خيوط العنكبوت
لا يشعر بها أحد وبالأخص والدها
التقط فاروق كوب الشاي خاصته والآخر أعطاه لسراج وقال لها
تعالى يا سراج يا بني افرجك على الشجر اللي انا زارعه بنفسي
نهض سراج جانبه وهتف فاروق وهو ينظر لابنته ببسمة رقيقة
سليم محتاج يتكلم معاك وانا هنا جنبكم
أومت برأسها وعيناها تتطلع لخطوات والدتها المبتعدة فاجئها سليم بسؤاله
تطلعت له بدهشة وعقلها يتسال ما مقصده من ذلك السوال
لاحت ابتسامة طفيفة أعلى ثغره ومال عليها قائلا
ما تستغربيش والدك حكالي كل حاجة
لمعت فكرة بعقلها فهتفت پغضب قائلة
اه عليه عفريت تحب تشوف
ضحك سليم وقال بثقة
هنشوف كل حاجة بعد الجو از
جدا
ولو رفضت
قالتها بحزن عميق
أجابها بثقة
هتوافقي عشان عيلتك عندك اهم من نفسك صح ولا انا غلطان
دارت وج هها لتنظر لوالدها ووجدته يتحدث مع سراج بكل ألفة وود ثم عادت تنظر لسليم بعينان تتلألأ بالدموع
موافقة بس على شرط
شعر بغصة داخل ص دره عندما لمح الدموع المتحجرة داخل مقلتيها العشبية وهمس بصوت خاڤت
وجدها تهمس كالحمل الوديع
سبني أعمل العمرة مع بابا الأول وبعدين نتج وز
تنهد بعمق وقال
وعدت باباكي اول عمرة هتكون معايا
نظرت له بسخرية وردت
أنت عاوز تعمل عمرة عشان تكفر عن أي ذنب عملته ثم أردفت قائلة
أه ويا ترا هتوب بقا عن شغلك في السلاح ولا في تجارة الأعضاء ولا ناوي تخدع ربنا وتكذب عليه بس مش هتقدر عشان ربنا الوحيد اللي كاشفك وعارف انك متنكر ورا قناع بس هيجي يوم والقناع ده هيسقط عن وشك والدنيا كلها هتعرف حقيقتك
يا ريت انتي كمان تشوفيني زي ما أمي والكل اللي حواليه شايفني
أخفى بسره الغرام وخاف عليك أن تقعي بحبه
انتبهي قبل أن يهوي بقلبك حبه المعذبي
فدرب الحب محملا بالمأسي والخذلان
واحذري الغرام فإنتي فاتنة في وادي النسيان
أنتي غامضة وأهوى عشقك الذي يوقد قلبي عڈاب ولوعة
بعدما زاد الاشتياق ألما
يا وردة بتول والاشواك محاطة بك
أعلم بأن الشوك المعذب لاوراقك
وأنت الناعمة الساحرة الجذابة النقية
وأنا العاشق لك سرا
واحذري غرامي لانه مر علقما
لم استطع الرحيل فقد فات الوقت
الفصل الخامس والعشرون
صعدت حياة إلى المنزل وجدت الجدة تتحدث مع والدتها ويبدو بأن الحديث هام لابد وانها تريد اقناعها بالموافقة على سليم فمن وج ه نظر الجميع بأنه الشاب المناسب سارت بخطوات بطيئة لكي لا يشعرون بها ثم ولجت لغرفتها لتتفاجئ بشقيقتها تركض إليها قائلة بفرحة
ثم اردفت بحماس
ها قوليلي كان بيقولك أية اعترفيانا كنت
واقفة في الفراندة اراقب الجو
تركت شقيقتها تثرثر ورفضت أن تتحدث
عادة فريدة تقف في الشرفة وتراقب ما يحدث بالحديقة وعيناها تتطلع للذي سرق لب قلبها منذ الوهلة الأولى
بالحديقة عاد فاروق يجلس بجانب سليم مرحبا به بعدما غادرت حياة المكان وظن والدها بأنها خجلت من رغبة سليم بالزو اج منها شعر داخله بالقبول فتذكر عندما أستلمت عملها بالشركة وظلت تحاكيه عن مديرها الشاب الوقور الجاد بعمله ورغم عجزه إلا أنه يحمل مسؤليات كثيرة على عاتقه
قال فاروق بود
بص يا بني أنا شوفت المۏت بعنيه وكنت شايل هم دلال والبنات من بعدي خصوصا بعد ما أخويا إللي من لحمي ودمي تخلي عني بعد رفض حياة الارتباط بابن عمها وحياة اتاذت جامد من مرات عمها والحجة سناء شافت دة بنفسها وحكتلك عن اللي حصل انا هكلم كاب ما يملكش من الدنيا غير تلات بنات نفسه يطمن عليهم قبل ما ربنا يسترد أمانته وانا قلبي انشرحلك وهامنك أمانة واتمنى تكون قدها
ابتلع ريقه بتوتر ثم قال
اوعدك ياعمي هكون قد الأمانة
بس اتمنى من حضرتك الزو اج يتم في الميعاد اللي حددته وان شاء الله هنفذ أمنية حياة في العمرة بس هيكون وانا واقف على رجليه ومعاها
ريت فاروق على كتفه وقال
اكيد يا بني عمليتك دلوقتي اهم عشان اي تأخير خطړ عليك وأن شاء الله العمرة هتتعمل بأوانها وكلها ارادة الله ربنا يقدم لكم الخير هتكلم مع حياة وهرد عليك بكرة بمشيئة الله
بعدما غادروا منزل فاروق قرر سليم المكوث اليوم بالمنصورة وعندما يأتي الغد ورد والد حياة بالقبول سيهاتف شقيقه بإحضار والدته وزو جته ويات اليه لتتم المقابلة بين العائلتين والتعارف والتحدث بكل ما يخص الزفاف
وافقه سراج الرأي وبالفعل بحث عن فندق بالمدينة ليظل به اليوم
بينما جلس فاروق مع
ابنته بغرفتها يريد أن يستمع لردها وانسابت دموعه عندما همس پخوف على فراقه الحياة دون أن يطمئن قلبه عليهم فهم فلذات اكباده حورياته الثلاثة الذي يتمنى لهما السعادة الدائمة
لم تستطع حياة الرفض ولم تقدر على البوح بما تكنه داخل قلبها وأعطت والدها الموافقة وطمئنة بأن سليم حقا الشاب الذي فاز بقلبها وهو أيضا يبادلها تلك المشاعر ولا داعي لقلقه فهي ستكون