رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
على المعاش يعني لا ليها أصل ولا فصل
قام عمر من فوره غاضبا وأزاح كرسيه وقال
كفاية لحد كدة سمعت بما فيه الكفاية
خرج غاضبا من البيت وتوجه الى سيارته .. ركب بعصبيه ثم انطلق خارج المزرعة
ساد الصمت فى حجرة الطعام وتوقف الجميع عن تناول طعامهم .. قال نور الدين موجها حديثه لزوجته وأخته
انتوا ليه مصريين تخسروه
يعني انت عاجبك اللي ابنك عايز يعمله ده
قال پحده مماثله
وهو عايز يعمل ايه .. يتجوز على سنة الله ورسوله .. ايه المشكلة فى كده
ظهرت علامات الڠضب على وجه كريمه وقالت
عايز يتجوز واحده مطلقه
وايه المشكله يعني .. طالما شايف انها مناسبه ليه .. وطالما ان جوازتها الأولى كان الغلط من جوزها مش منها .. وكمان جوازها كان شهر واحد زى ما قالنا
يعني انت موافق .. موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده
قال بحزم
أيوة موافقه .. لان دى حاجه تخصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فيها .. وابنك راجل مش عيل صغير .. بيدير مجموعة شركات كبيرة فى مصر .. مش هيقدر يدير حياته
قالت كوثر فى ڠضب مكتوم
نظر اليها نور الدين قائلا ببرود
قالت ثريا بتعالى
ويتغصب ليه .. هى ايناس دى فى زيها .. بنت عيله وأدب وأخلاق وجمال ومال وحسب ونسب .. يعني لقطة أى شاب يتمناها
قالت كريمة مبتسمه تحاول تلطيف الجو
طبعا دى ايناس دى ست البنات
قالت لها ثريا بتهكم
قالت ذلك ثم انصرفت غاضبه الى غرفتها
دخل أيمن الأنتريه وقدم الى عمر صنيه موضوع عليها شاى وطبق من الكيك .. ونظر الى صحبه قائلا
دوق بأه الكيك ده .. حاجه كده عمرك ما دوقت زيها فى حياتك
تناول عمر رشفه من فنجانه وظل صامتا .. نظر اليه أيمن قائلا
نظر اليه عمر قائلا
انت هتقولى زى كرم .. هو كمان كان متوقع كده .. اشمعنى أنا الوحيد اللى متوقعتش كده
أخذ أيمن فنجانه ورجع الى الوراء قائلا
للأسف احنا فى مجتمعنا شويه أفكار متخلفة عايزه بنزين وعود كبريت ويتولع فيها .. دايما ينظر للمرأة المطلقة بدنيويه كأنها مش زى باقى النساء .. حتى لو سبب الطلاق مش منها .. برده لازم يتبصلها البصه دى .. وكل أم بتبقى هتجنن لو ابنها قال ان عايز يتجوز واحده اتجوزت قبل كده على الرغم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج الا واحدة بس بكر وهى أمنا عائشة رضى الله عنها وباقى أمهات المؤمنين كانوا متزوجات قبل كده وأولهم أمنا خديجه رضى الله عنها اللى النبي صلى الله عليه وسلم قال انى رزقت حبها
تمتم عمر
عليه الصلاة والسلام
تنهد عميقا ثم قال
أنا كمان مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام انى ممكن أتجوز واحده اتجوزت قبل كده .. بس بجد حبيتها يا أيمن .. كل حاجه فيها عجبانى .. هى دى الزوجة اللى أتمناها فعلا .. فاكر لما قولتلى انك مش بتدور على زوجة وبس .. انت بتدور على أم لولادك كمان
أومأ أيمن برأسه .. فأكمل عمر قائلا
أهو انا شايف ياسمين مش بس زوجه .. شايفها أم لولادى .. وصاحبه .. وحبيبه .. وأخت .. وصديقه .. وكل حاجه فى دنيتي .. بجد بحبها أوى .. ومش هرتاح الا لما تكون ليا
ابتسم أيمن قائلا