الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 193 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز


انها صاحبة ثريا عرفت منها 
ثم قالت بسخرية 
لأ وايه .. حاجه كدة لوكل .. تصورى مرضتش تخلى عمر يسلم على ايناس
ازاى يعني
الهانم بتغير باين .. ولا ده عبط متعرفيش
رفعت نانسي حاجبها بخبث وقالت پحقد 
بتغير .. جميل
التفتت لتدخل الفيلا فقالت نادين پحده 
انت لحد امتى هتفضلى سارحه مع اللى اسمه عماد ده .. يا بنتى طول ما انتى مدوقاه العسل ومقدماله كل حاجه على طبق من فضه عمره ما هيفكر يتجوزك

صاحت نانسي پغضب 
ملكيش دعوة بيا حياتى وأنا حرة فيها .. متركزيش معايا .. ركزى مع جوزك النسوانجى أحسن 
تركتها لتدخل الفيلا .. وملامح نادين تختلط فيها الحسړة بالألم.
التف لجميع حول طاولة الطعام .. نور .. كريمة .. ثريا .. علاء .. ايناس .. عمر .. ياسمين .. كرم .. ريهام .. اندمج الجميع فى الضحك والمزاح ماعدا اثنان بدا عليهما الوجود .. عمر بدا وكأنه غير مهتم بالحديث الدائر .. أما ياسمين فبدت حزينه تتطلع الى عمر بين الحين والآخر وتراقب تعبيرات وجهه لتتبين فيما يفكر .. لم يوجه اليها حرفا واحدا .. كان يمسك الملعقة بيد .. ويده الأخرى وضعها على قدمه .. نظرت الى الجميع لتجدهم مشغولون بالحديث .. و .. مدت يدها ولمست كف يده .. توقف عمر عن تناول الطعام ونظر الى يدها التى تمسك بيده .. ثم أبعد يده عنها ووضعها فوق المائدة .. شعرت ياسمين بالألم يغزو قلبها .. نهضت واعتذرت من الجميع متعلله بصداع أصابها .. كادت أن تتوجه الى غرفتها لكنها شعرت بالإختناق وارادت السير فى الهواء الطلق .. خرجت من الفيلا وتمشت فى الحديقه .. تبعتها ريهام قائله 
ياسمين قومتى ليه
حاولت ياسمين الابتسام قائله 
مفيش حسيت انى مصدعة شوية .. وكمان شبعت
فى حاجه مضايقاكى
لا أبدا .. بس لسه مش متعودة على الوضع هنا
عانقتها ريهام قائله 
حبيبتى يا ياسمين وحشتينى اوى .. أنتى الحاجة الوحيدة اللى بتصبرنى على فراق ماما وبابا الله يرحمهم 
تأثرت ياسمين بكلامها وبكت . قالت ريهام وهى دامعة العينين 
أنا كمان وحشونى أوى .. بس ان شاء الله ربنا يجمعنا بيهم فى الجنة .. ربنا يخليكي ليا يا ياسمين 
قالت لها ياسمين بعينين دامعتين 
ويخليكي ليا يا ريهام
انتهى اليوم ورحلت ريهام و كرم .. وبقيت ثريا وأبنائها لاكمال السهرة .. استأذنتهم ياسمين وصعدت الى غرفتها .. كانت تشعر پألم حاد فى بطنها .. دخلت الحمام لتخرج متأففه 
ده وقته
ارتدت ملابسها وصعدت الى الفراش وتدثرت وهى تتلوى من الألم .. شعرت بالحرج من الذهاب الى كريمه لتبحث لها عن دواء .. كما أنها لم تكن تقوى على الحركة .. بعد قرابة النصف ساعة .. وجدت عمر يفتح باب الغرفة .. أرادت أن تقوم للتحدث معه .. لكنها لم تستطع من الألم ..نظر عمر اليها ليجدها مغمضة العينين مقطبة الجبين وتضم الغطاء بقوة الى صدرها ويبدو على ملامحها الألم .. اقترب منها قائلا
انتى كويسه 
فتحت عينيها وهى لا تصدق أنه اخيرا تحدث معها .. ودت لو قامت تتحدث معه لكنها لم تستطع .. قالت بصعوبة 
أيوة كويسة
تركها وخرجه .. نظرت الى الباب المغلق بحسرة وألم .. لكم تشتاق الى وجوده معها والى حديثها معه .. دقائق ووجدته يدخل مرة أخرى حاملا كوب تتصاعد منه الأخبرة وحبة دواء .. نظرت اليه بإستغراب .. مد يده بالحبة .. فجلست وأخذتها .. ثم أعطاها الكوب قائلا
اشربي ده .. ولو لسه حسه بالألم قوليلى وأنا أجبلك حباية تانية 
شعرت بالحرج الشديد أخذت منه الحبة والكوب دون أن تنظر الى وجهه .. تمنت ان يرحل لكنه ظل واقفا ينظر اليها .. أرادت أن تتحدث لكنه أوقفها بيده قائلا بحزم 
اشربي ونامى
ثم تركها وخرج ..
بعد عدة ساعات سمعت صوت الباب يفتح .. فتظاهرت بالنوم .. شعرت به وهو يغير ملابسه ثم يقترب منها ويمسح حبات العرق على جبينها بظهر يده ..يلفها بالغطاء جيدا .. ثم .. يحمل وسادته وغطائه ويفرشهم على الأرض وينام
استيقظت على آذان الفجر .. وقامت لتوقظه لكنه لم تجده نائما .. بل وجدته واقفا يصلى .. تابعته بعيناها حتى أنهى صلاته وتوجه الى مكانه على الأرض ونام .. شعرت بالحنق والضيق .. نظرت اليه لتجده يغط فى سبات عميق .. كانت تتألم من هذا البعد .. لم تعتد على بعده عنها بهذا الشكل .. قامت على فور وحملت وسادتها وغطائها وفرشتهم على الأرض بجواره .. ونامت وهى تتطلع الى وجهه
فى الصباح شعرت بيده توقظها .. فتحت عينيها فوجدته نيظر اليها بحزم قائلا 
ايه اللى منيمك على الأرض هنا
قالت بضعف 
كده عشان انت نايم هنا
أمرها بحزم 
الارض
 

192  193  194 

انت في الصفحة 193 من 199 صفحات