .. مينفعش كده
ضحك قائلا
يا بنتى انتى مراتى
جذبها من ذراعيه ليضمها الى صدره .. فدفعته عنها قائله بخجل
انت بتهرج على فكرة
ابتسم قائلا
أموت فيك وانت مكسوف كده .. طيب أنا بس عايز أتكلم معاكى فى موضوع
طيب اتكلم بسرعة
قال
ايه هتكلم واحنا واقفين كدة ..
ثم ألقى نظرة على الغرفة التى تحتوى على سريرين ودولاب وتسريحة .. فقالت ريهام هاتفه
مفيش مكان هنا نعد عليه
نظر الي السرير ثم قال بخبث
معاكى حق القعاد هنا خطړ
هتفت ريهام بحنق
اطلع بره يا كرم
نظر اليها بجديه قائلا
حبه جد بأه عشان فى موضوع مهم فعلا عايز أكلمك فيه
رأت ملامح الجدية على وجهه فشعرت بالقلق وقالت
خير
قال كرم بجديه
أنا خلاص معدش ينفع أستنى هنا أكتر من كده .. الشغل كتير فى القاهرة وفى حاجات لازم أعملها بنفسي .. يعني لازم أرجع القاهرة فى أقرب وقت
صمتت ريهام قليلا لا تدرى ما تقول فأكمل كرم
لازم تيجي معايا القاهرة يا ريهام .. يعني أقصد تعيشي معايا .. تبقى ډخله يعني
نظرت اليه وقالت بدهشة
انت بتقول ايه يا كرم .. ازاى أعمل فرح وأبويا لسه مېت
قال كرم بسرعة
مش لازم نعمل فرح .. بس أنا مضطر أرجع القاهرة ومش عايز أسيبك هنا .. عايزك معايا يا حبيبتى .. وبعدين انتى ناسية الإمتحانات بتاعتك .. انتى نفسك لازم ترجعى القاهرة عشان امتحاناتك
فكرت ريهام بتمعن ثم قالت
وازاى أسيب ياسمين لوحدها
ياسمين مش لوحدها .. جوزها هنا .. عمر .. وكمان طنط كريمه هنا
أخذت تفكر .. ثم قالت له فى حيرة
مش هقدر أمشى من هنا يا كرم إلا بعد ما أطمن ان ياسمين هى كمان هتبقى مع عمر فى بيته .. ومش هتعد هنا لوحدها
قال كرم مطمئنا
متقلقيش أنا واثق ان عمر هو كمان هيعجل بموضوع الډخله .. عشان الوضع كدة مش مظبوط .. يعني مينفعش تعدوا انتوا الاتنين لوحدكوا .. وفى سكن عمال طالعه نازله .. وكل واحدة متجوزة راجل يسد عين الشمس
نظرت اليه قائله
خلاص .. شوف انت عمر ناوى على ايه .. بس أنا مش همشى من هنا طول ما ياسمين أعده .. مش ممكن هسيب أختى لوحدها .. وفى ظروفنا دى .. احنا خلاص بقينا لوحدنا وملناش الا بعض
اقترب منها كرم ومسحها على وجنتها فى حنان قائلا
وأنا روحت فين .. انتى مش لوحدك يا ريهام .. أنا معاكى .. ومش عايز تقلقى من حاجه طول ما أنا معاكى
ابتسمت بخجل وقالت
عارفه يا كرم .. تعرف انت اللى كنت بتصبرنى الأيام الىل فاتت .. كنت بفرح لما كنت بتكلمنى كل شوية وبتطمن عليا .. خلتنى أحس ان مش لوحدى
ابتسم قائلا
طبعا مش لوحدك
حاولت جذبها من