فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
الست دي بتعمل معايا كده ليه
معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر..واقف محلك سر وبتتفرج عليا.
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مرددا_
وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل .
مابحبش النجارة يا حورية.
حبها عشاني يا محمود.
تحرك حولها بضيق شديد ..كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق_
اقتربت منه تسأل_
خبر أيه
لمعت عيناه ورد_
قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار.
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة_
بجد يا محمود...بس أنت مابتعرفش تغني ..طول عمره صوتك وحش.
أيش عرفك أنتي.. أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني ..هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم .. إحنا في زمن الهجايس .. وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة .
ماله زيدان بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك_
ولا حاجه
ولا حاجه أزاي مش عايز تقول.
صمت وتطلع لحورية يسألها_
خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه
كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين .
نظر لها زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال_
علمك الكدب
فردت بسرعة وڠضب ممزوج بالضيق الشديد_
لأ طبعا..ده ...ده حتى أنا كمان رأيي كده .
نظر أرضا وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلا تختبئ خلفه من خۏفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود _
يادي النهار الي مش فايت ..شوفتي يا أختي أمك.
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان_
في إيه يابني أنا بكلمك.
بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني.
أودشن ده إيه ده بقا إن شاء الله
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر_
تحولت ملامح زيدان للڠضب الشديد وسأل_
أنت بتقول أيه أنت أتجننت .
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد پخوف_
أيه بس يا كبير مالك .
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها_
أنتي موافقاه على الهبل ده
وفيها إيه هو حد....
قاطعها پغضب يقول_
فيها أيه ده عادي يعني!
ضم أصابع يده في كفه من شدة الڠضب و قال_
قالها وغادر على الفور فتنهدت حورية وبدأت تلتقط أنفاسها مرددة_
الحمد لله.. أخيرا مشي... أنا بخاف منه قوي يا محمود.
ومين سمعك... أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا.
بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز.. أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ..ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي.
أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا ...يالا زمان الفرارجي خلص ..خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها .
وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعا فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعا للبيت.
__________________________
ألتفت رنا ببطئ والخۏف ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت بړعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض عاري الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت پخوف_
يعني إيه مش فاهمه..
نظر لها بعينه المرعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية _
عربية
أيوة ... الحمدلله...أنت بتتكلم عربي
قليلا من أين أنتي
مصر
لما الكذب إذا ..أنتي لست عربية.
ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس...طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا.
أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة_
أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريبا الشبكة واقعة هنا.
نظر لها بتدقيق ثم قال_
أتبعيني إذا
نظرت له بشك ثم قالت_
أتبعك فين لأ أنا مش عارفاك وبصراحة نظراتك مش مريحاني.
ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه_
جيد إذا ظلي هنا حتى تتحلل حثتك.
ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه _
يا أستاذ..يا أستاذ..أستنى بس مايبقاش خلقك ضيق .
توقف بنزق يسألها_
ماذا
هتساعدني إزاي
سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي.
بالطبع ذهبت خلفه ...لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة .
سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة_
أنت ياحضرت...مش قولت هتساعدني.. إحنا فين
إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها .
شحب وجهها و وقفت مبهوته وهي ترى مجموعة من الرجال عرايا الصدر فقط يلفون قطعه من القماش على جزعهم السفلي وبيد كل واحد منهم عصا خشبية يتكئ عليها رغم قوة بنيانه يصدح منهم صوت واحد في نفس اللحظة وزاد الطين بلة وهي تراهم يلتفون حولها ويطوفون في حلقة مغلقة بطريقة چنونية بدوا وكأنهم لأول مرة يرون أنسي ثم توقفوا
وهم يسحبونها معهم للأمام يرغبون في أخذها لمخيمهم.
فلم تتحمل كل تلك الصدمات بداية من تيهها ثم غدر ذلك الخبيث وختاما بمايحدث الآن فسقطت أرضا فاقده للوعي بين أيديهم وهم حولها مازالوا يهللون يتعارك كل منهم مع الآخر على من سيحملها ولم يتوقفوا إلا على صوت أنچا الجهوري التي رددت بحزم_
توقفوا .. ملكنا في قيلولة ...ستزعجونه هكذا...ماذا هنا وما سر كل تلك الضوضاء.
توقفوا جميعا فسقطت رنا أرضا منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم _
آه ...فتاة بيضاء...الآن فهمت .
نظروا كلهم أرضا پخوف ورمقتها أنچا بنفور فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضا_
أسمحي لي سيدتي لكن أنا من جلبتها لهنا و أنا من سأبيعها .
تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت پغضب_
نحن هنا جميعا في خدمة الملك راموس ...لسنا بالجزيرة كي تفعل .. أنها عطلة الملك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه .
ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء الموقف وقالت _
حسنا سأضمها لجواري الملك ...كم تريد فيها .
لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغا كبيرا... كبيرا جدا و قال _
مئتي دولار.
ماذا
أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها أنه الملك راموس.
نظرت أنچا للفتاة بضيق شديد ثم قالت_
حسنا لك ما أردت.
ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء_
خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري الملك .
ثم أقتربت من الرجل تدفع له المال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية المخيم.
____________________________
في صالة شقة فوزية جلست أمام محمود وأهله مرددة بحسم_
المدة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة ما شبك من سنتين ومافيش أي حاجة جدت .. أعذرني بس احنا ولايا من غير راجل وكلام الناس كتير.
فرد الحاج راشد بهمة_
كلام إيه ده يا ست فوزية أنتي على راسنا وحورية بنتنا ومتربية وسط عيالنا .
كلام حلو يا حاج... بس ما تأخذنيش أهو كلام إبن عم حديت ولو دي نظرتك لينا فأنت مش كل الناس وأحنا مش عايشين لوحدنا.
صمت راشد يقر أنها تتحدث الصواب وتدخل زيدان_
طلباتك ياست فوزية .
الفرح وكتب الكتاب يكونوا آخر الشهر.
صمتوا جميعا من طلبها وهتف محمود_
ده إلي هو إزاي هو أنا ساحر..أجيب منين ده الشقة على الطوب.
مانت لو كنت بتشتغل زي الحاج راشد و المعلم زيدان كان زمانك مشطب ومخلص ألا أنت مش غاوي شغل وإلي بتاخده بتفرتكه وأنا يابني صبرت عليك كتير وطولت بالي على الآخر لكن لاقيتك سارق الود و زودتها قوي .. يابني ده حتى المثل بيقول إن كان حبيبك عسل ماتلحسهوش كله .
حاول زيدان التفاهم معها وقال بمهاودة_
عداكي العيب يا ست فوزية بس بالعقل كده هو في حد هيعرف يخلص كل الطلبات دي في شهر
معاك حق بس ماعلش اعذرني يا معلم زيدان أنا لو رخيت له الحبل و زودت المهله هيرجع يسوق فيها أنا سيبته سنتين بقولك ..خاطرك على عيني يا معلم بس ده آخر كلام عندي .
طيب ماحنا ممكن نكتب الكتاب عشان نسكت الناس وبعدها نرتب للجواز براحتنا .
أحتدت ملامح فوزية ورفضت رفض قاطع مرددة_
لاااااا ... كتب الكتاب مع الفرح .. أخوك ده أنا ما استأمنوش على بطه بلدي وبعدين ماتأخذنيش أنا أضمن منين أنه هينجز و يتجوز مش يمكن يكتب الكتاب ويضرب على الجواز والفرح عوافي ويبقى بقا هو إلي مسكني مش أنا إلي مسكاه وأفضل تحت رحمته لا ماعلش مش موافقة وهو شرط زي ما أتفقنا .
في منزل الحاج راشد
جلسوا جميعا بالصالون يفكروا بحل فقالت والدة زيدان و محمود_
وبعدين إيه الحل دي الشقة على الطوب الاحمر.
نظرت لابنها وقالت من بين أسنانها بضيق_
مانت لو كنت بتسمع كلام ابوك وأخوك وبتشتغل زي الرجالة ماكنش ده بقا حالنا وحالك ...أتصرف بقا .
أتصرف أزاي يعني .
صمت لثواني ثم زاغت عيناه وردد _
أاا...أحمم..كده مافيش حل غير أني أخد أنا بقى شقة زيدان و أمري لله.
أنتبهوا كلهم له وتطلعوا له بأعين متسعه مصډومة ومنهم زيدان فتحدث راشد_
أنت أتجننت يالا ..دي شقته وهو إلي شقي فيها وعارف أنه بيحب الشقة دي وأسسها من الصفر بعرقه .
تهرب محمود من أعينهم خصوصا عين زيدان وقال_
ماهو مافيش حل تاني.
وقف زيدان و تركهم يخرج للشرفة المجاورة للصالون يشعل سېجاره و قد تجلت على ملامحه علامات الحزن و الضيق يسمعهم وهم مازالوا يتحدثون حيث قال والدهم موبخا محمود_
أنت إيه...مافيش ډم بقولك شقته وبعرقه وبيحب الشقه دي وهو إلي مختارها .
وفيها إيه يا حاج بس ما ياخد هو الدور التالت إلي كان هيبقى ليا ولا يعني عايزين الجوازة تبوظ .
كلام إيه ده بقولك شقة أخوك وهيتجوز فيها.
يتجوز مين بس هو في واحدة راضيه بيه ...بيخاوفوا منه ..ما على يدك أتقدمت للي يسوى والي مايسواش وماحدش راضي بيه.
ليغمض زيدان عيناه بحزن دفين يجاهد على مواراته قد كان على علم بما يقال عنه أن كل فتيات الحي ترفضنه خوفا منه حتى كبر بالعمر حتى إبنة عمه رفضته ووصل به الحال