الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 70 من 199 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 ياسمين

ابتسم أيمن ورشف رشفه من كوب الماء الموضوع أمامه ثم قال : 

 لأ لسه متحددتش الجلسه لو اتحددت كان زمان سماح مقدرتش تستنى عشان تبلغنى الخبر

شرد عمر قليلا ثم قال : 

 هو ممكن ما يتحكملهاش بالطلاق 

هز أيمن كتفيه قائلا : 

 الله أعلم على حسب القضية وعلى حسب شطارة المحامى

قال عمر بسرعة : 

 لأ أنا واثق فى أستاذ شوقى جدا

عادا ليكملا طعامهما فى صمت مرة أخرى وأيمن يرمق صديقه بنظرات صامته بين الحين والآخر

كانت عائده من استراحة الغداء عندما استوقفها عمر قائلا : 

 ثوانى لو سمحتى

التفتت ياسمين اليه منتظره ما سيقول مد يده الى جيبه وأخرج شيئا وقدمه اليها نظرت الى ما يحمله ثم نظرت اليه متفهمه : 

 ايه ده 

نظر عمر اليها قائلا : 

 خط جديد وارمى اللى معاكى عشان محدش يضايقك تانى

نظرت اليه مندهشه لا تدرى ما تقول صمتت قليلا ثم قالت : 

 أنا مش عارفه ازاى مفكرتش فى الحل ده قبل كده فعلا أحسن حاجه هو انى ارمى خطى بدل ما أفضل أعده على أعصابي وخاېفه أرد على أى رقم

لكنها استطردت قائلا : 

 بس مش هينفع أخده من حضرتك أنا هروح بكرة ان شاء الله أشترى خط تانى

قال لها بضيق : 

 وتشترى ليه ما الخط موجود أهو

شعرت ياسمين بالحرج وقالت : 

 يعني مفيش داعى أنا هجيب خط تانى بكره 

قال پحده : 

 الأفضل ان الخط ميكنش بإسمك عشان ميقدرس بأى طريقة انه يوصلك لو الخط بإسمك ويعرف حد فى شركات المحمول ممكن بسهولة يوصل لرقمك خاصة انه عارف بياناتك كلها

أيقنت صحة ما يقول لكنها بقيت متردده نظر اليها ببرود قائلا وهو مازال يمد يده بالخط الجديد : 

 متخفيش يا دكتورة هنخصم تمنه من مرتبك آخر الشهر

شعرت ياسمين بحرج بالغ فأخذت منه الخط قائله : 

 لو هتخصم تمنه ماشي

نظر اليها بسخريه قائلا : 

 طبعا هخصم تمنه لأنه بصراحة مبلغ فوق طاقتى

نظرت اليه وعلامات الڠضب على وجهها وهمت بأن تعيده اليه لكنه قال بجديه : 

 متديش الرقم إلا للناس اللى بتثقى فيهم بس يعني والدك أختك سماح المحامى عشان ميقدرش يوصل لرقمك ويضايقك تانى

أومأت ياسمين برأسها قائله : 

 شكرا تعبت حضرتك بعد اذنك

كانت مها تراقب المشهد من مكان قريب لم تتمكن من معرفة عن ماذا يدور الحوار ولا عما أعطاه عمر ل ياسمين لكن عينيها كانت تشعان حقدا وغلا .

بعد انتهاء يوم من العمل الشاق خرجت ياسمين عائدة الى غرفتها عندما استوقفتها مها معترضة طريقها قائله بسخرية : 

 على فين يا دكتورة 

نظرت اليها ياسمين وهى تحاول كبح غيظها فقد كانت ياسمين تعلم جيدا بأن مها لا تستلطفها ولا تحبها لذلك كانت تحاول قدر الإمكان تلاشى الصدام معها قالت لها : 

 خلصت شغلى وراجعه أوضتى بعد اذنك

همت ياسمين بالإنصراف لكن مها وقفت أمامها وعقدت ذراعيها امام صدرها قائله : 

 العينات اللى بعتيهالى المعمل كلها اتجلطت

نظرت اليها ياسمين بدهشة قائله : 

 ازاى يعني اتجلطت

قالت لها مها بسخرية : 

 مش عارفه يعني ايه عينة ډم تتجلط يعنى باظت يا دكتورة

قالت ياسمين پحده قائله : 

 ازاى يعني ايه اللى جلطها

 اللي جلطها ان حضرتك محطتيش Anticoagulant قبل ما تحطى عينات الډم فى الأنابيب

هتفت ياسمين پغضب : 

 انتى بتقولى ايه انا حطه بنفسي الهيبارين فى كل الأنابيب قبل ما أحط فيها العينات اللى خدتها

قالت مها ببرود : 

 بقولك العينات كلها اتجلطت يبقى ازاى يعني كنتى حاطه هيبارين

احتدت ياسمين قائله : 

 يعنى أنا بكدب

 أنا ما قولتش كده

حاولت ياسمين كظم غيظها كټفت يديها أمام صدرها قائله : 

 والمطلوب دلوقتى

قالت مها بتشفى : 

 المطلوب انك تاخدى كل العينات تانى والكلام ده يخلص النهاردة لانك زى ما انتى عارفه الفروض النتايج كلها تظهر بكرة عشان نعرضهم على البشمهندس عمر ولو البشمهندس ملقاش النتايج هتبقى انتى اللى فى وش المدفع

قالت لها ياسمين ببرود : 

 العينات هتكون عندك بكرة يا دكتورة

غادرت مها وهى ترسم على شفتيها ابتسامه التشفى

عكفت ياسمين على أخذ العينات مرة أخرى الأمر الذى أرهقها للغاية فعمل يومين مطلوب منها أن تعيده مرة أخرى فى عدة ساعات كانت تعمل بسرعة لكن بدقة حتى لا تقع فى أى خطأ كان عمر متوجها الى بيت المزرعة عندما وجد ضوء أحد الزرائب مضاءا استغرب لأن من المفترض أن الجميع غادر الى بيته اقتربت منه ودخل ووجد ياسمين تعمل بهمة ونشاط اقترب منها عمر فرفعت رأسها لتنظر اليه قال لها بدهشة : 

 انتى بتعملى ايه هنا لحد دلوقتى 

عادت الى اكمال عملها قائله : 

 عندى شغل

 لحد

 

69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 199 صفحات