حكايات نسجها القدر
الثانيه امام مدير مكتبه تطلب منه مقابلته
للأسف حمزة بيه مش فاضي
تعلقت عين صفا به وشعرت بوخزات تطرح قلبها خشت ان يكون أخبر سكرتيره بهذا الأمر فتسألت بنبرة مذبذبه
ينفع استناه.. انا محتاجه ضرورى
طالعها الرجل وهو يتذكر انها أتت من قبل وقد دلفت لرب عمله
حين اخبره بأسمها
هو حاليا عنده اجتماع خارج الشركه... تقدري تجيله في وقت تاني
وقبل ان تخرج من غرفه المكتب كان حمزة يخرج من المصعد متجها نحو غرفة مكتبه
ألتقطته عيناها كما رأها هو فتجمد في وقفته..
وأتجهت نحوه بخطي سريعه وقبل ان يسألها عن سبب مجيئها لهنا هتفت برجاء
حمزة ارجوك انا محتاجه مساعدتك.. مبقاش ليا حد وعزيز انا قلقانه منه.. ساعدني!
عايزه ايه ياصفا... لو ديه خطه منك.. انك تظهريلي بصورة الست الضعيفه بلاش
انسابت دموعها من قسوته... واطرقت عيناها ارضا
انا صحيح لسا بحبك ياحمزة.. بس انا اتعلمت الدرس.. محدش بيدوق مراره الخداع الا صاحبه...انا عايزاك تحب صفا الانسانه الجديده
واردفت بأمل
هستني تحبني تاني الأمل لسا جوايا
عيناها الدامعه وكسرتها أمامه جعلته يرى صدقها...لاا يحب إذلال أحدا له حتى لو كان عدوه مبادئ رباها عليه والديه ورغم سطوة الزمن عليه ودخوله دائرة الحياه الا ان بعض المبادئ ترسخت داخله
هحاول اصدقك ياصفا... وهساعدك لوجه الله مش هكون انا والزمن عليكي
تنهدت بآلم وهي تستمع لعبارته الاخيره... الزمن كلمه في قاب قوسين لا نفهمه الا عندما نذوق علقمه
داخل سترته يدون لها عنوانا ثم أعطاه لها
ده عنوان شركة الحراسات بتاعتي.. بكره الساعه 9 تكوني هناك وهتعرفي منهم مهام وظيفتك
ألتقطت منه الكارت مبتسمه تشعر بالسعاده ليس لحصولها على العمل انما انه لك يحذلها حين لجأت اليه مستنجده..قلبها تقافز بين اضلعها يرسم لها أنه مازال يحبها
شكرا ياحمزة
الطابق كان معروف بخلوه من المواظفين... ابتعد عنها منصرفا نحو غرفة مكتبه
حمزة
ألتف نحوها منتظرا معرفه ماتريده... فوجدها تلقى نفسها بين ذراعيه
كانت ياقوت صاعده تلك اللحظه على الدرج فقد أعطت الأوراق للسيد أشرف كما امرها شهاب وقررت ان تصعد له كي تشكره
لتقع عيناها على المشهد فتوارت خلف احد الجدران تغمض عيناها من الآلم الذي اخترق قلبها ولا تعرف سببه.. ولم تكمل المشهد وعادت تهبط الدرج بخطي سريعه
توقفت عين حمزة على رؤيتها لهم ... ثم انصرافها السريع
نفض صفا عنه.. لينظر الي المكان الذي كانت فيه
يتبع بأذن الله
الفصل التاسع عشر
وقف في منتصف غرفة مكتبه يزفر أنفاسه كلما جال أمامه هيئتها وهي تختفي من الطابق بل وخرجت من الشركه بعد رؤية صفا بين ذراعيه.. لا يعلم كيف حدث ذلك ولكن الحقيقه التي يعلمها ان صفا مازالت عالقه في قلبه بجزء ذكرياته المظلم
من مكتبه بخطي حانقه من حاله.. واسند كفيه على سطح مكتبه مائلا بجزعه العلوي قليلا.. اغمض عيناه كي يريح عقله..
..................................
نظرت صفا نحو عزيز الجالس واضعا ساق فوق الآخر وينفث دخان سيجارته.. اتجهت انظارها نحو الخادمه التي تعيش معها وقد تركتهم واتجهت نحو المطبخ بعدما أشار لها عزيز بالانصراف
نهض بثبات فأبتعدت عنه صفا خائفه منه بعدما دهس عقب سيجارته في المنفضة
صفا انا اسف على اللي حصل.. كنت سکړان ومش حاسس بنفسي
اشاحت عيناها بعيدا عنه
كويس انك جيت عشان ابلغك اني هسيب الشقه وهدور على اي مكان اعيش فيه
اتسعت عيناه من فكرة رحيلها.. انتظرها لسنوات.. أصبح سيد بعدما كان مجرد عامل والان تخبره انها تنوي الرحيل
مجرد تخيله ان حلمه بها سيضيع جعل عقله يقف
لا تسيبي الشقه ازاي.. اوعدك اني مش هاجي هنا تاني بس انتي متبعديش
بطريقه متملكه.. فأنفضت حالها وابتعدت
طالعها مصډوما من نفورها منه بعد أن كانت لا تخشاه.. شعر بأن خطوات وجعلها تطمئن له اضاعتها فعلته امس
اطرق عيناه ارضا يحاول رسم ندمه على محياه
وترضيلي ياست صفا اخلف وصية رأفت باشا.. ده انتي بنت الراجل اللي كانت افضاله عليا
هتف عبارته الاخيره وداخله يسخر من حاله.. فهو لم يكره مثل والدها قط بحياته
احست بندمه
موافقه اقعد هنا ياعزيز لحد بس ما اظبط اموري بس ياريت متجيش هنا ممكن
رمقها بصمت وابتلع حديثها رغما عنه.. لم ينهي ذلك الحوار الا رنين هاتفه
ايوه.. تمام انا جاي
أنهى مكالمته.. ثم تعمق في النظر إليها.. يشتهيها بكل ما تحمله الكلمه من معنى ولكن ما عليه إلا الصبر
انا مسافر اليابان .. لو نفسك في حاجه قوليلي
هتف عبارته بأبتسامه واسعه
متكسفيش ياست صفا.. انتي تشاوري بس وانا عليا التنفيذ
عاد شعورها بالقلق منه ينتابها ثانيه.. حديثه احيانا لا يشعرها انه مجرد جميل يرده اكراما لوالدها الذي تعلم أنه كان رجلا غليظ القلب
شكرا ياعزيز
وقبل ان يسألها من اين كانت اتيه عاد رنين هاتفه يعلو ثانية.. فطالع رقم المتصل بتوتر وما كان الا شقيق زوجته
فرات النويري مالك إحدى شركات النفط.. رجلا لا يعرف قلبه رحمه ولا شفقه... الحياة العسكريه تشكل كيانه رغم انه خرج منها بعد إصابته بحاډث ادي لعرج بساقه اليمني
معلش ياست صفا انا لازم امشي
وسار خطواتان ثم عاد يطالعها
واحد من رجالتي هيكون في خدمتك.. لحد ما ارجع من السفر
ودون ان ينتظر ردها انصرف.. لتزفر أنفاسها بقوه متمتمه
هتعملي ايه ياصفا
....................................
احتدت عين فرات بعدما سمع بكاء شقيقته الذي يمقته
خلاص يافاديه.. مبحبش عياط الستات ده.. مش انتي اللي صممتي تتجوزيه
اطرقت فاديه بيداها على فخذيها بعويل
بقولك جوزي جايب شقه لواحده في الزمالك يا فرات وتقولي مبحبش عياط الستات.. شكرا ياخويا يابن ابويا
نفث فرات دخان سيجارته بقوة حانقا من حب شقيقته لزوجها بطريقه تزيده مقتا منها
انا جوزك ده مبحبش اتعامل معاه... انا مش عارف ازاي قبلت اناسب واحد زيه
طالعته فاديه بضيق متمتمه
يعني كنت عايزني اقعد جانبك... عزيز هو الراجل الوحيد اللي حبني من غير الأملاك اللي عندي
تجلجلت ضحكات فرات بصخك
ومدام البيه بيحبك خانك ليه
اطرقت فاديه عيناها نحو المنديل الذي تحمله ثم هتفت صائحه بعد أن بحثت لزوجها عن سبب لا يجعله مدان أمام شقيقها
اكيد هي اللي اغوته وضحكت عليه
لم يتحمل فرات حديثها فأطرق بعصاه التي يستند عليها أرضا بقوه
فاديه انا زهقت من
مشاكلك... وفي الاخر جوزي ابو عيالي.. حيلي مشاكلك لوحدك يافاديه
فور ان سمعت عبارته تلك التي يخبرها بها عند أي مشكله تحدث لها ومجرد ان تلقى تطلب منه حمايته وتقويم عزيز يلين نحوها
كده يافرات.. كده ياخويا انا ليا مين غيرك
اليه مغمضا عيناه
خلاص يافاديه.. هقرصلك ودنه عشان يبطل يلعب بديله
................................
زفرت ياقوت أنفاسها ومازالت لا تعرف سبب آلمها منذ رؤية تلك المرأة .. الصوره لم تصل إليها بالكامل ولم تتبين حقيقه الوضع
منها سماح بعد أن جلبت لهما كوبان من حمص الشام من احد الباعه
احلى كوبايه حمص الشام لاحلى ياقوت
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتي ياقوت وتناولت منها الكوب
فأردفت سماح متسائله
مالك بقى..قولتي مخنوقه ومحتاجه اشم هوا... اه جينا نتمشى على الكورنيش
طالعتها ياقوت وهي لا تعلم بما ستخبرها به.. اتخبرها بالمشهد الذي رأته ولكن ماذا ستفسره لها... هي لا تعلم سبب ضيقها
ياقوت مين زعلك...اللي اسمه حمزة ده رجع يزعلك من تاني
وقفت ياقوت تأخذ أنفاسها
مافيش ياسماح.. بس انا مخنوقه من غير سبب
تعلقت عين سماح بها تحاول سبر ما بداخلها
هحاول أصدق ان مافكيش حاجه
وفردت ذراعيها نحوها ټحتضنها
تعالي بقى اخدك ... ده ميتعوضش
هتفت سماح ضاحكه لتضحك ياقوت على عبارتها متمتمه
ليه يعني ميتعوضش.. الأم مثلا
لطمتها سماح على ظهرها بخفه
بالظبط يا ست النكديه.. يلي مخلياني اكل حمص الشام مع اني مبحبهوش
................................
مريم من شهاب وندى الجالسين متشابكين الايد يتهامسون
بتتكلموا تقولوا ايه
ابتعدت ندي عن شهاب بخجل... ليطالعها شهاب ضاحكا
ده كلام كبار.. مالكيش دعوه بي
عقدت مريم كلتا حاجبيها ومدت يداها تزيحهم عن بعضهم
حيث كده وسعوا بقى عشان اقعد معاكم واسمع
ضحكت ندي رغما عنها..وطالعت زوجها الذي اخذ إحدى الوسادات من خلف ظهره دافعا بها مريم علي وجهها
قومي يارخمه
على هتافه تلك الجمله دلف حمزة المنزل.. رغم إرهاقه اليوم الا انه ترك كل شئ خلفه ظهره وأبتسم عندما تعالت صيحة مريم
مش عايزه اقعد معاكم... بابا خلاص جيه
ونهضت من جانبهم لتتجه نحو حمزة
تعالي ياحببتي
لم يكن حال ندي يختلف عن حال شريف كلما وجدوا مريم يزداد تعلقها بحمزة.. أصبح هو كل عالمها
تذكرت حديث ناديه معها من قبل عندما اوضحت لها رغبتها الشديده في تزويج حمزة
تلك الفكره لا تعلم كيف ستتقبلها الصغيره وكيف سيرحبون بالعروس اذا تزوج حمزة وجلبها للمنزل
داخلها يرفض دخول امرأه أخرى لعائلتهم وأحيانا تشعر بأنانيتها حين لا تتمنى الزواج له
نفضت الأفكار سريعا وهي تري حمزة يتقدم منهم
ندي لو فاضيه عايزك في موضوع
تعلقت عين شهاب بزوجته ثم بشقيقه
في ايه ياحمزة
نظر حمزة بحاجب مرفوع نحو شقيقه
مش هخطف مراتك متخافش
توترت ندي من الأمر الذي يريدها فيه.. فأشار لها حمزة بأن تتبعه.. فأتبعته
الصغيره مريم من شهاب تتعلق بذراعه
زعلانه منك ياشهاب.. بجد زعلانه
كانت عين شهاب مرتكزه على غرفة مكتب شقيقه ولم يغلق حمزة الباب.. رمق مريم بعد أن دفعته علي ذراعه
أنت ياعم... بقولك زعلانه منك مش هتصالحني
طالعها شهاب بحنق
أنتي مراتي يابنتي
زعلانه ليه يا برنسيسه مريم
ظلت مريم تحادثه عن سبب ڠضبها منه والذي يتلخص انه لم يعد يصطحبها من مدرستها ولكن هو كانت عيناه ثاقبه على شقيقه وهو يحاور زوجته
....................................
طالع شهاب ندي بعدما أخبرته بحديث حمزة عن إدارتها لاسهمها بالشركه
لا طبعا مش عايز مراتي تشتغل
تلك المره لم ترغب بالخضوع لاوامره
بس انا عايزه اشتغل ياشهاب
رأي العند في عينيها مما زاده حنقا
وانا قولت لااا... انتي ناقصك حاجه
صاحت وقد كلت من خضوعها الدائم معه
اه ناقصني... ناقصني اكون انا
واردفت بعد أن ألتقطت ملابسها من الخزانه
وعلى فكره انا مش عايزه اشتغل في الشركه ولا عايزه أدير الاسهم... انا عايزه اشتغل في التدريس
واتجهت نحو المرحاض... غالقة الباب