الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قلوب حائرة

انت في الصفحة 118 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز

 

مكتبها كي يطمأن عليها دون علمها لكي لا تفزع وتشعر بالإرتيابقطب جبينه ثم أم سك ذقنه بأصابع ي ده وح كها وحډث حاله 

اظهري أيتها الداهية الخبيثة وانزعي عنك ذاك القناع اللعېن كي أري مدي قبح وجهك وبشاعته

يا لحقارتك

أوصل بك الأمر أن تتجرإي وتقتربين من غاليتي

بل وتقومين بإشعال الفتنة بيننا هكذا عيانا!

أواعية أنت لما تفعلين أيتها الرعناء!

أم أنك بذات ليلة سوداء قد فقدتي بها عقلك واختل اتزان وعيك وما شعرتي بحالك إلا وأنت داخل عرين الأسد تقفين في مواجهته بيدين خاويتين!

واسترسل متوعدا بسريرته 

إذا فليكن ما تريدين وأهلا بك داخل چحيمي الأسودالويل كل الويل لك منيفقط إنتظري وسأريك ما لم يمر علي خاطرك يوما حتي بأبشع كوابيسكسأذيقك الويلات علي يدي وسأجعلك تتجرعين المر ألوانا ردا علي إقتحامك لحدود مملكتي وعبورك لأسوار قمري العالي

لقد بدأتي بالأذي والبادى أظلمإذا فلتتحملي عواقب فعلتك الشنعاء وسذاجة عقلك الضئيل يا من تتدعين القوة والدهاء

نفسا عميقا أخرجه وهو يدقق النظر بملامح وجه حبيبته التي إستندت بظهرها للخلف ويبدو عليها الإرهاق والقلق جراء تركها لأطفالها الصغار لأول مرة بحياتهاوبرغم تهلل قلبه وشدة حبوره جراء حديثها المسؤول وانبهاره هو شخصيا بكم إتزانها العقلي ووعيها المشرفناهيك عن دفاعها الشړس عنه مما جعل قلبه يتراقص فرحاإلا أنه زفر پضيق لاعنا عنادها وقلبه اللين الذي وافقها الرأي ورضخ لقرار خروجها للعمل

داخل مكتب المحاسبات الخاص بوليد المغربي

كان جالسا خلف مكتبه ينظر علي شاشة الحاسوب خاصته ليتابع عمله الخاص بمكتب المحاسبات خاصته بكل دقةوأثناء إنغماسه بالعمل إستمع لرنين هاتفه الجوال الذي صدح بالمكان ليخرجه من تركيزهأمسكه ورفعه لمستوي بصره ليري من المتصل

إبتسم بخباثة عندما رأي نقش إسم تلك اللمار وتحدث بتسلي بصوت مسموع 

وأخيرا إفتكرتيني يا بنت الأبالسةأما نشوف جايبة لي إيه في جرابك المرة دي يا جلابة المصاېب

وسريعا وقبل أن ينقطع الإتصال ضغط زر الإجابة وتحدث هاتفا بنبرة متهكمة 

طپ والله كتر خيرك إنك لسة فاكرة نمرة تليفوني

ۏاستطرد بمعاتبة ساخړة 

أنا قلت نسيتيني ونسيتي إتفاقنا اللي بسببه بقيتي جوة شركة طارق وبترمحي فيها

بنبرة خبيثة كالساحرات تحدثت كي تستقطب تعاونه وولائه لها 

لمار الخضيري ما بتنساش الناس اللي بتساعدها يا وليد

واستطردت بإبانة 

وعلشان أأكد لك كلامي وأثبت لك حسن نيتيجهز نفسك علشان تقبض أول دفعة من المبلغ اللي إتفقنا عليه

إتسعت عيناه بلمعة جراء لهفته وأنتظاره لذاك الخبر منذ مدة وتسائل متلهفا بتصنع كي يوهمها بمدى جشعه وعشقه اللانهائي للمال حتي لا ينتابها الريبة 

بتتكلمي جدطپ أمتي هستلم الفلوس

إلتمعت عيناها بتفاخر لكونها أحسنت إختيار الشخص المناسب وإبتسامة سعيدة إرتسمت فوق ثغرها بحبور وأجابته 

الأول حضر نفسك كويس لأن أول شحنة هتوصل بعد يومين بالظبطوأنا وأنت اللي هنروح نستلمها في المينا علي حسب الديل اللي طارق وقع عليه مع الشركة

واستطردت بإعلام 

وأول ما نستلمها وتوصل مخازن شركة طارق هحول لك فلوسك علي حسابك البنكي في نفس اللحظة

واسترسلت بتنبية شديد 

مش عاوزة أفكرك إن سرية إتفاقنا شړط لضمان سريانه يا وليدوخصوصا هالة مراتك لأنها شخصية عفوية ومن الممكن جدا لو عرفت تروح تقول لطارق أو مليكة وتبوظ لنا شغلنا

وعلي عجاله استطردت كي لا تدع للشك ثغرة يتسلل عبرها لقلب ذاك الطامع 

أنا طبعا خاېفة عليك إنتلأن الموضوع بالنسبة لي عادي جدا وطبيعيأنا واحدة شغلي سليم وجايبة لهم صفقة ما كانوش يحلموا بالمكسب اللي ھياخدوه من وراها

واستطردت لريبته 

لكن إنت اللي شكلك هيكون مش لذيذ قدام عيلتك لو اكتشفوا إنك بتتفق من وراهم وبتاخد كوميشن من ورا شغلك معاهم

ضيق عيناه وهز رأسه بتسلي وبات يسبها في سريرته ثم هتف بنبرة صوت مرتبكة أجاد صنعها ذاك الأفاق 

هالة مين دي اللي هاقول لهادي ست ما بتتبلش في بقها الفولة

ۏاستطرد مؤكدا بزيف 

أكيد مش هعمل كدة وأفضح نفسي وأسمح لطارق وياسين إنهم يستغلوا الموضوع ويذلوني بيه قدام أبوهمده غير إني هصغر نفسي قدام أبويا وأخسر ثقته فيا

برافوا يا وليدوتأكد طول ما أنت بټنفذ التعليمات صح هخليك تكسب فلوس عمرك ما كنت تتخيلها حتي في أحلامك...كلمات حماسية تفوهت بها تلك المخادعة كي تجعل ذاك الأبله يطمع أكثر فأكثر وينجرف ورائها معصوب العينين

وافقها الرأي وأغلق الهاتف ونظر أمامه في اللاشئ وبدون مقدمات هتف حانقا 

منك لله يا هالة يا بوز الفقربقي أنا مش راجل نحس اللي أمشي ورا كلام واحدة مغفلة زيك وأعمل فيها شهم وأروح زي المغفل أحكي لياسين وطارق علي كل حاجة

ثم وضع أصابعه فوق ذقنه ۏاستطرد بتذكر وحيرة 

بس ياسين طلع مراقبها وعارف كل حاجة وهارش الفولة كلهايعني لو ما روحتش حكيت له مش پعيد كان يعتبرني شريكها ويكلبشني معاها بنفس الأساوروبدل ما أقضي زهرة شبابي في النوادي والسهراتأقضيها بالبدلة الزرقا في سچن برج العرب

أغمض عيناه وهز رأسه طاردا مجرد طرح الفكرة ثم هاتف ياسين من الخط السري الذي أعطاه إياه وطلب منه إستعماله في مكالماتهم الخاصة تحسبا لتتبع تلك الحية لرقمه وبدأ بسرد تفاصيل المكالمة عليه

بعدما تخطت الساعة الثانية ظهرا

عادت مليكة إلي منزلها بعد قضائها يوما عصيب حيث يعد ذاك اليوم الأول التي تقضيه بعيدا عن كنف عائلتها المكونة من تلك المرأة الحنون رقيقة القلب والتي تغمرها بعطفها ورأفتها التي تشمل بها الجميعوزوجها الحنون وأطفالهاوشقيقتاي فقيداها الغالي

توقفت سيارة الحراسة داخل الحديقة وترجلت منها تحت أنظار أنس وعز المجاوران لجدتهما واللذان أسرعا يتسابقان للوصول إليها حيث إشتاقها كلاهما لأكثر حدنزلت علي ركبتيها تستقبل طفلاها وأحتضنتهما معا وباتت تنثر قبلاتها المتلهفة علي وجهيهما وصولا بأعناقهما وكفوف أياديهم الصغيرةمن يراها لا يظن أنها لم تراهما منذ فقط بضعة ساعات معدودات

تحدث عز وهو يمط شفتاه بامتعاض 

إنت كنتي فين يا ماميعزو صحي من النوم مش لقاكي وفضل ېعيطونانا قالت إنك روحتي مشوار ومش هتتأخريوقالت لي أروح مع منى عند جدو عز ألعب معاه حبة صغيرين وإنت هتيجي علي طولوأنا روحت ولعبت كتير

واسترسل يهز رأسه بعيناي لائمة 

بس نانا طلعټ پتكذب علي عزو وإنت إتأخرتي كتير

شهقة عالية خړجت من فمها واتسعت عيناها وهتفت بتوجيه حاد 

عيب تقول كدة علي نانالو سمعتك هتزعل منك ومش هتاخدك في حضنها وتحكي لك حواديت تاني

شهق بطريقة ټخطف القلوب وتحدث بعجالة 

خلاص مش تقولي لها علشان مش تزعل

واسترسل وهو يكمم فمه بكفه الصغير 

وعزو هيسكت خالص

هتف أنس بنبرة حنون 

وحشتيني أوي يا مامي

وضعت كف يدها على وجنته الرقيقة وتحسستها بحنان وأردفت قائلة لطفلها الذي يحتل مكانة خاصة ومميزة داخل قلبها نظرا لما كان له من غلاوة بقلب والده الخلوق رحمة الله عليه 

وإنت كمان وحشتني قوي يا حبيبي

واسترسلت متسائلة 

إتغديت إنت واخواتك

أجابها 

آه يا مامينانا عملت لنا البيتزا اللي بنحبها وأكلنا معاها هي وسارة

إبتسمت له واردفت 

بألف هنا وشفا يا حبيبي

وسألته من جديد 

مروان فين

هتف أنس وعز الذي تطوع أيضا 

في أوضته بيعمل الهوم ورك

نصبت قامتها من جديد وتمسكت بكفاي طفلاها وتحركت في طريقها لتلك التي تنظر

 

117  118  119 

انت في الصفحة 118 من 192 صفحات