الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 65 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز

 

أفكرها صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله : 

 فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب هى ست كبيرة فى السن وشكلها على أد حالها كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها اتكلمت معاها طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه

كان عمر يراقبها وهى تتحدث وعلى وجهها ملامح التأثر لحال تلك السيدة بلعت ريقها ثم استطردت قائله : 

 هى غلبانه أوى وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها يعني لو ينفع يعني حضرتك 

قاطعها قائلا : 

 بتتوسطيلها عندى يعني 

بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر قالت : 

 لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى

صمت عمر لحظات ثم نظر اليها قائلا : 

 لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى

لم تصدق ياسمين ما سمعت شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة نظرت الى عمر وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها : 

 بجد يعني هترجعوها الشغل 

راقب عمر ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل ساد الصمت لاحظت ياسمين تفرسه فيها فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها قال بعد برهه : 

 أيوة لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه يعني متكنش عملت حاجه غلط سړقت مثلا أو سببت تلفيات 

شكرته ياسمين قائلا : 

 شكرا لحضرتك وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ

هز عمر رأسه فنهضت ياسمين ونظرت اليه قائله : 

 متشكره مرة تانية

ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها ظل عمر ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة التى شعرت الفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة كم هى رقيقه تحب الخير للآخرين كان مستغرقا فى تفكيره عندما طرق أيمن الباب ودخل قائلا ببشاشة : 

 ازيك يا عمر

ابتسم له عمر قائلا : 

 تمام الحمد لله

جلس أيمن على المقعد التى كانت تجلس فيه ياسمين منذ قليل تفرس فى صديقه الشارد الذهن قائلا : 

 ايه مالك فى ايه

ابتسم عمر قائلا : 

 لا أبدا مفيش حاجه 

قال أيمن لصديقه وهو يشير الى ذراعه اليسرى الموضوعه على المكتب : 

 أخبار دراعك ايه دلوقتى

رفع عمر ذراعه ونظر اليه قائلا : 

 الحمد لله أحسن كتير من ساعة ما فكيت الجبس وأنا مواظب على العلاج الطبيعي وحاسس بتحسن المشكلة بس انى كل فترة بحس فيها بتنميل شديد ومبكنش قادر احركها

قال أيمن بقلق : 

 ما قولتش للدكتور اللى متابع معاك الكلام ده ليه

تنهد عمر قائلا : 

 قولتله وقالى طبيعي ده نتيجه لضعف الأعصاب فى دراعى بعد الحاډثة وان العلاج الطبيعي هيقوى الأعصاب وهترجع ايدي تانى زى الأول

حث أيمن صديقه قائلا : 

 يبأه ركز فى موضوع العلاج ده ومتهملوش يا عمر

ابتسم له عمر فى صمت ثم استأذن أيمن فى الإنصراف الى عمله .

دخلت ياسمين غرفتها لتجد ريهام جالسه على فراشها هبت واقفه بمجرد أن رأتها وقالت : 

 أخيرا شرفتى سيادتك

قالت ياسمين وهى تغير ملابسها : 

 معلش يا ريهام النهاردة كن يوم متعب جدا واتأخرنا شوية

قالت ريهام بتبرم : 

 على طول انتى مشغولة وبابا كمان مشغول فى الشغل الجديد اللى شافهوله البشمهندس عمر وأنا أعده لوحدى طول النهار

نظرت الهيا ياسمين قائله : 

 ما انتى بتذاكرى يا ريهام عشان خلاص الترم قرب يخلص

قالت بزهق : 

 اتخنقت خلاص طول النهار مذاكره مذاكره بجد اتخنقت نفسي نطلع أنا وانتى نتفسح شوية نشوف ناس نعد أعده حلوة 

ابتسمت لها ياسمين قائله : 

 خلاص اتفقنا بعد بكرة الجمعة ان شاء الله تعالى نطلع نتفسح فى أى مكان ونغير جو

هتفت ريهام بفرحه : 

 بجد يا ياسمين . هيييييييييه 

قالت ياسمين بفرحة : 

 ايه رأيك كمان أكلم سماح واهى تغير جو معانا هى كمان

ابتسمت ريهام قائله : 

 طبعا فكرة حلوة جدا كلميها دلوقتى عشان تعمل حسابها

هاتفت ياسمين صديقتها واقترحت عليها الخروج معا يوم الجمعة فقالت لها سماح : 

 موافقة طبعا أنا كمان مخڼوقة جدا ولسه كنت بقول ل أيمن كدة خلاص هستأذنه وأرد عليكي يا ياسمين

 خلاص وأنا منتظرة اتصالك ان شاء الله

بعدما عاد أيمن من العمل التف الإثنان حول طاولة الطاعم وأخبرته سماحبرغبتها فى التنزه مع ياسمين و ريهام قائله : 

 بصراحة نفسي أخرج يا أيمن أنا على طول محپوسه فى البيت

مسح أيمن

 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 199 صفحات