الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 187 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


لتجده ممسكا بذراعيها يبعدها عنه
وقفت ايناس قائله بغيظ 
ما طول عمرنا بنسلم على بعض كده
قال بحزم 
معدش ينفع
ألقت ايناس نظرة حقد على ياسمين فتجاهلتها ياسمين تماما
جلس الجميع الى طاولة الطعام .. ضايقها جلوس علاء فى مواجهتها .. وذلك بسبب تفرسه فيها .. وشعرت بالحرج من أن تطلب من عمر تغيير مكان جلوسها .. فالجميع يراقب حركاتها وسكناتها .. لم تستطع تناول شئ أمام نظرات هذا الرجل المتفصحه .. لم تشترك معهم فى الحديث لكنها كانت تجيب اذا ما وجه اليها نور أو كريمه سؤالا .. قال علاء فجأة 

انت مكلتيش حاجه من ساعة ما أعدتى .. عماله بس تلعبى بالمعلقة فى طبقك
شعرت بالضيق من كلماته التى تشى بمراقبته لها كما كانت تشعر .. شعر عمر كذلك بالضيق .. أكمل علاء موجها كلامه اليها 
على فكرة احنا زمايل مهنة واحدة .. أنا كمان دكتور بيطرى .. بس مليش فى شغل الفيلد زيك
لم تتكلم .. ولم تنظر اليه .. قالت ايناس بخبث وحقد وهى ترمقها بنظرات غير مريحه 
شتان ما بينك وبين نانسى يا ياسمين .. انتى مشوفتيش نانسي قبل كده صح .. كانت مزه وزى القمر
نظر اليها عمر بصرامة .. شعرت ياسمين بالتوتر والضيق .. قال عمر بحزم 
ايه لزمة الكلام ده يا ايناس 
قالت ببرود 
عادى يا عمر
قال پغضب 
لأ مش عادى .. السيرة دى مش عايزها تتفتح تانى
شعرت ياسمين بمزيج من الڠضب والحرج .. وما زاد الطين بله .. أن علاء نظر اليها بجرأة وقال 
هو عمر اختياره المره دى مختلف .. بس بصراحه دخلتى مزاجى
هنا هب عمر واقفا وأزاح الكرسي پعنف .. كان علاء لا يترك فرصة إلا ويستفز فيها عمر .. بسبب شعوره تجاهه بالغيره منذ الصغر .. وكان قد فعل بالمثل مع نانسي التى أعجبها اطراءه .. أما ياسمين فرد فعلها كان مختلفا .. ظهر على وجهها علامات الڠضب والضيق .. الټفت عمر الى علاء قائلا 
لما تبقى تعرف تتكلم بإحترام مع مراتى هبقى أعد معاك على سفرة واحدة
وأمسك ياسمين من يدها وجذبها وصعدا الى غرفتهما .. قال علاء بغرور 
ماله ده حد جه جمبه
قال نور پغضب 
انت مش شايف ان اللى انت عملته ده ميصحش يا علاء .. يعني ايه تقولها دخلتى مزاجى .. وانت عارف ابن خالك غيور أد ايه
قالت علاء بحنق 
هو اللى معقد زيادة عن اللزوم .. أنا قولت كلمة عادية ومكنش قصدى بيها حاجه
نهضت كريمة وذهب المطبخ لتطلب من الخدم ارسال الطعام الى عمر و ياسمين بالأعلى .. نظرت ياسمين الى عمر الغاضب .. اقتربت منه وحاولت امتصاص غضبه قائله 
متضايقش نفسك يا عمر
نظر اليها وجذبها من يدها وأجلسها بجواره على الأريكة وقبل جبينها قائلا 
انا اللى آسف انى عرضتك لكلامه ده .. وانتى أعدتك أدامه على السفرة .. معلش غلطة ومش هتتكرر
اقتربت أكثر من زوجها وابتسمت وقالت 
عارف .. أنا بحب غيرتك دى أوى
الټفت اليها وقد اختفت علامات الڠضب من وجهه لتحل محلها نظرات حب وشغف فى عينيه وقال 
يعني غيرتى دى مش بتضايقك ولا بتخنقك
قالت مؤكدة 
بالعكس .. أنا أحب ان جوزى يبقى غيور عليا كدة
أوشك على تقبيلها عندما سمع طرقات على الباب .. وجد الخادمة وقد أحضرت الطاعم .. الټفت الى ياسمين قائلا 
حماتك مهنش عليها ننام جعنيين
قالت بمرح 
ماما كريمه دى مفيش زيها
سألها بإهتمام 
يعني حبيتيها
قالت بحماس 
جدا .. بجد حبيتها أوى .. بحس انها طيبة أوى وحنينه .. بحس فيها كتير من ماما الله يرحمها
الله يرحمها .. يعني مش مضايقه اننا هنعيش معاها هنا
قالت ياسمين بثقه 
لأ طبعا .. انت بتعمل كده عشان تبر أهلك ودى حاجه تفرحنى جدا .. وكمان أنا وماما كريمه متفاهمين مع بعض جدا وان شاء الله مش هتحصل بينا أى مشاكل .. وأكيد ست زيها أنا هتعلم منها كتير
نظر اليها بتقدير واعجاب وقبل جبينها .. تناولا طعامهما ودخلت الحمام لتجهز نفسها للنوم .. احتارت فيما ترتدى .. وفى النهاية اختارت بيجاما وردية اللون .. خرجت لتتبعها نظرات عمر النائم على فراشه .. حاولت تجنب نظراته واقتربت من الفراش ووقفت أمامه متوترة .. فضحك عمر قائلا بخبث 
هناك كنتى بتنامى جمبى بمزاجك .. أما هنا فهتنامى جمبي اجبارى
أزاحت ياسمين الغطاء ونامت على الطرف كالعادة و أعطته ظهرها .. اقترب منها وقبل وجنتها وهمس فى أذنها 
ده آخر يوم هسيبك فيه .. سمعانى .. اعملى حسابك على كده
نظرت اليه وأمأت رأسها فى خجل قائلا 
تصبحى على خير يا حبيبتى
وانت من أهل الخير
ظنت بأنه سينام على
 

186  187  188 

انت في الصفحة 187 من 199 صفحات