الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 41 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


بأسى 
قدر الله وما شاء فعل .. ربنا يرحمه ويغفرله 
أبعدها عن صدره ليرى وجهها ومسح بكفه عبراتها وقال 
اهدى يا نانسي وبطلى عياط وادعيله ..اللى هيفيده دلوقتى هو الدعاء
نظرت له بعتاب قائله 
بابي سابنى .. وانت كمان هتسبنى يا عمر خلاص معدش ليا حد فى الدنيا دى
انتى ليه بتقولى كده
اڼفجرت فى البكاء مرة أخرى وقالت 

لأن دى الحقيقة انت هتتخلى عنى وتسيبنى 
ألقت نفسها على صدره مرة أخرى وقالت 
أرجوك يا عمر ما تسبنيش أنا محتجالك أوى .. أنا مليش غيرك دلوقتى .. لو سبتنى ھموت نفسي
شعر عمر بمزيد من الأسى قائلا 
نانسي استغفرى ربنا .. ايه اللي بتقوليه ده ..
نظرت اليه قائله بحزم 
بقول اللى هعمله لو انت سبتنى يا عمر .. لو سبتنى ھموت نفسي
قال عمر بقلق 
طيب ممكن تهدى وتبطلى الكلام اللى بتقوليه ده .. 
صمت قليلا ثم قال 
وبعدين مين قالك انى هسيبك .. أنا مش هسيبك متخفيش
نظرت اليه بلهفه وابتسمت وسط دموعها قائله 
بجد يا عمر مش هتسبنى 
نظر لها وابتسم فى حنان قائلا 
أيوة مش هسيبك .. بس يا خوفى انتى اللى تسيبينى
قالت بسرعة 
مستحيل اسيبك أبدا .. أنا أموت من غيرك
نظر عمر اليها بشئ من الشك ثم شرح له وضعه ذراعه الصحى كما وصفه الطبيب .. فقالت 
طيب يعني الدكتور قالك انك هتخف
الله أعلم .. ده لسه ميقدرش يحدده دلوقتى .. ده على حسب استجابتى للعلاج الطبيعي وعلى حسب الضرر اللى حصل فى دراعي
أسرعت قائله 
حتى لو مرجعتش ايدك طبيعيه تانى انا مش ممكن اسيبك ابدا
نظر لها عمر نظره طويله يحاول الغوص داخلها ليتبين صدقها ثم قال 
واثقه 
قالت بحزم 
ايوة واثقه
ابتسم لها عمر ثم طوقها بذراعه مرة أخرى
خرجت نانسي من حجرة عمر لتجد كرم فى الردهة يتحدث مع الطبيب .. انتظرت أن أنهى حديث ثم توجهت نحوه قائله 
كرم خلى بالك من عمر أنا هروح أستريح فى البيت شويه
متقلقيش عليه يا نانسي كلنا هنا معاه
قالت له فى براءه مصطنعه 
أنا مش عارفه هروح البيت ازاى .. ومش هقدر استنى الشفير لحد ما يجيليى بالعربيه .. حسه انى تعبانه أوى
أسرع كرم قائلا 
طيب مفيش مشكلة أوصلك أنا 
بجد .. ميرسي يا كرم
ثوانى بس هدخل أطمن على عمر وأقوله انى ماشي
انتظرته نانسي حتى جاء وانطلقا معا الى بيتها .. أوصلها ثم تركها وعاد الى المستشفى مرة أخرى
مش كنتى تعملى حسابك بدل ما تعككنى على الواد يوم فرحه
ألقت أم كصطفى بهذه العباره عندما دخلت على ياسمين المطبخ وهى تعد العصير .. ارتبكت ياسمين وشعرت بالخجل الشديد ولم تتفوه ببنت شفه .. شعرت بالضيق والڠضب فما بينها وبين زوجها لا يحق لأحد غيرهما معرفته وسبر أغواره بل والسؤال عنه أيضا .
قالت لها والدته پحده 
أهلك علموكى لما حد كبير يكلمك مترديش عليه 
ارتبكت ياسمين وتمتمت
آسفه يا طنط
طنط مين يا روح طنط .. أنا مش طنط
ازداد ارتباك ياسمين وشعرت بغصه فى حلقها وهى تقول 
آسفه قصدى يا ماما 
تركتها أم مصطفى لتغادر المطبخ وهى تنظر اليا شذرا
.. بعدما انصرف المهنئين من أهله دخلت غرفة المعيشة لتجد مصطفى جالسا على اللاب توب منهمكا .. فقالت له بنبره خافته 
انت قولت لطنط ايه
رفع رأسه وكأنه تفاجئ بوجودها ثم نظر الى اللاب توب مرة أخرى قائلا 
طنط مين 
قصدى ماما مامتك
ترك اللاب توب وهب مصطفى واقفا وقال پحده 
ااااااه بدأنا.. أمك قالت وأمك عادت .. بصى يا بنت الناس شغل الحموات الفاتنات ده ومشاكل الحريم اللى مبتخلصش أنا مليش فيه .. أنا راجل مش فاضى .. أمى دى تحطي جزمتها فوق راسك .. ومسمعكيش تشتكى منها أبدا ..أهو رسيتك على الدور من أولها يا بنت الناس مش عايز بأه أسمع كلمه تانية فى الموضوع ده
تجمعت الدموع فى عينيها لكنها تماسكت أمامه وقالت 
أنا ما قولتش حاجه أنا بس كان قصدى أقول ...
لا تقولى ولا تعيدي .. أنا راجل البيت وأنا اللى أقول .. خلاص
عاود الجلوس مرة أخرى على الأريكة والټفت لللاب توب . وقفت قليلا ثم انصرفت ودخلت غرفة النوم تجلس على الفراش وتفكر ..قالت لنفسها ايه يا ياسمين .. هى مش هتتظبط بأه .. هو من جهه ومامته من جهه .. أعمل ايه بس ياربى .. أنا لا بحب المشاكل ولا بطيقها .. يارب أنا مليش غيرك .. أصلح ما بيني وبين زوجى وأمه 
فى اليوم التالى أعدت ياسمين طعام الغداء وحاولت التنويع فى الأصناف وزينت الأطباق بطرق جميله وجذابه .. كانتياسمين تحاول التأقلم على حياتها الجديدة ومحاولة كسب زوجها الذى أصبح جنتها ونارها .. وضعت الطعام على السفرة مع لمساتها الرقيقه فى التزيين .. دخلت لتنادى كصطفى القابع خلف شاشة حاسوبه .. قالت بإبتسامه رقيقه 
مصطفى الغدا جاهز
نهض مصطفى والفت الإثنان حول طاولة الطعام .. نظر مصطفى الى الأطباق المرصوصه أمامه وقال بشئ من السخريه 
هو ده بأه اللى أخرك فى عمايل الغدا
ابتسمت ياسمين قائله 
كنت دايما بدخل على النت وبتعلم ازاى أزين الأطباق بالشكل ده وكنت بتمنى انى أطبق اللى اتعلمته فى بيتي أما أتجوز .. عجبك 
بدأ فى الأكل وقال والطعام فى فمه 
بصرحه مليش فى الجو ده .. يعني حاسس انه ملوش لازمه تعبتى نفسك على الفاضى .. كده كده الأكل هيتاكل سواق ذوقتيه كده او ماذوقتيهوش
صدمت ياسمين بكلامه وشعرت بالإحباط .. لكنها تذكرت عهدها مع نفسها بألا تدع اليأس يتغلب عليها ويتمكن منها .. تذكرت عزمها على انجاح زواجها وكسب زوجها لتنال رضى ربها .. أمسكت ملعقتها وأخذت بتناول الطعم ..حانت منه التفاته اليها فتلاقت نظراتهما فشعرت بالخجل وأطرقت برأسها تنظرالى طبقها .. فقال مصطفى 
انتى على طول أكلك أكل عصافير كده .. لا أنا مبحبش النظام ده .. أنا مبحبش الست الرفيعه وشغل الرجيم والتنتفه فى الأكل .. أنا عايزك تملى شويه
قالت دون أن تنظر اليه 
أنا مش بعمل رجيم ولا حاجه .. أنا أكلى كده .. مش بعرف أكل كتير
لا تتعودى ... الست لازم تسمع كلام جوزها .. أما أقولك عايزك تتخنى يبقى لازام تتخنى يا اما هبص بره
وقعت كلماته كالصاعقة على رأسها .. ألا يكفيها ما تلاقيه منه منذ أول يوم .. لم تتخيل أبدا أنها ستسمع زوجها بعد ثلاثه أيام من زواجها يهددها بالنظر الى غيرها .. قد شعرت بشي من المهانه لكنها تماسكت قائله 
أصلا اللى انت بتقوله ده يغضب ربنا قبل ما يغضبنى
وحياة أبوكى بلاش فزلكه
قول لا اله الا الله
ليه بأه 
عشان حلفت بغير ربنا
قال مصطفى
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 199 صفحات