الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 63 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز

 

الى وجهه مرة أخرى وقالت بإستغراب : 

 ايه ده 

قال بهدوء : 

 مرتبك

أعادت ما قال بدهشة : 

 مرتبى 

ابتسم ابتسامه زادته وسامة قائلا : 

 أيوة مرتبك أمال كنتى فاكره هنشغلك عندنا مجانا ولا ايه

صمتت قليلا ثم قال : 

 صحيح دى أول مرة أشتغل فيها بس اللى أعرفه ان الناس بتقبض مرتبها آخر الشهر بعد 30 يوم مش بعد 3 أيام

قال وهو مازال محتفظا بإبتسامته : 

 تمام بس انتى حالة خاصه

نظرت اليه ياسمين وقالت بحزم : 

 قولت لحضرتك قبل كدة تعاملنى زى أى حد بيشتغل هنا بدون تمييز

 طيب خديهم يمكن تحتاجيهم ومن الشهر الجاى تقبضى زى زمايلك

قالت ببرود : 

 لأ شكرا مش هحتاجهم

نظر اليها عمر بشئ من الڠضب ثم أعاد المال الى جيبه قائلا : 

 براحتك

صمت قليلا ثم قال : 

 أنا مش فاهم انتى ليه بتتعاملى كده

نظرت اليه صامته فأكمل قائلا : 

 بتتصرفى معايا پحده من أول يوم جيتى فيه هنا واسلوبك معايا غريب

نظرت اليه ببرود قائله : 

 وايه الاسلوب اللى عايزنى أتعامل بيه مع حضرتك 

 المفروض اننا معرفة يعنى أخويا وصاحبي متجوز أعز صحابك يعنى المفروض يكون فى ود وعشم فى التعامل بينا تجاملينى أجاملك يبقى فى علاقة مريحة بينا تبتسمى فى وشي بدل ما انتى مركبالى الوش الخشب ده أنا شوفتك وانتى بتتعاملى مع دكتور حسن بتتعاملى معاه بطريقه طبيعيه وبذوق وبتبتسمى فى وشه يعني كل اللى طالبه انك تتعاملى معايا زى أى بنت عادية

أطرقت ياسمين وقد بدأت تفهم طبيعة هذا الرجل الواقف أمامها والذى اعتاد على تهافت الفتيات عليه واللاتي يحاولن جذبه اليهن بالكلمة تارة وبالابتسامه تارة أخرى فسار هذا عنده هو المعتاد والطبيعي والمألوف لذلك هو يجد طريقة تعاملها الجادة معه ووضع الحدود فى الكلام شئ غريب على مثله لكنه سيعلم قريبا بأنها ليست كغيرها

رفعت رأسها ونظرت اليه وقالت بهدوء وحزم : 

 أنا مش زى البنات اللى حضرتك بتتعامل معاهم 

فظر اليها صامتا فاستطردت قائله : 

 دى طبيعتى وده اسلوبي ومش هغيره عشان أى حد حتى لو كنا معرفة زى ما حضرتك بتقول فده مش معناه ان مفيش حدود بينا

نظر اليها وقد ضاقت عيناه فى صمت تركته وانصرفت تابعها بعينيه وهى تسير فى طريقها بثقه رغم الضيق الذى شعر به من اسلوبها معه إلا أنه وجد ابتسامه صغيرة ترتسم على شفتيه ببطء

طرق والدها باب الغرفة ففتحت له ريهام دخل وجلس مع بنتاه ووجه حديثه الى ياسمين قائلا : 

 ايه يا ياسمين مرتاحه فى شغلك

ابتسمت له قائله : 

 جدا يا بابا الحمد لله المكان هنا جميل والشغل مع دكتور حسن مفيد جدا 

 طيب الحمد لله يعني مفيش حد بيضيقك هنا

 لأ يا بابا اطمن

 عامة لو حد ضايقك قولى للباشمهندس عمر على طول

اختفت ابتسامتها وقالت لوالدها : 

 لو حد ضايقني أنا أقدر أتصرف معاه كويس مش محتاجه حد يدافع عني اطمن عليا يا بابا

فى تلك الليلة أغمضت عينيها فى محاولة للاستسلام للنوم لكنها وجدت نفسها تفكر فى كلام شيماء عن عمر ترى لماذا ترك خطيبته هل هو شخص لاهى كما تصوره شيماء هل له علاقة فعلا ب مها هل هى الوحيدة أم علاقاته امتدت لفتيات غيرها بالمزرعة اذا كان فعلا شخص عابث فلماذا ترك القاهرة وأتى لتلك البلدة الريفية أله حبيبه هنا لا يقوى على فراقها لامت نفسها بشدة على الإهتمام بمعرفة اجابات تلك الأسئلة التى انطلقت كالشلال في رأسها حاولت نفض تلك الأفكار من رأسها لكن عيناه السوداوين العميقتين ظلت صورتهما تطاردها فى رأسها هبت جالسه وهى تشعر بالڠضب من نفسها توضأت وصلت ركعتين وانشغلت بقراءة احدى الروايات لتصرف تفكيرها عنه .

الفصل الثانى والعشرين

Part 22

مرت عدة أيام و ياسمين سعيدة بعملها فى المزرعة وتحت اشراف دكتور حسن كان مريحا فى التعامل ولم تحدث مشاكل بينهما كانت مبهورة بعلمه وبمهارته فتتعلم منه كل يوم شيئا جديدا أيضا دكتور حسن أعجب كثيرا بذكائها وحماسها ونشاطها وسرعتها فى التعلم فكان يعتبرها تلميذته النجيبه ويتنبأ لها بمستقبل باهر فى عملها شعر الأسى عليها عندما علم منها بقصتها والسبب الذى دفعها هى وأهلها للمجئ الى المزرعة طمئنها وبث الأمل فيها بأن فرج الله قريب عليها فقط أن تتحلى بالصبر وسيخرجها الله من محنتها 

فى ذات يوم قدم الى المزرعة رجل فى العقد السادس من عمره أتى بسيارته الفارهه وبدلته الأنيقة استقبله عمر بعدما نزل من سيارته أمام بيت المزرعة : 

 أهلا بيك يا أستاذ شاكر

سلم عليه الرجل قائلا : 

 أهلا بيك انت يا بشمهندس . أنا متشكر انك هتديني شوية من وقتك

 لا أبدا ازاى حضرتك تقولى كده اتفضل

أدخل عمر

 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 199 صفحات