رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة
ساقعه وانتى تعبانه قومى اطلعى نامى على السرير
امتثلت لأوامره .. وهى تشعر بالحنق والضيق .. قام وغير ملابسه ثم خرج دون ان يتفوه بكلمه
بعد عدة أيام كانت ياسمين جالسه مع كريمة فى الحديقه
قالت كريمه
نور سافر النهاردة الصبح
قالت ياسمين
هيرجع امتى
كمان يومين سافر فى شغل مهم .. وعلاء كمان مش هيكون موجود النهاردة لانه مسافر .. بس ناوية أعمل سهرة حلوة فى الجنينة
يعني مش هيكون فى رجالة موجودة النهاردة
أيوة .. عمر بس
كويس
اشمعنى
قالت بثقه
عشان أرد القلم
قالت كريمه بإستغراب
مش فاهمة قلم ايه
ابتسمت ياسمين
هتعرفى النهاردة
فى المساء .. أخرجت ياسمين أحد الفساتين الذى أصر عمر على شراءه يوم أن كانا معا فى المول لشراء ملابسها .. كان رقيقا للغاية ومتناسقا مع بشرتها الخمرية .. ارتدت حذاء ذو كعب وصففت شعرها لأعلى وتركت بعض الشعيرات التى تتساقط على وجهها برقة .. كانت قد تعلمت الكثير من سماح عن وضع المكياج فإستعانت بخبرتها وبأدوات الزينة التى تزين التسريحة فى غرفة نومها .. كان مكياجها يتسم بالرقة والبساطة .. كانت راضية تماما عن شكلها .. كانت تشعر بالخجل من الظهور بهذا المظهر أمام الجميع وخاصة عمر .. لكنها تشجعت ونزلت الدرج بعدما رأتهم من شرفة غرفتها وقد تجمعوا معا فى الحديقه استعدادا لتمضية الأمسية بها .. خرجت الى الحديقة وقلبها يرتجف .. لكنها حاولت رفع رأسها والسير بإتزان دون أن يبدو عليها التوتر .. أول من لمحتها هى كريمه التى هتفت بدهشة
ازدادت ضربات قلبها عندما وجدت أنظار الجميع تلتفت اليها .. لمحت نظرات التعالى فى عين ثريا وهى تفحصها من رأسها الى أخمص قدميها .. أما ايناس فكانت نظراتها تتسم بالحقد والغيرة .. كانت ايناس متحررة فى ملبسها .. وفى وضع الزينة .. لكن ياسمين تفوقت عليها بحسن اختيارها لما يناسب لون بشرتها وطبيعة جسدها .. فلم تفعل مثل ايناس وتحاول تغيير لون بشرتها بإضافة المزيد من مستحضرات التجميل والتى جعلتها تبدو كتمثال صب من الشمع فبدت مصطنعه الى حد كبير .. بل زينت ماهى عليه بالفعل .. فبدت أكثر رقة وأكثر شفافية وأكثر جمالا ..
شعرت بالسعادة تسرى بداخلها وقد أيقنت بأنها أصابت عصفورين بحجر واحد ..
عمر قوم ارقص مع ياسمين
توترت ياسمين .. لم ترد احراج كريمه .. لكنها قالت بخفوت
معلش يا ماما بس مش بسمع موسيقى
فقالت ثريا پحده
ليه بأه ان شاء الله .. رجز من عمل الشيطان
أنا مش بسمع موسيقى يا عمر
قال ببرود
محدش قال ان أنا هشغل موسيقى
أوقفها أمامه فقالت بدهشة
هنرقص من غير موسيقى ازاى
قال ببرود
أخذ يتحرك بها يرقصان بحركات يتقنها عمر جيدا .. كان صوت نبضات قلبها عاليا يصم آذانها .. شعرت بالسعادة لقربها منه .. ظلت تنظر اليه .. لكنه بدا بعيدا عنها
نهضت كريمه بصحبه ثريا الى الداخل .. اقتربت منهما ايناس ووضعت يدها على ذراع عمر قائله
عمر تعالى نرقص سوا
شعرت ياسمين بالڠضب والحنق والضيق ونظرت الى يدها الموضوعه على ذراع زوجها بنظرات ڼارية .. أبعد عمر ذراعه عن يدها قائلا بهدوء
مش هينفع يا ايناس
شعرت ايناس بالضيق .. وعادت مرة أخرى الى مقعدها وهى تشتعل ڠضبا
نظرت له ياسمين هامسه
عمر
لم يجبها .. ولم يلتفت اليها
تطلعت اليه بعينين حزينتين قائله
طيب أعمل ايه عشان تسامحنى .. قولى أعمل ايه وأنا أعمل
ظل متمسكا بصمته .. فشعرت بالألم يغزو قلبها .. التفتت لتجد ايناس تنظر اليها بشماته .. وقد بدأت ايناس تشعر بوجود خلاف بينها وبين عمر .. وانتبهت للوجوم البادى على وجه كل منهما .. تلاقت نظرات المرأتين فى تحدى صارخ .. تبادلتا نظرات ڼارية .. نظرات ايناس تقول لن تملكيه أبدا لن يكون لك .. ونظرات ياسمين تقول هو ملكى بالفعل وهو لى وحدى .. اشتعلت نظرات التحدى بينهما .. وفجأة ..لا تعلم