رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
عايزه تعملهالنا .. ايه رأيك
قالت ياسمين
مفيش مشكلة .. نسافر النهاردة لو تحب
ابتسم قائلا
حابب كمان أوريكى المكان اللى هنعيش فيه .. وبعدين ممكن بعد الحفلة نسافر أى مكان انتى تختاريه .. قولتى ايه
ابتسمت قائله
تمام .. اتفقنا
أنهيا طعامهما وأخذها عمر الى المنصورة .. لشراء ملابس جديدة وبعض الأغراض لها .. رغم اعتراضها لكنه أصر توقف بسيارته أمام احد المولات قائلا
قالت بحرج
مش حساسية ولا حاجه بس أنا عندى لبس كتير
وايه المشكلة .. وبعدين انتى عروسة .. ولازم تلبسي جديد
قالت بحرج وضيق
المفروض انا اللى أشترى لنفسي .. وبعدين أنا عندى هدوم كتير بتاعة جهازى سيباها فى القاهرة لما نروح هناك ....
الهدوم دى تولعى فيها ترميها تتبرعى بيها .. لكن مش عايزك تلبسيها أبدا
نظرت اليه وقد فهمت سبب غضبه .. غيرته .. فقالت
خلاص مفيش مشكلة هتبرع بيهم
قال وقد هدأ قليلا
طيب يلا عشان نخلص بسرعة ونرجع نجهز الشنط عشان منسافرش متأخر
ركبت ياسمين فى السيارة وانتظرت عمر الذى يحضر الشنط من البيت .. التفتت فوجدته وقد أحضر شيئا يبدو كفستان طويل مغلف .. ركب بجوارها فقالت له
ابتسم وقال
فستان فرحك
قالت بدهشة
بس يا عمر الفستان مكشوف خالص مستحيل ألبسه أدام حد ولا حتى هعرف ألبسه أدام ستات
نظر فى عينيها واقترب منها قائلا
مش هتلبسيه أدام حد .. هتلبسيه ليا أنا
ابتسم كل منهما للآخر وانطلق فى طريقه الى القاهرة .. ذكرته ياسمين قائله
صمت عمر قليلا ثم نظر اليها قائلا
انتى حفظاه
أيوة
طيب قوليه وأنا هقوله وراكى
وصلا الى القاهرة بعد ثلاث ساعات .. عبر عمر بسيارته بوابة الفيلا .. شعرت ياسمين بالإنبهار .. نعم كانت تعلم مدى ثراء زوجها وأهله .. لكن الأمر فاق تصورها .. شعرت بالإضطراب والرهبة .. ألقت نظرة على زوجها الذى يقود بهدوء لا يدرى شيئا عما يدور بداخلها .. نزلت من السيارة لتلقى نظرة على الفيلا من الخارج وعلى الحديقة المحيطة بها .. قطبت جبينها وهى تشعر بمشاعر كثيرة مختلطه .. أمسك عمر بيدها وتفرس فيها قائلا
قالت بسرعة
لا أبدا
امال مكشرة ليه
حاولت الابتسام
لأ مش مكشرة ولا حاجه .. يمكن بس تعبت شوية من السفر
قال بحنان
متقلقيش هنسلم عليهم ونطلع أوضتنا ترتاحى شويه
دخلا الفيلا .. فإزداد انبهارها واضطرابها .. كانت رائعة التصميم .. شعرت بضآلتها وسط كل هذا الترف .. وهذا الشعور ضايقها للغاية .. حاولت ازالة تعبير الضيق من وجهها .. استقبلتهما كريمه بالترحاب قائله
عانقتها ياسمين .. كم تحب هذه المرأة الطيبة .. كانت تشعر معها بالراحة وكأنها تعرفها منذ زمن .. قالت ياسمين
الله يسلمك يا ماما .. أخبار حضرتك ايه
بخير يا حبيبتى الحمد لله .. يلا يا عمر خد مراتك تغيروا هدومكوا وترتاحوا شوية على ما باباك وعملتك ييجوا ونجهز السفرة
صعدت ياسمين مع عمر وهى تنظر الى كل ما حولها برهبة .. أمسك عمر بيدها فإطمئنت قليلا .. الټفت اليها قائلا بحنان
الجناح بتاعنا ده محدش هيدخله غيرنا يعني تقدرى تعتبريه مملكتك الصغيرة .. مملكتى أنا وانتى وبس
أدخلها عمر وتركها تتفحص ما حولها بعينيها ثم سألها قائلا
ها عجبك
أومأت برأسها قائله
طبعا عجبنى
خطرت فى بالها سؤال فقالت
انت جهزت كل دة امتى
صمت قليلا وبدا مترددا ثم قال
أنا كنت مجهز كل حاجه من زمان .. يعنى ....
صمت .. ففهمت .. جهزه من أجل خطيبته الأولى .. شعرت ببعض الضيق ..لاحظ عمر ذلك فقال بسرعة
لو تحبي نغير كل الأثاث وكل الديكور معنديش مشكلة .. أحنا جوازنا جه بسرعة وملحقتش آجى هنا وأغيرلك كل حاجه
قالت له بصوت خاڤت
انت اللى اخترت الديكور والعفش ولا اخترتوه سوا
قال بسرعة
لأ أنا اللى اخترته .. حتى هى مشافتوش
شعرت بالارتياح فإبتسمت له قائله
خلاص طالما ذوقك مفيش مشكلة
متأكدة
أيوة متأكدة
أخذت ياسمين دشا وارتدت ملابسها .. واستعدت مع عمر للنزول للأسفل .. نزلا ليجدا مدام ثريا قد وصلت بصحبة ابنها علاء و ابنتها ايناس .. كان الترحيب بها باردا جافا .. وهى أيضا لم تظهر الحماس فى السلام عليهم .. لكنها فوجئت بإيناس تندفع اتجاه عمر قائلا
عمر حبيبى وحشتنى أوى
أشاحت ياسمين بوجهها وهى ترى تلك المر.. لكنها دهشت عندما سمعت عمر يقول
ميصحش كده يا ايناس
التفتت ياسمين