الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 115 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


يتركوها وشأنها
قالت لها ياسمين بحزم 
بعد اذنك 
وهمت بالإنصراف .. لكن ايناس أوقفتها قائله 
مش عايزه تعرفى أنا مين 
التفتت اليها ياسمين قائله ببرود 
لأ ميهمنيش أعرف
قالت ايناس بترفع دون أن تلتفت لكلامها 
أنا ايناس بنت عمت عمر
صمتت ياسمين ولم ترد .. فأكملت ايناس بتعالى 
مش بنت عمته بس .. أنا كمان بشتغل معاه فى الشركة مديرة العلاقات العامة .. وغير كده أنا وعمر متربيين مع بعض من واحنا صغيرين ومكناش بنفترق أبدا

صمتت قليلا ثم قالت بخبث 
يعنى تقدرى تقولى أنا حب الطفوله والمراهقة بتاع عمر
قالت لها ياسمين بحزم 
كل الكلام اللى حضرتك بتقوليه ده ميخصنيش فى حاجه .. بعد اذنك
والتفتت ودخلت الى مكتبها .. ظلت ايناس تنظر اليها بغل لبرهه ثم انصرفت
شعرت ياسمين بالڠضب يعصف بداخلها .. لكنها كانت مصممه على ألا تدع أحدا يقلل من شأنها أو يحط من قدرها .. هى لن تتخلها عن ملابسها المحتشمة وحجابها لترضى من حولها أو ليقال عنها راقية .. فليقل من حولها ما يقولون طالما ترضى ربها ولا تعصيه .. فلا شئ آخر يعنيها .. كانت تثق بأن من أرضى الناس وأسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .. لذلك كانت قاعدتها التى تضعها دائما ڼصب عينها .. من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد
ذهبت ياسمين الى استراحة الغداء .. حاولت أن تتجنب النظر الى شيماء و مها حتى لا يطلبا منها الإنضمام اليهما .. ذهبت للجلوس برفقه ولاء وأصدقائها .. رحبت بها ولاء وعرفتها على الفتيات الثلاث الجالسات معها .. ظلت تستمع الى حديثهن المازح وتتشارك معهن فى الحوار والمزاح .. كانت سعيدة بصحبتهن للغاية .. أنهت غدائها وأثناء انصرافها وجدت مها توقفها قائله 
مش كنتى تعرفينا يا عروسه .. عشان نفرحلك
نظرت اليها ياسمين بدهشة .. فقالت مها بتشفى 
يا بنتى أنا مفيش حاجة هنا تستخبى عليا
قالت ياسمين پحده 
عرفتى منين 
قالت مها مبتسمه 
مصادرى الخاصه
قالت ياسمين بإندفاع وبدون تفكير 
البشمهندس عمر هو اللى قالك 
صمتت مها قليلا .. وشعرت بأنها تصيدت فرصة لتعكر صفو مزاجها فقالت 
مش هريحك هسيبك على نارك كده 
ثم تركتها وغادرت القاعة .. شعرت ياسمين بالحنق الشديد .. أ عمر من أخبرها .. ولماذا يخبرها .. لماذا أصلا يتحدث فى هذا الموضوع .. ألم ينتهى برفضها اياه .. أحقا يقصد ما قاله لها بأنه لن يتركها .. وبأنها أصبحت له وملكه .. أشعرتها تلك الكلمات بالقشعريرة .. حاولت نفض تلك الكلمات من رأسها .. وعادت فى طريقها الى المكتب .. لكنها لدهشتها دخلت لتجد عمر جالس فى مكانها يمسك بيده ميداليه مفاتيحها الموضوعه على المكتب يقلبها بين أصابعه .. رآته فتسمرت مكانها .. رآها فنهض ليقف فى مواجهتها .. ابتسم لها قائلا 
ازيك يا ياسمين
دخلت المكتب فأفسح لها الطريق .. جلست على مكتبها وأخرجت أحد الملفات وقلم وبدأت فى تدوين بعض الملحوظات دون أن تتحدث معه أو تنظر اليه .. استند بكفيه على المكتب وأخذ يتفحص وجهها .. والتعبيرات الغاضبة الواضحه عليه .. فسألها قائلا 
مالك فى حاجه ضايقتك 
نظرت اليه قائله 
أيوة 
ايه اللى مضايقك
قالت پحده 
انت
ابتسم لها ابتسامه أشاحت وجهها بسرعه حتى لا تقع تحت تاثير سحرها .. قال بصوت حانى 
مضايقه منى ليه
هبت واقف فى مواجهته .. فاعتدل فى وقفته قالت پحده 
أولا أنا مش حبه أبدا الاسلوب اللى انت بتكلمنى بيه لازم يبقى فى حدود بينا يا بشمهندس .. ثانيا كل شوية أشوفك أدامى أكن مفيش وراك حاجه فى المزرعة دى غيري .. ثالثا انت ليه قولت ل مها انك اتقدمتلى 
قال عمر بهدوء 
أولا أنا مش شايف انى تجاوزت حدودى معاكى فى الكلام .. ثانيا أيوة ورايا حاجات كتير فى المزرعة بس انتى أول اهتماماتى .. ثالثا أنا مبتكلمش مع الدكتور مها أو غيرها عن حاجه تخصنى
قالت بإستغراب 
أمال مين اللى قالها 
قال شارحا 
ممكن من ايناس بنت عمتى .. لأنهم يعرفوا بعض
شعرت ياسمين بالڠضب يشتغل بداخلها مرة أخرى على ذكر ايناس تلك .. وعاودتها ذكرى رؤيتهما معا متعانقان ..فقالت بشئ من الحده 
طيب لو سمحت عرف قرايبك ان الموضوع انتهى .. لانى مش حبه ان حد يتكلم معايا في الموضوع ده .. ولا حبه ان حد فى المزرعة يعرف الموضوع ده
اقترب برأسه منها لينظر الى عينيها مباشرة .. فارتجفت .. كانت نظرته صارمه حازمه مصممه .. قال بصوت وكأنه أتى من مكان سحيق 
ياسمين الموضوع منتهاش .. احنا لبعض .. دلوقتى ..بعد شهر .. بعد سنة .. ميهمنيش أستنى أد ايه .. المهم انك
 

114  115  116 

انت في الصفحة 115 من 199 صفحات