رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
مش هتنامى
هقف شوية وبعدين هدخل أنام
دخلت ريهام وتركت أختها سابحه فى أفكارها .. تحاول تخمين ما حدث .. وكيف حدث .. ولما حدث ..
فى صباح اليوم التالى توجهت الى شجرتها .. وما ان وصلت حتى وجدت عمر جالسا هناك .. لم تعد هذه شجرتها .. أو شجرته .. بل أصبحت شجرتهما .. همت بالإنصراف .. لكنه أوقفها قائلا
استنى يا ياسمين
انتى كان معاكى حق .. عمتو فعلا هى اللى ورا موضوع حړق المخزن
نظرت اليه بدهشة .. فأكمل قائلا
وهى و ايناس سابوا المزرعة امبارح ورجعوا القاهرة
كانت مازالت تحت تأثير المفاجأه .. نظر فى عينيها وأكمل بصوت رخيم
عايز بس أفهمك حاجه
نظرت اليه فأكمل قائلا
صمت قليلا ثم قال وعيناه تغوصان فى بحر عينينها
زى ما أنا بحبك بالظبط
شعرت ياسمين بحرارة تسرى فى جسدها كله .. أرادت الهرب لكنه سد طريقها ثانية قائلا
والله العظيم بحبك .. ومش ممكن أسيبك أبدا .. ياسمين أنا لو اتجوزتك مستحيل أسيبك أبدا
قوليلى خاېفه من ايه تانى وأنا اطمنك .. قوليلى ايه تانى باعدك عنى وأنا أشيله من طريقنا
جف حلقها .. لم تستطع النطق .. حاولت الهرب للمرة الثالثه لكنه كان لها بالمرصاد .. ابتسم قائلا برقه
مش هسيبك تهربى .. قوليلى ايه تانى بعدك عنى
رغم كل اللى انت قولته ده أنا مش عارفه أثق فيك .. لانك واحد مبادئك غير مبادئى .. انت فى حياتك حاجات كتير غلط أنا مش ممكن أقبلها .. ممكن لو سمحت تسيبنى أمشى .. لان مينفعش وقفتنا كده
صمت برهه .. ثم نظر اليها بتصميم قائلا
وأنا هعرف ازاى أخليكي تثقى فيا .. لو هى مشكلة ثقه .. فأنا هعرف أخليكي تثقى فيا وهثبتلك انى أستاهل قلبك يا ياسمين
لانى بحبك بجد .. ونفسي تكونى ليا زى ما أنا بقيت بكل ما فيا ليكي انتى .. وملكك انتى .. وراجلك انتى .. والله العظيم بحبك انتى .
نظرت اليه وهى تشعر بالصدق فى كلماته .. وفى عينيه .. وفى صوته .. وأيقنت أنها أصبحت بكل كيانها .. عاشقه له ..
Part 32
سارت الأيام التاليه فى المزرعة فى هدوء وسکينة .. مازالت ياسمين تعبش مشاعر الحيرة والتخبط .. بين نداء قلبها و نصائح عقلها .. كانت تشعر أنها ممزقة بينهما .. كل منهما يجذبها فى اتجاه مختلف تماما عن الآخر .. كانت تتمنى شئ واحد فقط .. وهو أن يتفق قلبها وعقلها على شئ واحد .. أى ان كان هذا الشئ .. أما عمر فكل ما كان يفكر فيه هو كيف يكسب ثقة ياسمين وكيف يفز بقلبها .. الذى أيقن الآن تماما بأنه جوهره غاليه جدا تستحق التعب للحصول عليها .. منذ أن رحت ثريا و ايناس من المزرعة لم تحاولان الاتصال .. ولم يحاول نور وزوجته مهاتفتها .. فضلوا ترك الأمور لتهدأ لبعض الوقت .. قبل فتح جلسة للعتاب والمصارحه ..
فى بيت المزرعة .. الټفت الأسرة على طاولة الطعام .. عندما قالت كريمه
ازى أحوالك انت و ياسمين
نظر اليها عمر قائلا
مفيش جديد
هى لسه رفضاك
فكر عمر قليلا ثم قال
مش رفضانى .. ومش قبلانى
ابتسم أبوه قائلا
فزورة دى
قال عمر فى شرود
لأ مش فزورة .. بس هى لحد دلوقتى موثقتش فيا .. أنا اللى مش قادر أفهمه هو ليه هى مش قادرة تثق فيا .. يعني مش قادر أفهم تحدديا ايه اللى مخوفها منى
نظرت اليه أمه قائله بخبث
ما يفهمش الست الا الست
قال عمر بإستغراب
يعني ايه
ابتسمت كريمه قائله
يعني لو أنا اتكلمت معاها ممكن أقدر أفهم أسباب رفضها
ظهرت علامات السعادة على ۏجع عمر وابتسم قائلا
بجد يا ماما .. هتتكلمى معاها
أيوة يا حبيبى
قال عمر بحماس
تماما أوى .. أنا هعزمهم عندنا هنا هى وأختها وأبوها .. وفرصه الكل يتعرف ببعضه
قالت أمه بهدوء
أفضل ان أول مقابله تكون بيني أنا وياسمين بس .. وبعد كده نبقى نعزمهم هنا
قال عمر بحيره
بس ما أعتقدش انها ممكن توافق تيجي هنا لوحدها
ابتسمت أمه قائله
خلاص مفيش مشكلة .. أروحلها مكتبها .. وكمان عشان أعتذرلها عن اللى ثريا و ايناس عملوه .. ده الواجب يا عمر