رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
.
وساعات ايه
ساعات بحس ان دماغنا مش راكبه على بعض
ازاى يعني
تنهد عمر قائلا
مش عارف حقيقي مش عارف حاسس انى متلخبط وعقلى مبيبطلش تفكير
وجدا جدولا من الماء فجلسا على صخرة أمامه سكت أيمن قليلا ثم نظر الى صديقه وسأله قائلا
انت ايه اللي عجبك فى نانسي و خلاك تقول هى دى الانسانه اللى عايزها تبقى مراتى
جميله جذابه مرحه ذكية من عيلة كبيرة
قال أيمن مستنكرا
بس كده
سكت عمر وهو يشعر بالحيره ثم وجهه نفس السؤال الى صديقه قائلا
طيب انت ايه اللى عجبك فى خطيبتك وخلاك تقول هى دى غير حكاية المصحف والمطار
عجبنى حاجات كتير ولما عرفتها وعرفت أهلها حبيتها أكتر واقتنعت بيها أكتر عجبنى أخلاقها وأدبها وحيائها لما ببصلها بشوف فيها أم لولادى
أنا مش بدور على واحدة تكون زوجة وبس يا عمر أو واحدة عشان أشبع رغباتى معاها وشكرا لا أنا بدور على أم لولادى نربهيم سوا ونكبرهم سوا ونعلمهم سوا يكونوا رجاله بجد بدور على واحدة تكون سند ليا لما أتعب أو لما أكبر في السن وأعجز ألاقيها جمبى ومعايا بدور على واحدة تكون سكن ليا وأكون سكن ليها واحده تفهمنى وأفهمها وأحس بيها وتحس بيا وأحس معاها اننا بنكمل بعض وان أنا وهى شخص واحد مش شخصين
انت حاسس بكده مع خطيبتك
صمت عمر وعاود القاء الحصى فى الماء ثم الټفت الى أيمن وابتسم قائلا
لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى يا بختك بيها
ابتسم أيمن ولم يعقب بشئ
صحى النوم يا عروسه
الى صديقتها قائله
صباح الخير ايه اللى جايبك بدرى كده
بدرى ايه يا بنتى الساعه 10 والنهارده فرحك قومى ورانا حاجات كتير
المأذون هييجى العشا هعمل ايه أنا من دلوقتى للعشا
هتفت سماح قائله
يا ربي وبتقولى هتعمل ايه قومى يا بنتى مفيش وقت يلا
نهضت ياسمين وتوجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لتريح أعصابها المشدودة
قام والد عمر من نومه ليجد زوجته جالسه على السرير وعلامات القلق بادي على محياها فاعتدل جالسا وقال
تنهدت قائله
أنا منمتش أصلا من بعد الفجر
ليه يا حبيبتى ايه اللي مصحيكي
قالت بصوت باكى
شوفته تانى يا نور
هو ايه اللي شوفتيه
الحلم اللي حلمته ل عمر من فتره شوفته تانى النهارده بنفس الشكل ونفس التفاصيل الحية بتجرى عليه وهو بيقع فى البير وبعدها الحية بتهرب منه أنا خاېفه أوى
أمسك يدها فى يده قائلا
متخفيش ان شاء الله ربنا يحفظه
يارب يارب احميه يارب واصرف عنه السوء
مبروك يا عروسه طالعه زى القمر فى فستانك
قال سماح هذه العباره وهى تحتضن صديقتها كانت باسمين ترتدى فستانا بسيطا لونه سيمون وبوليرو وطرحه نفس اللون كانت رقيقه وبسيطه للغايه اقتربت منها ريهام قائله
مش كنتى لبستى فستان فرح يا ياسمين فى عروسه ما بتلبسش فستان فرح
ابتسمت لها ياسمين قائله
أنا مرتاحه كده يا ريهام
عانقتها ريهام عناقا طويلا لم تتحدث فيه وكأن الكلام يعجز عن وصف شعورها فى هذه اللحظة قالت ياسمين والدموع تتجمع فى عينينها
كان نفسي أوى ماما تكون معايا النهاردة
أسرعت والدة سماح قائله
وأنا روحت فين يا بنتى مش أنا زى ماما برده
التفتت اليها ياسمين والدموع فى عينينها تهدد بالسقوط وابتسمت قائله
طبعا يا طنط ربنا عالم أنا بحب حضرتك أد ايه
عانقتها والدة سماح وربتت على ظهرها قائله
وربنا يعلم انك عندى من غلاوة سماح بنتى انتى وريهام ربنا يحميكوا بنتين زى الفل ومتتخيروش عن بعض
قالت سماح
ايه يا جماعة هنقلبها نكد ولا ايه لا بقولكوا ايه النهارده فرح وضحك وزغارط وبس مش عايزة أشوف دمعه واحدة فى عين حد فيكوا النهارده فاهمين
ابتسم ثلاثتهم وبدأوا فى الغناء والرقص واطلاق النكات والضحك محاوليين اسعاد ياسمين ورسم البسمة على شفتيها
سألت نانسي صفية زوجة عويس الغفير والتى كانت تقوم بتغيير شراشف الأسرة فى حجرات بيت المزرعة قائله بصوت منخفض
هو فين عمر
قالت صفية على الفور
فى أوضته يا هانم تؤمرى بحاجه
قالت نانسي وهى توليها ظهرها وتنصرف
لا ميرسي
تابعتها صفية بعينيها ولوت شفتيها قائلا