رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
.. أيقول لك
لقد أرتكبت چريمة شنعاء وكان جزائي أن أصيبت يدي .. أكنتى تظنين بأنه سيعترف لك بماضيه .. هذا الماضى الأسود الذى بنى بينك وبينه آلاف الأسوار العالية .. بالتأكيد سيكذب .. بالتأكيد سينكر .. من يرتكب چريمة بشعة مثل الژنى .. سيكون الكذب لعبة سهله بالنسبه له .. أغمضت عيناها فى ألم .. انتظرتها ريهام حتى خرجت .. ثم قالت
صمتت قليلا ثم قالت
وعايزنى أسافر معاه .. يعني طبعا مش هنعمل فرح عشان بابا الله يرحمه .. بس هو عايز خلاص نتجوز ونعيش مع بعض
صمتت ياسمين ولم تجب .. فأكملت ريهام
أنا قولتله مش هينفع .. إلا بعد ما أطمن على ياسمين
قالت ياسمين بدهشة
يعني نشوف عمر ناوى على ايه .. هو مكلمكيش فى حاجه
زفرت ياسمين بضيق .. ثم قالت
ريهام ملكيش دعوة بيا .. سافرى مع كرم .. وأنا مش صغيرة عشان معرفش أعيش لوحدى
قالت ريهام بحزم
مستحيل .. مش هسافر مع كرم إلا لما انتى تروحى بيتك
قالت ياسمين بأسى
بيتى
أيوة بيتك .. بيت عمر
قالت ياسمين بضيق وهى تتوجه الى فراشها
خلينا نتكلم بكرة يا ريهام .. أنا تعبانه دلوقتى وعايزة أنام
قضت ياسمين ليلتها والكوابيس تؤرق مضجعها .. أفاقت على احدى كوابيسها تصرخ .. استيقظت ريهام على صوتها .. ذهبت وجلست بجوارها لتجد ياسمين جالسه تبكى .. قالت ريهام بلهفه
قالت ياسمين من بين شهقاتها
مش طيقاه .. مش طايقه أشوفه .. ولا طايقه أسمع صوته .. ولا طايقه انه يلمسنى
قالت ريهام بدهشة
مين .. عمر ..
أيوة
ليه يا ياسمين .. ايه اللى حصل بينكوا .. انتوا اټخانقتوا
قالت ياسمين پألم
من غير ما يحصل حاجه .. أنا مش طايقاه وخلاص
والله وبقينا نقفل الباب
ابتسمت ريهام قائله
لو عايزنى أفتحه معنديش مانع
ابتسم قائلا
لأ خليه مقفول أحسن نستهوى
قالت ريهام بجديه
كرم .. مش هينفع أسافر معاك .. أنا اتكلمت مع ياسمين وهى مش حبه ان يكون فى ډخله دلوقتى
ليه مش حبه
هتفت پحده
ايه اللى ليه مش حبه .. مش حبه وخلاص انا ايش عرفنى
قال كرم بضيق
يعني هسافر لوحدى .. أنا فى بلد ومراتى فى بلد
نظرت اليه ريهام بأسف قائله
معلش يا كرم مش بإيدي ..بس مقدرش أسيب أختى لوحدها
تنهد كرم قائلا
خلاص بس مش هنعدوا فى سكن العمال .. هأجر شقة فى المنصورة وتعدوا فيها انتوا الاتنين .. لحد ما نشوف الموضوع هيرسى على ايه
قالت ريهام
معلش يا كرم عارفه انك مضايق .. بس قدر ان دى أختى ومينفعش أسيبها
أومأ كرم برأسه قائلا
مقدر يا حبيبتى .. ولا يهمك .. وعامة أنا واثق ان عمر مش هيتحمل الوضع ده كتير .. عمر غيور جدا ومش هيسيبها عايشة فى المنصورة لوحدها بعد ما بقت مراته
صمت قليلا ثم قال
وامتحاناتك هتعملى فيها ايه
قالت شارحه
ما أنا هفضل هنا لحد معاد امتحاناتى .. ويارب ساعتها تكون ياسمين فى بيتها .. عشان أعرف أسافر وأنا مطمنه
انتى بتهرجى يا ريهام
قالت ريهام بجديه
لأ مش بهرج ده اللى حصل واللى اتفقت عليه مع كرم
قالت ياسمين پغضب
يا بنتى وانتى مالك ومالى .. سافرى ما جوزك وعيشي حياتك بأه .. وملكيش دعوة بيا
ازاى يعني مليش دعوة بيكى .. ما هو انتى لو تريحيني وتقوليلي ليه مش عايزة الډخله دلوقتى كنت ارتحت .. انتى عارفه ان وضعنا صعب .. ومفيش حل غير كده
شعرت ياسمين بالإختناق .. أخذت نفسا عميقا .. بدت متردده .. ثم قالت
خلاص
خلاص ايه
قالت بشئ من الأسى
خلاص موافقه .. كدة كدة التأجيل مش هيفيد بحاجه
قالت ريهام بقلق
نفسي أفهم ايه اللى تاعبك .. ليه مش مبسوطه
اغرورقت عيناها بالدموع وقالت
مفيش .. بس لسه ما فوقتش من صدمة ۏفاة بابا الله يرحمه
قالت ريهام بأسى
الله يرحمه هو و ماما
اللهم آمين
اتفق الجميع على اليوم الموعود .. ستسافر ريهام مع كرم .. وتنتقل ياسمين الى بيت المزرعة .. وأصرت كريمه و نور على العودة الى القاهرة مع العروسين .. ليتابع نور أعماله التى تراكمت من بعد عطلته الطويلة فى المزرعة .. أتى اليوم الموعود .. كانت
ريهام تستعد فى غرفتها وتجهز حقائبها عندما سمعت طرقات على الباب .. فتحت لتجد كرم .. ابتسم لها فى سعادة قائلا
ممكن الجميل يسمحلى أدخل
ابتسمت وأفسحت لها الطريق .. دهشت عندما وجدته يعطيها باقى ورد كان يخفيها خلف ظهره .. أخذتها منه مبتسمه .. قال لها فى رقه
أحلى ورد لأحلى وردة فى المزرعة
ابتسمت ريهام فى سعادة .. ولدهشتها وجدتها يحمل حقيبة كبيرة من الأرض كان قد وضعها بجوار الباب .. ثم دخل ووضعها على السرير .. نظرت