الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 69 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز

 

لأ

لم يجد ما يقول فصمت قليلا ثم قال : 

 طيب بعد اذنك

قال ذلك ثم انصرف رفعت ياسمين رأسها لتنظر اليه وهو يبتعد ثم عادت لتكمل عملها مرة أخرى

كانت ياسمين جالسه مع شيماء فى استراحة الغداء يتسامرون ويتضاحكون وفجأة أتت مها لتجلس معهم بدون استئذان توقف الحديث ونظرت الفتاتان الى بعضهما البعض وأكملت كل منهما طعامها فى صمت قطعت مها هذا الصمت قائله : 

 أنا عرفت ان مش بس انتى اللى بتشتغلى هنا ده كمان والدك وأختك يا ياسمين هى ايه الحكاية بالظبط 

قالت ياسمين ببرود : 

 حكاية ايه 

رفعت مها حاجبها قائله بسخرية : 

 يعني انتى مش شايفه انها غريبة ان واحدة تيجي من محافظة تانية هى وأهلها عشان يشتغلوا مع بعض فى المزرعة أكيد فى سر ورا الموضوع ده

قالت ياسمين بنفس البرود : 

 ولا سر ولا حاجه

ازدادت مها فى سخريتها قائله : 

 معروف عن البشمهندس عمر انه بيحب يعمل خير فى الناس شكلك صعبتى عليه انتى وأهلك وعشان كده شغلكوا عنده فى المزرعة

هبت ياسمين واقفة وهتفت قائله : 

 مسمحلكيش تتكملى ربع كلمة عنى أو عن أهلى وأنا جايه هنا أشتغل مش أشحت من حد 

قالت ذلك ثم تركت طعامها وغادرت المكان نظرت اليها شيماء بعتاب قائله : 

 كان ايه لزمته الكلام ده 

 بالله عليكي انتى مش شايفه ان الحكاية دى غريبة وان فى سر هى مخبياها عننا 

 ملناش دعوة هى حرة

 أنا بأه هعرف السر اللي هى مخبياه واللي مخلى عمر مهتم بيها وبأهلها أوى كده

نهضت شيماء وانصرفت هى الأخرى تاركه مها خلفها .

 مش حماتك اتخطبت ! 

نطق أيمن هذه العبارة وهو جالس فى أحد المطاعم مع عمر وهما يتناولان معا طعام العشاء رد عمر قائلا : 

 تغور هى وبنتها

أكمل أيمن قائلا : 

 اتخطبت لواحد عربي من اللى بيستثمروا فلوسهم فى مصر شكله أكبر منها بكتير 

نظر اليه عمر مستفسرا : 

 وانت عرفت منين 

 شوفت صورتهم فى الجرنال من كام يوم واحدة معندهاش ريحة الډم مش تستنى ما عدتها تخلص 

قال عمر مستهزئا : 

 ده على أساس انها بتطبق كلام ربنا أوى فى الأمور التانية يا سيدى هى جت على العدة ربنا يسهلها

قال أيمن لصديقه : 

 بصراحة يا عمر أنا مش عارف انت كنت واقع وسط الناس دى ازاى أنا لا كنت برتاح للى كانت خطيبتك دى ولا لأمها كويس ان ربنا نجاك منهم

قال عمر بضيق : 

 قفل على سيرتهم يا أيمن بجد مش حابب أفتكر حاجه عنهم

نظر أمين الى صديقه فترة ثم سأله بشك :

 انت لسه حاسس بحاجة نحيتها 

نظر عمر اليه بدهشه قائلا : 

 نحية مين 

 نانسي

قال عمر على الفور : 

 لأ طبعا

 واثق 

 أيوة واثق

 أمال ليه اضايقت لما جبت سيرتهم

صمت عمر قليلا ثم رفع بصره لصديقه قائلا : 

 لانى لما بفتكرهم بفتكر أد ايه أنا كنت غبي وأعمى وبضايق من نفسي جدا وبحس انى رغم العمر ده كله معرفتش أحكم على الناس صح 

تنهد ثم قال : 

 بصراحة ندمان على كل كلمة حلوة سمعتهالها انت عارف انى طول عمرى مكنش ليا علاقات مع أى بنت مجرد صحوبيه عاديه لكن حب واتباط لأ أولا لانى مكنتش فاضى من الشغل للدراسة كانت الحياة العملية وخدانى فى دوامتها ولما فكرت أتجوز اديت كل مشاعرى ل نانسي و كنت حاسس انها البنت اللى بدور عليها بس بجد كنت أعمى معرفتش أختار صح وندمان أوى على كل كلمة قولتلهالها لأن الكلام ده من حق واحدة بس 

صمت قليلا ثم قال بسخرية : 

 واحدة معرفش أصلا اذا كنت هلاقيها ولا لأ

قال أيمن بتفائل : 

 يا ابنى البنات الكويسة كتير . وانت ألف واحدة تتمناك

نظر اليه عمر قائلا بإصرار : 

 مش هتجوز الا واحدة بحبها يا أيمن أنا مش عايز جوازه والسلام فاكر كلامك ليا أيام خطوبتك ل سماح قولتلى انك بتدور على واحدة تحس بيها وتحس بيك وتكون سكن ليها وتكون هى سكن ليك وتكونوا انتوا الاتنين شخص واحد أنا عايز واحدة كدة أكون أنا وهى كده

ابتسم له أيمن وربت على كتفه قائلا : 

 ان شاء الله هتلاقيها 

صمت الصديقان وعادا الى تناول طعامهما فى صمت بعد فترة قطع عمر هذا الصمت قائلا : 

 صحيح كنت عايز أسألك عن حاجه

 خير يا عمر 

بدا على عمر التردد قليلا ثم قال : 

 هى صاحبة مراتك معاد جلستها اتحدد ولا لسه 

فهم أيمن ما يرمي اليه لكنه تظاهر بعدم الفهم قائلا : 

 صاحبة مراتي مين 

نظر اليه عمر پحده قائلا

 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 199 صفحات