الخميس 12 ديسمبر 2024

فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 10 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

ولم أفهم ما تقولين لكن على ما يبدو إنك تعانين مما يحدث... إن أردتي النصيحة كوني مؤدبة...ومطيعة.. تقربي من الملك وأستغلي إنجذابه لك فهو نادر الحدوث.
تمسكت رنا بكفتي يد أنكي وقالت بتوسل
إن كنتي تشعرين بي كما تدعين فأرجوكي ساعديني على الهرب من هنا سأموت إن عيشت هنا ليوم آخر في هذا الچحيم وأعدك..أقسم أنني لن أخبر أحد أنك قد ساعدتيني .. لن أذكر أسمك أن فشلت ... لكن...أتوسل أليكي وأنا التي لم تتوسل لأحد

قط...ساعديني..يبدو إنك سيده جيدة و ستتفهمي وضعي وحالتي.... ساعديني أرجوكي وإلا سأموت هنا حتى أني سأدفن غريبة في بلاد غير بلادي.
لأول مرة تشفق أنكي على أحدهم لكنها تراجعت للخلف ولحظتها خرج الملك من خلف الستار يردد بحدة
أمازلتي تريدين الهرب ألم تتعظي مما جرى أم أن التمرد خصلة تجرى في عروقك مجرى الډم 
نظرت له بكره وغيظ .. تشعر أنه سجانها وقاتلها فرددت 
وسأظل أحاول الهرب مادام بي رمش يرف.
أهتزت شفتيه من شدة القهر الذي تذيقه إياه بكل مرة.
هز رأسه يأمر أنكي بترفع أن تغادر ففعلت و بدأ يقترب من سريره يردد
من تظنين نفسك 
زم شفتيه يتصنع التفكير وأردف
أنتي مجرد جارية أنصحك بأن تكوني مطيعه وأعملي جاهدة على إسعادي على الأقل لتحللي قيمة المال الذي دفع فيكي.
كان يريد قهرها كما تفعل به دوما تغضنت زوايا فمه بإبتسامة جانبية فعلى ما يبدو أنه قد نجح فقد تشنجت كل ملامحها وأظلمت عيناها وقالت
مال مين يالا ..ده أنا أشتريك أنت وبلدك.
أخذتها الحمية جدا و بتلك الحالة ما كانت ستعبر عنها أي لغة غير لغتها الأم وعبرت عن ڠضبها لكن ربما تعبيرها قد اتسع وتمد لا بل ترحرح منها كثيرا...تشتريه هو وبلده! ربما نسيت أنها أمام ملك جزيرة الذهب وهي حقا لا تملك أي شيء..
إن الشقة التي تسكنها و والدتها ليست مثلها وإنما هي إيجار قديم هي لا تملك بالإساس سوى مرتب حديثي التخرج الذي يعد على الأصابع.
كل هذا لم يهمه أو يفكر فيه بل تقدم أكثر يسألها
ماذا قولتي يالا أتقصديني أنا بها.
صړخ صوته في آخر جمله لدرجة أنها أنتفضت مرددة
هو...هو أنت بتفهم عربي
كتف ذراعيه حول صدره ثم جاوب بسخرية
شويه شوية يا هببتي.
صړخ پغضب ينادي
كاااكاااا
أبتلعت رمقها بصعوبة بالغة خصوصا وهي تراه يقترب أكثر وعيناه لا تبشر بالخير فوقفت تردد بأهتزاز
ما..ماعلش.. أنت معصب نفسك ليه .. أنا ماكنتش اعرف أنك بتفهم عربي وبعدين أنت هتاخد على كلامي ... ده انا بس كانت أخدتني الجلالة مش أكتر... بالله عليك بلاش كاكا.
نظر لها بحاجب مرفوع يستمع برؤية خۏفها وتراجعا يبدو أنها بحالات أحيانا شرسة متمردة وأحيانا هرة وديعة.
دلف كاكا بحجمه المبالغ فيه ومنظره الذي يخيف وحده ينحني للملك ثم قال
أمر مولاي.
كانت تنظر له بترقب وخوف تنتظر أمره هو الأخر فقال
أستدعي الطبيب.
تحرك كاكا ينفذ المطلوب فحاولت التحدث
طيب بما إنك طلعت بتفهم عربي شكلك راجل محترم وهتفهمني أنا لازم أمشي.. أنا ماليش عيش هنا عارف ليه هقولك ليه.
تقدمت تشرح له وهو مسمتمع كثيرا يسمعها تقول
أنتو باين عليكوا ناس محترمه... أنا لأ... أنا مش وش ذلك... أنا عايزة أروح.
زم شفتيه بضيق ثم حاول التغاضي عما تقوله وتحدث بحلم
مازالتي مريضة عودي للفراش حتى يأتي الطبيب ميرورا.
هنا لم تستطع التحمل هو ببساطة قد ذكرها فهتفت برفض تام وتمرد
مين ميرورا دي كمان... أنتو فاكرين نفسكوا مين عشان تجردوني من حريتي ومن إسمي.. مين اللي عطالك الحق ده.
نظر لها بجانب عيناهما عاد يتحمل ثم صړخ عاليا من جديد
كاااكاااا.
وقفت مكانها پخوف فدلف كاكا منحني
أمر مولاي...أستدعيت الطبيب وهو في طريقه لهنا.
ألتف راموس يوليها ظهره فقد ملئت صدره كره وڠضب فقال پحده
خذها من هنا.
تهلل وجهها وصفقت بكلتا يديها تردد
بجد والنبي 
نظر لها راموس بجانب عينه وكان فيها من الڠضب ما يكفي ثم أمر كاكا
خذها من أمامي..لا أريد

لمح طرفها أو رؤيتها ..تودع في الحرملك للخدمة هل فهمت.
أمرك سيدي.
ثم تقدم يسحب معه رنا وراموس يبعد أنظاره عنها ويرفع رأسه بشموخ بينما هي تسير عنوة مع كاكا معترضة .
في اليونان 
جلس محمود بعد جلست تصوير محترفة يتمدد براحة على أحد الأرائك ثم فتح هاتفه كي تحدث مع حورية ينوي الإطمئنان عليها ليعرف كيف مررت اليوم وهدأت والدتها..كان يعلم أن حورية ستفعل هو دوما يصفها بالقوة لذا كان متأكد أنها ستتصدى للقصة كلها وستستطيع تأجيل العرس.
لا يعلم لما لا يفهمه أحد.. أنها فرصة العمر وقد واتته اخيرا الفرح يمكن تأجيله لكن الفرصة التي ستغير حياته كليا و تجعله شاب مشهور ثري لم تتكرر أو تنتظره الحياة فرصة إما أن تقتنصها أو تظل طوال عمرك ټندم. هو قد فعل وأقتنص الفرصه .
فتح هاتفه كي يتصل بها ولكن فاجئته كثيرة الرسائل المرسلة له على الهاتف كذلك هناك منشورات كثيرة تم ذكره بها.
فتح ليرى وهنا كانت الصدمة.......
في شقة زيدان
كانت فوزية قد غادرت هي وشقيقتها وبقى زيدان بالصالة وحورية بالغرفة تغلق الباب عليها.
لقد مر كل هذا الوقت وهو يفكر إلى أن تشجع اخيرا و وقف يدق عليها الباب.
دقة فأخرى و مع الثالثة فتحت الباب لتظهر بعبائتها البيضاء وحجابها.
همس بضعف داخله
يا أللهي...إن ملامحها عن قرب مهلكة.
أبتلع رمقه وضبط حاله ثم قال
مش هتاكلي... إنتي من إمبارح ما أكلتيش.
نظرت أرضا ثم قالت
أيوة... وأنت كمان ما أكلتش...ثواني وهسخن الأكل.
تحركت كي تخرج من الغرفة لكنه كان يسد الباب رفعت عيناها له ففهم وحمحم بحرج ثم تحرك يفسح لها الطريق .
لكنه نادها وقال
حورية.
إلتفت له تسأل
أيه متعود تتغدى مع مامتك 
ضحك بخفة ثم قال
لأ أقصد .... إن..بيتهيئلي إننا محتاجين نتكلم مع بعض شوية.
نظرت أرضا ثم قالت
عندك حق.
سحب نفس عميق ثم قال
تعالي اقعدي الأول.
تقدمت لتجلس بهدوء على الأريكة.
نظر خلفها ثم قال
حلوة الكنبة مع لون الحيطة 
نظرت لهم ثم أبتسمت ورفعت عيناها له تقول
أنت إلي مختارهم.
لمعت عيناه و أتسعت إبتسامته يردد
سبحان الله.
سحب نفس عالي من جديد ثم تحدث بتروي تام 
بصي يا حورية.. لا أنا ولا أنتي محتاجين نشرح لبعض الجوازة دي حصلت إزاي.. بس.. دلوقتي إحنا متجوزين..ولسه إمبارح أكيد مش هينفع يحصل أي أنفصال صح
صح.
تمام...كده إحنا أتفقنا في نقطة... النقطة التانية ... وجودنا هنا في البيت... أنا زي ما شوفتي كده نزلت أفطر تحت أمي قالتلي شطبنا وتقريبا طردتني.
ضحكت حورية فأبتسم أيضا ثم أكمل
والشقة الي فوق مش جاهزة فلو تسمحيلي أفضل هنا هكون شاكر ليكي جدا.
تطلعت له مستغربة كأنها ترى زيدان لأول مرة ثم همست
أنت إلي بتقول كده..دي شقتك أصلا ولا ناسي.
لا يا بنت الناس... الشقة دي بالعفش والأجهزة وكل حاجة بتاعتك وأنا مجرد ضيف..خلينا نعدي الأيام ونشوف إيه إلي هيحصل إيه رأيك 
صمتت بتخبط فأردف
أوضة النوم بتاعتك وأنا في أوضة الأطفال.. أنا طول النهار في الشغل ومش برجع غير بالليل ويعتبر ماليش طلبات وباكل كل الأصناف يعني اعملي إلي على مزاجك .
صمتت ترفع عيناها له ..هنالك حديث طويل وكثير داخلها له لكنها ابدا لم تستطع التعبير هي فقط أكتفت بإماءة من رأسها مع ابتسامة شرحت صدره فتنهد براحه ثم قال
طيب ممكن نتغدى بقا
حاضر .
ثم وثقت وذهبت للمطبخ
وما أن غادرت حتى صدح صوت هاتفه بإتصال من رقم غريب .. ففتح المكالمة ليأتيه صوت أخيه يردد بثورة
صباح الخير يا أخويا يا كبير يا محترم... ولا أقول صباحية مباركة للعريس!!
رواية فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
تفاجئ زيدان بصوت شقيقه الحاد ومكالمته له في هذا الوقت لوهلة شعر بالخزي و العاړ وأنه هو المخطئ.
لذا حاول احتواء ڠضبة وقال بصوت مهتز 
أزيك يا محمود
ضحك محمود ساخرا ثم رد بإستهزاء
أزيك يا محمود هه مازييش حد يا حبيب أخوك..زي ما أنت شايف متخزوق والي مخزوقني اخويا شقيقي... أخويا الكبير العاقل.
أستمع له زيدان بحلم يحاول إمتصاص غضبه يضع نفسه بمكان محمود يرى أن ربما لديه بعض الحق فقال بعد نفس عميق
أهدى يا محمود و أسمعني الأول.
لكن محمود لم يسمع أو يهدأ وإنما صړخ پغضب
أهدى.. أنت إلي بتقولي أهدى! أهدى إزاي وأنا أخويا أخد مني مراتي .. أنت أخدت مراتي أنت فاهم... ماكنتش اعرف أنك بالخسه والندالة دي.
أقتتطع زيدان حديث محمود وتدخل بعدما أستفزته إتهامات محمود
خد بالك من كلامك يا محمود ..مش زيدان إلي يتقاله كده 
ههه مش زيدان إلي يتقاله كده ! أطلع من دول يالا... ماخلاص كل شيء انكشف وبان.. عاملي فيها الكبير العاقل إلي بيحب الكل وقلبه على الكل و أول ماجت لك الفرصه خطفت خطيبتي مني... تلاقيها حليت في عينك بس نأبك على شونه ...حورية عمرها ما تشوف غير عصفور ... أنا عصفورها هي إلي مسمياني... والي ماتعرفوش أن حورية پتخاف منك أساسا ياما قالت لي كده دي وصلت أنها طلبت مني نسيب البيت والحارة كلها بسببك عشان تهرب من وشك ومن التعامل معاك..مش عايزه حتى تشوفك صدفة.. أنت فاهم..وخليك عارف يا زيدان..طالت الأيام ولا قصرت أنا راجع وهرجع حقي وساعتها مش هسمي على حد وهتشوف.
ثم أغلق الهاتف في وجه زيدان الذي ظل على جلسته مصډوم من كلمات شقيقه.
كانت صراخاتها المعترضه تملأ الحرملك بكل مكان وكاكا يجرها يتقدم بها للأمام غير مبالي لها.
بينما وقفت كل فتيات ونساء الحرملك يتابعون مايحدث وهن يتهامسن عليها بسخريه.
كذلك كانت حالة خادمة أنچا التي مالت على أذن مولاتها تهمس بتشفي
أرأيتي مولاتي لم يكن هناك أي داعي لكل هذا القلق لقد لفذها مولانا الملك مل من صړاخها وتمردها وحسها العالي ولم يشفع لها حسنها ولا بياض بشرتها وها هي أصبحت مثلها مثل بقية فتيات الحرملك.
كانت أنچا تستمع لها وعينها لم تفارق رنا المتمردة هزت رأسها بسخط وقالت
هذا رأي السذج فقط فالحقيقة مختلفة كليا إنه شعلة البداية فقط.
هزت الخادمة رأسها بحيرة وقالت
عفوا مولاتي لكني على ما يبدو بت لا افهمك في الفترة الأخيرة كل حديثك يصعب علي فهمه لا أفهم ما قصدك بأنها شعلة البداية فقط لا أفهم.
ألتفت لها أنچا تقول
لو كنتي تفهمين لما ظللتي خادمة لكنتي أصبحتي أنچا جديدة.
عادت تنظر حيث ألقى كاكا برنا في أحد زوايا الحرملك وهي تكورت حول نفسها بضعف تبكي وأكملت أنجا حديثها
ما يحدث ماهو إلا إنتقام المحبين مولانا ېعنفها على عدم إنبهارها به أو إهتمامها لهوالصيبة أنه على مايبدو لا تتصنع أو تمثل هي بالفعل تائهة تشعر بالضياع وتريد الهرب لو لم تكن مهمة لتركها وشأنها ولم يهتم بمعاقبتها الأمر أكبر من حدود مخيلتك يا مسكينة وتلك الفتاة خطېرة... خطېرة للدرجة التي تجعل العڼف والشدة معها هما أغبى تصرف..التصرف معها يلزمه هدوء وتروي يلزمه
10  11 

انت في الصفحة 10 من 38 صفحات