الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 68 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز

 

بلهفه : 

 ايه مالك فى ايه 

شعرت بأن الكلمات تهرب منها انحدرت دمعة حائرة من عينيها وأخذت تتعالى أصوات قلبها وتزداد سرعة تنفسها هتف عمر بلوعه : 

 ياسمين مالك ايه اللى حصل 

نظر الى الطريق الذى أتت منه لعله يتبين سبب فزعها استجمعت قواها وقالت بصوت مرتجف وهى تمد يدها بهاتفها قائله : 

 مصطفى

نظر اليها قائلا : 

 مصطفى مين مين مصطفى 

 رددت قائله : 

 مصطفى كلمنى 

خمن عمر بأنها تقصد زوجها لم تقوى أعصابها على التحمل كانت خائڤة بشدة وترتجف أحاطت نفسها بذراعيها وقالت وعينيها تدوران فى المكان پخوف : 

 أنا خاېفة أوى

نظر اليها عمر وطمأنها قائلا : 

 متخفيش محدش يقدر يأذيكي طول ما انتى هنا

نظرت اليه قائله وهى تبكى : 

 قالى هعرف طريقك ومش هعتقك

شعر عمر بالڠضب لذلك المنعدم الرجوله الذى ېهدد امرأة ويرعبها بهذا الشكل كانت العبرات تنزل من عينيها فى صمت شعر بالألم يغزو قلبه مد يده وأمسك ذراعها أراد أن يطمئنها ويوقف ارتجافه جسدها انتفضت ياسمين للمسته وأبعدت نفسها عنه وقفت تنظر اليه بدهشة ممزوجة بالڠضب أدرك عمر أنه أغضبها فأسرع يشرح قائلا : 

 أنا مقصدتش حاجه . كنت بس عايز .

لم تدعه يكمل كلامه وانصرفت عائده الى غرفتها شعر عمر بالضيق لأنه أغضبها صعدت ياسمين الى غرفتها وهى تفكر غاضبة كيف يجرؤ على لمسها بهذا الشكل أيظنها فتاة سهله كفتياته اللاتى يعرفهن واللاتى يتهافتن عليه محاولات جذبه واستمالته أيظنها واحدة منهن شعرت بالحنق والضيق من كليهما عمر و مصطفى

فى اليوم التالى كانت واقفة تتفحص احدى الأبقار عندما وجدت شاب تراه لأول مرة كان شابا يافعا يبدو وكأنه ضل طريقه خمنت ياسمين بأن هذا هو تلميذها الذى تحدث دكتور حسن عنه اقترب منها الشباب وابتسم قائلا : 

 السلام عليكم

ردت ياسمين : 

 وعليكم السلام أهلا بحضرتك أنا دكتورة ياسمين

قال الشاب : 

 أهلا بيكي أنا هانى

ثم استطرد قائلا : 

 أنا هانى شاكر

قال ذلك ثم اڼفجر ضاحكا نظرت ياسمين اليه بدهشة ثم لم تتمالك نفسها فضحكت ضحكة خافته حاولت كتمها لم تضحك للفكاهه فى اسمه بل ضحكت لطريقة ضحك الشاب فقد أرجع رأسه الى الوراء وضحك ضحكه صاخبه بطريقة أضحكتها كان عمر يسير مع أحد العمال يعطيه بعض التعليمات عندما لفت انتباهه صوت الضحك الصاخب فالټفت ليجد ياسمين تقف مع هانى ابن العميل الذى أتى اليه منذ أيام رآى ابتسامتها وضحكتها التى تحاول كبحها شعر بالحنق فصرف العامل وسار نحوهما . فى هذه الأثناء قالت ياسمين ل هانى : 

 ادخل اتعرف على المكان على ما أرجع

تركته وانصرفت لتجد عمر يعترض طريقها نظر عمر الى الفتى الذى يسير للداخل ثم أعاد نظره الى ياسمين قائلا ببرود : 

 مش نشوف شغلنا أحسن

نظرت ياسمين اليه بحيره قائله : 

 مش فاهمة قصد حضرتك ايه

غير عمر الموضوع قائلا : 

 الست اللى كلمتيني عنها أحب أبشرك انها رجعت الشغل النهاردة

سعدت ياسمين كثيرا لهذا الخبر فقد كانت بالفعل تشفق على تلك السيدة وأولادها رددت قائله : 

 الحمد لله

رفعت نظرها لتجد نظرات عمر المصوبة تجاهها فقالت بسرعة : 

 بعد اذن حضرتك

ثم تركته وانصرفت .

الفصل الثالث والعشرين

Part 23

راقبها من بعيد وهى تباشر عملها كانت منهمكة فى عملها لدرجة أنها لم تشعر بوجوده بل لم تشعر بأى شئ حولها وقف يراقب حركاتها سكناتها لا يدرى لماذا يفعل ذلك فهى ليست بالجميلة التى تبهر الأنظار والعقول وليست ممن اعتاد صحبتهن والتعامل معهن لكن بها شئ غريب يدفعه لأن يراقبها ويحاول فهمها ربما كان هذا هو سبب فضوله أنه لا يستطيع حتى الآن فهمها تصرفاتها غريبة مبادءها عجيبه لم يقابل مثلها من قبل تجمع المتناقضات فى آن واحد خجوله واثقة بنفسها رقيقة القلب قوية الشخصية ذكية عملية ضعيفة هشه مذيج عجيب لم يقابل مثله لذلك يشعر دائما بأنها لغز غامض وفضوله يدفعه دفعا لإستكشاف هذا اللغز ومحاولة حله اقترب منها قائلا : 

 صباح الخير يا دكتورة

رفعت رأسها لتنظر اليه قائله وحبات العرق تنبت على جبينها : 

 صباح الخير يا بشمهندس

وضع عمر يديه فى جيب بنطاله وأخذ ينظر اليها والى ما فى يدها ثم قال : 

 بتعملى ايه 

قالت ياسمين دون أن تنظر اليه : 

 دى عينات خدناها من القطيع النهاردة عشان الكشف الدورى بجهزهم عشان أبعتهم المعمل

هز رأسه ثم أخذ يتململ فى وقفته لا يدرى أصلا ما الذى يفعله هنا نظر اليها ثم قال : 

 أخبار الشغل ايه مرتاحه فيه 

قالت وهى لا تزال منهمكه فى عملها : 

 أيوة الحمد لله

سألها بإهتمام : 

 حد ضايقك تانى 

كان يقصد اتصال مصطفى ردت بإقتضاب _

 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 199 صفحات