الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 88 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


كانت دعت عليها
هى خلاص معدتش تقدر تأذيني دلوقتى .. مش هيفيدنى الدعاء عليها فى حاجة
صمتت قليلا ثم قالت 
ربنا يرحمها هى وماما وكل أموات المسلمين
اللهم آمين
التف الأصدقاء الثلاثة حول طاولة الطعام فى أحد المطاعم .. لتناول طعام العشاء .. بدا عمر شاردا .. يعبث بطرف ملعقته فى الطبق أمامه .. تبادل أيمن و كرم النظرات .. والابتسامات الخبيثه .. هتف كرم فى مرح 

الحب بهدله .. تررم تررم .. خلانى أندله .. تررم تررم
نظر اليه عمر فى غيظ قائلا 
لو متلمتش هسيبكوا وأمشى
قال كرم بمرح 
أنا قولت حاجه .. واحد وبيغني
صمت قليلا ثم قال 
صدق الشاعر اللى قال الهس بس هس حبيبى لازم يحس ... حبيبى عمال بيتخن وانا عمال اخس
هم عمر بالإنصراف فجذبه كرم قائلا وهو ينظر الى أيمن 
خلاص يا أيمن كفايه .. عيب كده
ثم نظر الى عمر قائلا 
خلاص حبه جد بأه .. ناوى على ايه 
زفر عمر فى ضيق قائلا 
مضطر ڠصب عنى أستنى 3 شهور .. مش عارف أصلا هقدر هصبر الوقت ده كله ازاى
سأله أيمن قائلا 
ومين قالك ان ياسمين عدتها 3 شهور 
نظر ايه عمر قائلا 
أمال ايه 
قال أيمن بإبتسامه 
اللى بتطلق عن طريق الخلع عدتها بتكون شهر واحد بس .. هى دى السنة
سأله عمر بلهفه 
بجد يا أيمن 
أيوة بجد
قال كرم فى مرح 
قشطة أوى .. بسبب حسن السير والسلوك خفضنا المدة من 3 شهور لشهر .. لف لفه وتعالى يمكن نعملك أوكازيون تانى
ابتسم عمر وشرع فى تناول طعامه قائلا 
كده الواحد ياكل بنفس
سعد كثيرا عندما علم أن ما يفصله عن ياسمين هو شهر واحد فقط.
فى صباح اليوم التالى خرجت ياسمين من غرفتها .. وقبل الذهب الى عملها .. توجهت حيث شجرتها .. لكنها اليوم تستقبلها بالإبتسامه فهذا هو يومها الأول بعد أن تحررت من قيد مصطفى .. القيد الذى كان أن ېخنقها .. نظرت الى الخضرة حولها .. وللعصافير على الشجر .. كانت تشعر بأن تغريد العصافير مختلف اليوم .. لم تمسعهم يغردون بتلك السعادة من قبل .. شعرت بأنهم يشاطرونها فرحتها .. ويباركون لها حريتها .. أخيرا أصبحت حره مثلهم .. حتى الهواء الذى تستنشقه .. شعرت بأنه اليوم مختلف .. فكل نفس يحمل مزيج عجيب من السعادة والأمل والإرتياح .. يسرى عبر رئتيها لينعش جسدها .. قامت وتوجهت الى عملها .. ولأول مرة يراها دكتور حسن مقبله على عملها والإبتسامه تعلو شفتيها .. كان سعيدا لسعادتها .. وإن كان لا يعرف سبب تلك السعادة .. أثناء انهماكها فى عملها .. اقترب منها .. رفعت رأسها .. لتتلاقى نظراتهما فى صمت .. شعر بأنها اليوم أجمل من ذى قبل .. وجهها يشع نورا .. عينيها لم تعد تحمل تلك العبرات التى تهدد دائما بالإنهمار .. اختفت نظرات الحزن والأسى لتحل محلها نظرات الفرح والأمل .. كانت عيناه اليوم أيضا مختلفه .. كأنها تفصح عن سرا لطالما أخفته .. لكنها خانته اليوم .. وباحت بسره .. عبر شفره صغيره .. استقبلت عيناها تلك الشفره .. ومررتها على قلبها .. فترجمها .. وتعالت خفقاته عندما فهم تلك الشفرة التى أرسلتها عيناه الى عينيها .. أشاحت بوجهها .. فقلبها الضعيف وصلت سرعة خفقاته لذروتها .. قال لها بصوت حانى 
صباح الخير
ردت بصوت خاڤت حاولت السيطرة على رجفته 
صباح النور
ثم عادت لتكمل فحص الحاله التى أمامها .. ظلت عيناه معلقه بها .. وكأنه يخشى فرارها .. ابتسم قائلا 
مكنتش متوقع انك هتنزلى الشغل النهاردة .. لو تعبانه من سفر امبارح روحى ارتاحى النهاردة
قالت وهى تستمر فى أداء عملها 
لأ .. أنا كويسه
أومأ برأسه وقال لها بحنان جارف 
لو احتجتى حاجه عرفيني .. أى حاجه
لم تجبه .. الټفت وانصرف .. تابعته بعينيها فى صمت .. وابتسامه صغيره تتكون ببطء على شفتيها
توقفت عن العمل عندما حان موعد استراحة الغداء .. توجهت الى القاعة
 

87  88  89 

انت في الصفحة 88 من 199 صفحات