ميراث الندم
رايح انده لوجدان اختي جوزها عايزاها.
اشار بكفه اليه ليقترب ثم قال غامزا
اختك عايزها جوزها يبجى ابعتلها أي عيل صغير وسيبك منه وتعالي انت معايا.
تمسكت أقدامه بالأرض باعتراض
هبعتلها طب الأول روح انت وانا هحصلك.
اقترب ليحاوط كتفيه بذراعه يسحبه ليجبره على التحرك معه مرددا
يا ولدي مش وجته دلوك اختك ولا جوزها نايب الدايرة وصل عايزك تحضر جلسته وانت جمبي عشان تتعلم وهو يعمل حسابك من دلوك.
ولكنه لم يجدها حتى اختلق قصص وهمية ليخترق جمع النساء عدة مرات ولسوء الحظ لم يتصادف برؤيتها على الإطلاق بعد ذلك ولا حتى في السنوات التي تالتها.
ليته اتبع حدسه واعترض في هذا اليوم أو اعتذر لجده عن حضور هذا الإجتماع البائس.
الفصل الرابع
أنهى صلاته ليعتدل بجزعه جالسا على سجادته وتناول المسبحة يردد عليها ورده اليومي في ذكر الله دقائق واقتربت منه ابنته لتربت على كتفه على عجالة وهي تتحرك من جواره تضع عدد من اطباق الطعام على الطاولة الخشبية الصغيرة الطبلية
حرما يا بوي .
جمعا يا بتي ان شاء الله.
تمتم بها قبل أن يسألها.
امال فين ولدك ولا واد اختك مشايفش حد منيهم يعني
ولدها صحي من الفجربة وسحب واد خالته معاه عشان يشوفوا الأرض ويلفوا على بجية الشباب اصحابهم كان نفسهم ياخدوا حجازي معاهم بس هو مرديش.
اطرق عبد المعطي وقد اعتلى تعابيره التفهم والتأثر لحال حفيده الذي ما زال غاضبا منه ويصر على تراجعه في قرار المنزل
يا للا يا بوي عشان تاكلك لجمة تشج بيها ريجك
قالتها واقتربت لتساعده على النهوض بالإستناد عليها مخاطبة والدتها
وانتي ياما هاتي صحن المخلل لجل ما نفتح نفسه
تحركت سکينة لتأتي بالطبق وخطا عبد المعطي بمساعدة هويدا التي أجلسته ليفترش الأرض وجلست جواره ولسانه يتمتم لها بالأدعية كعادته والثناء على تربيتها الصالحة في التخفيف عنه ونيل رضاه عنها هي وأبناءها أيضا.
ربتت على كفه بابتسامة رضا
ويخليك لينا وما يحرمنا منك ابدا يا بوي.
ويعني احنا هنجعد فيها نخلد
غمغم بها بابتسامة ساخرة قبل أن يتناول منها قطعة الخبز التي اقتطعتها له بيدها لتشرع معه وقد انضمت معهما سکينة في تناول وجبة الإفطار
لكن وقبل انتهائهم منها صدح صوت جرس المنزل لتنهض هويدا وترى من الطارق والتي كانت الزوجة الأخرى لشقيقها شربات تسحب من خلفها ابنها الأكبر مالك
رمقتها بريبة قبل ان تجيب تحيتها وترحب باستقبالها على مضض
زينة يا شربات والحمد لله اتفضلي يا ستي عامل ايه انت يا واد
توجهت بالاخيرة نحو مالك الذي دلف خلف والدته بصمت واجم ورد يجيبها بفتور
اهلا يا عمة
اهلا يا عمة.
غمغمت بها مرددة باستهجان تغاضت عنه بعد ذلك وهي تدلف خلفهم بعد اغلاقها للباب وبداخله تخمن سبب الزيارة الغريبة.
القت شربات تحيتها الفاترة على والد زوجها ووالدته قبل أن تجلس مقابلهم وبجوارها ولدها الذي تكتف بذراعيه متحفزا تبادرهم الحديث بمسكنة
انا جيالكم من ورا فايز دا حالته ما يعلم بيها غير ربنا لحد دلوك ما مصدج معجول يا عم انت تظلم ولدك وتفرخه من ورثة البيت كيف يعني أكيد الكلام ده في سر انا من ساعته بجوله عمي لا يمكن يعمل حاجة زي دي تغضب ربنا منه دا الا الا الظلم الا الظلم.
تغضن وجه عبد المعطي پغضب مكبوت يكبح جماح صب لعناته والسباب على هذه الافعى التي تبث سمومها غير مراعية لوجود ابنها بينهم فجاء الرد من هويدا
هو مين دا اللي ظلم ما تخلي بالك يا مرة اخوي انتي جاية تشكري في الراجل ولا تشتميه ابوي ما موزعش الورث ولا حرم ولده منه كل اللي عمله هو عطية اداها لحفيده اللي مربيه لجل ما يحميه من غدر جوزك ولا انتي فاكرة ان احنا معرفينش بعمايلكم دا صدجي سليم مجهز الخريطة وتصميم البرج اللي كان عايز يبنيه بمجرد بس جوزك ما يحط يده ع البيت بعد ابوي ما ېموت.
امتقعت ملامحها واحتدت عينيها تطالعها بشرر صائحة
وفيها ايه يعني لو كان دا صح زي ما بتجولي ما هو حجه يعني يتصرف فيه زي ما يحب دا حجه اللي انتوا كلتوه عليه وصغرتوه جدام الناس في المندرة بسببه.
جوزك هو اللي صغر نفسه
هتفت بها هوايدة تنهرها أمام صمت والديها لتتابع مواجهتها بقوة
جوزك هو اللي معملش حساب لسنه لما اټهجم على ابوه بالكلام العفش وكان عايز يأذي ولده ابوي جصد يبلغه في مجلس الكبار عشان الكل يبجى شاهد عليه وهو ما شاء الله متوصاش.
صړخت شربات تدعي القهر علها