الخميس 12 ديسمبر 2024

فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 4 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

أنه بات يصدق ما يقال عنه فأطفأ سېجاره قبل أن يخرج على والده ثم دلف للصالون من جديد في الوقت الذي وقف فيه راشد وصړخ پغضب_
أخرص يا قليل الأدب و لو عايز تتجوز أتجوز بشقاك مش بشقى أخوك .
لكن زيدان وضع كفه على كتف والده وردد بنبرة هادئة_
هدي نفسك ياحاج.... أنا شايف إن مافيهاش حاجه والمليان يكب على الفاضي .
رفض راشد بحدة _
أيه إلي بتقولوا ده أنت كمان 
أنا ومحمود واحد يا حاج 
لأ أنا مش موافق 
ماعلش بقا يا حاج عديها...خلي الفرح يدخل بيتنا.
ثم نظر لمحمود وقال_
مبروك عليك يا محمود ... أنا هبقى أطلع أشيل حاجتي من فوق لما أفضى وأنت هات خطيبتك عشان لو عايزه تغير حاجه في الشقه وتفرشها على زوقها وطبعا عفشك كله من عندي .
شكرا يا زيدان..طول عمرك كبير في كل حاجة.
راقبت أمه ضحكته المتأملة وأستأذنه ليذهب للمواصلة عمله ثم قالت لمحمود_
تصدق وتؤمن بالله أنت ماعندك ډم وأنا ماعرفتش أربيك.
أنتو عاملين حوار ليه انتي و أبويا...طول عمركم بتحبوا زيدان اكتر مني و مدلعينوا.
جلس راشد بإنهاك على كرسيه بينما يردد ساخرا بخيبة أمل_
أه أهو حتى عشان كده طلع بايظ وعواطلي ومش بيعمر في شغلانه وعايز يتجوز بس مش مشطب شقته... إحنا فعلا دلعناه عنك.
يووووه ...أعملوا لي عزا بقا ...ما صاحب الشأن وافق .
فقالت الأم_
حتى لو هو وافق كان المفروض انت تستحي وتقوله لأ ده شقاك أنت لكن ده أنت أصلا إلي طلبت..يا خسارة تعبي .
فقال راشد_
خلاص يا فردوس .. خلاص المفروض نفرح .. عندنا

فرح .
وقف محمود وغادر پغضب شديد و ضيق من حديثهم بينما راقبته فردوس حتى خرج من الباب وجلست بحزن لجوار زوجها تردد_
كان نفسي أفرح بزيدان الأول ومش على أي واحدة...ده احنا وصل بينا الحال إن بقينا نتقدم لأي بت والسلام...اااه يا راشد أاااااه...ياما كان نفسي اجوزوا لواحدة مافيش منها ..كان نفسي حظة يبقى ضارب زي أخوه محمود وياخد واحدة زي حورية كده ولا رنا بنت خالتها ... لكن هقول إيه نصيب .. أنا عارفة بيخافوا منه ليه .. هو صحيح زي ضلفة الباب وصوته عالي بس والنبي طيب.
أنتي هتقوليلي يا فردوس ..بس هنعمل ايه..أدي الله وأدي حكمته... أدعي له .. أدعي له يا فردوس ربنا يهنيه.
وأنا بأيدي حاجة غير الدعا يا راشد.
قالتها فردوس بحزن وبداخلها تدعوا وتبتهل من أجل عزيزها .
_______________________________
في مخيم حريم الملك
دلف الغلمان وهم يحملون رنا فأنتهت كل الحريم و وقفن بتأهب يتابعن ما يحدث مستغربين و زاد إستغرابهن وهن يرون أن الوافدة فتاة بيضاء البشرة شقراء الشعر.
وأمرت أنچا بمقط_ 
ضعوها هنا .
تقدمت سيدة في منتصف الأربعين عريضة الجسد و طويلة وسألت _
من تكون 
جارية جديدة للملك ..أشتريتها له كهدية حضريها كي تلتحق بالحفل السامر الليلة وأتمنى أن تضعي بعض التغييرات فلليلة الأمس أصابت ملكنا بالضجر هااا..
هزت السيدة رأسها بإذعان بينما عادت أنچا تنظر على رنا بنفور ثم نظرت لعدد الفتيات ذوات البشرة البيضاء في المكان و رددت ببغض_
لقد كثر عدد البيضاوات هنا ..لكن لا بأس سأجد حل لهن.
ثم غادرت على الفور وتركت خلفها رنا وقد بدأت بعض الفتيات بحملها لفراش بدائي صغير .
ومر الكثير من الوقت حتى قربت الشمس على المغيب ورنا لم تستفيق بعد فقالت السيدة الأربعينية_
لا وقت أمامنا يجب أن تتجهز .
تقدمت منها فتاة كانت سمراء البشرة بعيون مستديرة مليحة الوجه وقالت بمهادنة_
لكن سيدة أنكي أنها لم تستفق بعد...المخلوقة يبدو أنها مجهدة لما لا نتركها الليلة.
رفعت أنكي إحدى حاجبيها وقالت بحسم_
لا تتدخلي سوتي فلا أنا ولا أنتي يمكننا الإعتراض على أوامر السيدة أنچا فهي شقيقة الملك بالرضاعة و صديقته المقربه و أوامرها لا تعصى في مملكة جزر الذهب كلها وطالما أمرت أنچا بتجهيز تلك الفتاة للملك فيجب أن نفعل وإلا فلن نسلم من ڠضبها ...أذهبي وخذي معكي بعد الفتيات لتجهيزها حتى لو كانت غافية ....هياااا.
بالفعل بدأت الفتيات بقيادة سوتي بجر رنا للأستحمام ولم يجدوا بد من ألقاء الماء البارد عليها.
هييييييييييييييي.
كانت شهقة عالية صدرت عن رنا التى وثبت من مكانها إثر سقوط الماء عليها مع جحوظ العينين وبدأت تتلفت حولها پجنون تسأل أين هي 
فأقتربت منها سوتي وقالت بتريس _
أهدي أهدي عشان أفهمك.
تطلعت لها رنا بلهفة كالغريق وقبضت في ثيابها تردد_
بتتكلمي عربي صح صح والنبي... قوليلي.. أنا فين.. أنا..أنا ..أنا المركب ..و..شكلهم غدروا بيا والراجل... الراجل ابن الكلب الأسود و...و...وطلع عليا ناس زي الي بياكلوا لحم البني أدمين..و.. عملوا عليا داوارية .. عملوا عليا داوارية و.. أنا فين.. أنا بعمل إيه.. وأنتو.. انتو مين...يالهوي...تعالي خديني ياما .
جلست لجوارها سوتي تحاول تهدئتهة ثم قالت_
حاولي تهدي .. لأن ده مش كويس عشانك ..شكلك تعبانة شديد .
أنتي سودانية
أيوة وعشت بمصر فترة كبيرة قبل لأجي هنا دي قصة طويلة 
أنا فين وبعمل إيه..و المهم هخرج من هنا إزاي عشان أرجع على مصر .
هزت سوتي رأسها بأسف ثم قالت_
أنسي مصر خلاص... إنتي بقيتي جارية عند الملك راموس وملك يمينه.
رفرفت رنا أهدابها بغباء ورددت بعدم إستيعاب_
هو أنا ركبت مركب للجزيرة ولا آلة الزمن ...رمسيس مين .. ده التاني ولا التالت أنا شخصيا بحب التاني أكتر عشان بيقولوا أنه أبو كل المصريين الموجودين دلوقتي .
مش وقت هزار 
أنتي يا حبيبتي إلي بتهزري وأنا قسما بالله ما حمل هزار ...ملك مين وجارية إيه.. أنا واحدة مسلمة وحرة هو لسه في أصلا زمن عبيد وجواري.
زمت سوتي شفتيها وقالت_ 
النظام هنا مختلف عن كل بلاد العالم.. الجزيرة هنا فيها كل الخيرات وأقتصادها قوي خصوصا بعد ما أكتشفوا الدهب إلي بقا زي النفط ونقل أقتصاد الجزر كلها حتى غيرو أسمها وسموها جزر الدهب ..هي في الأصل كانت جزيرة واحده لكن جد الملك راموس بدأ بالحروب والمعاهدات يفرض سيطرته على كل الجزر المحيطة ويعملوا زي مملكة ليها قواعد بدائية غير قابلة للتغير و بيحكمها دلوقتي الملك راموس إلي أنتي بقيتي جارية عنده.
شبت رنا واقفة تردد پغضب و هستيريا 
بردو هتقولي جارية ... أنتو كلكوا مجانين... أنا مش هسكت على الجنان إلي أنتي بتقوليه ده.
مش أنا إلي بقول ...ست أنچا هي إلي قالت.
فزاد صړاخها و ڠضبها بينما تردد_
مين أنچا دي عشان تقدر تعمل كده و تحول واحدة حرة لجارية ... أنتو فاكرين الدنيا سايبة .
تحركت من مكانها وبدأت تهتف بحدة و ڠضب _
هي فين إلي أسمها أنچا دي .. أنا مش هسكت على الجنان ده.
ظلت تهتف بحدة و ڠضب وهي تتحرك بهوجائية لم تتحمل ما قيل لها فلم تستطع أي من فتيات الحرملك أن يتصدوا لها وأستمرت رنا في صړاخها حتى خرجت من مخيم الجواري وأصبحت في منتصف المعكسر تهتف پجنون_
أنا لازم أمشي من هنا ... أنا مستحيل يحصل فيا كده .. أنا مش هسكت .
وعلى أثر صوتها أجتمع المعسكر كله وخرجت أنچا من خيمتها تسأل بحدة _
ماذا هناك ..ما هذة الغوغائية...
تطلعت لرنا وقالت بقسۏة_
أنتي أيتها البيضاء.... شغب من البداية...حسابك معي عسير 
أنا لازم أمشي من هنا .. مستحيل أقعد هنا لازم أمشي.
لحظتها خرج الملك راموس من خيمته بسبب صوتها العالي مستغرب يسأل ماذا هناك.
ليبصر أمامه فتاة متوسطة الطول ملفوفة القوام شعرها أشقر وكان أشعس يصنع حول وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة هالة من البهاء كانت كمقاتل شرس وقع في الأثر ومازال يقاوم غير قابل للخضوع أو الهزيمة.
بينما رنا مستمرة في الصړاخ الغاضب تردد_
مشوني من هنااااااا.
أقتربت منها أنچا وقالت بحزم_
خفضي صوتك أيتها البيضاء...عن أي ذهاب تتحدثين لقد أصبحتي جارية للملك راموس أنا أشتريتك له.
أشتغل جنون رنا وصړخت فيها_
جارية مين و راموس مين يا ولية يامهبوشة أنتي.. أاااه... أنا عارفة الدماغ دي .. أنتو شكلكوا ضاربين حاجة.
ظلت تتحدث وتهذي پجنون بينما راموس يتابعها بتركيز وهو يتقدم من خلفها رويدا رويدا حتى بقا خلفها تماما.
توقفت فجأة عن الحديث تسأل بترقب_
الصهد ده جاي منين
شعرت بأنفاس ساخنة خلف عنقها تقريبا فالټفت وما أن فعلت حتى صړخت بړعب_
عاااااااااا.
بقى يناظرها بصمت تام وحاجبه مرفوع بإستنفار وهي بدت كمن نست النطق تتطلع له پخوف شديد إلى أن تحدث ببطء مثير يقول لها_
أنا هو الملك راموس وقد أصبحتي جاريتي من الآن.
أرتفع صوته أكثر يحدث أنچا بينما

عينه مازالت مثبتة على رنا بتدقيق وإستفزاز_
هدية مقبولة أنچا بل ورائعة كذلك .
رفع رأسه وفرد جسده ثم ردد أمرا بشموخ_
وأريدها الآن بغرفتي .
شهق الجميع پصدمة وكذلك أنچا ...لأول مرة يطلب الملك فتاة بنفسه كانوا دوما يعرضونهن عليه .
نظرت أنچا للفتاة بضيق وسخط تشعر بالخطړ لكنها هزت رأسها بخضوع وسحبت رنا التي كانت تصرخ وتركل بقدمها في الهواء معترضة تحت أنظار راموس الذي وقف يتابع تمردها بإنتباه حتى أختفت مع الفتيات داخل الخيمة.
_________________________
وقف زيدان في شقته أو التي كانت شقته يجمع منها أغراضه قبلما يأتي محمود مع خطيبته 
وقف في إحدى الغرف ومعه كرتونة كبيرة يهم بجمع أشياءه فيها ليستمع لصوت من الخارج يردد_
تعالي يا حور...هاااا ايه يا ستي رأيك في الشقة ..تحفة مش كده .. شوفي عايزة تغيري فيها ايه وأفرشيها على ذوقك .
لم يستمع زيدان لرد من حورية لكن أستمع لصوت محمود يقول_
ماتردي عليا يا حور... مبوظة كده ليه يابنتي 
مش عارف ليه يا محمود..الشقة دي بتاعت أخوك وهو إلي مشطبها ...هتستحلها إزاي
وفيها إيه ماهو قاعد من غير جواز ومن ناحية تانية أمك مش رحماني ولا عايزاني افرط فيكي يا حور...طب لعلمك بقا زيدان هو إلي عرض عليا أخد الشقة ...ده أتحايل عليا كمان ...فكي بقا يا حور...هاا..هتفرشي الشقة إزاي بقا.
لحظتها خرج زيدان من الغرفة فتفاجئت حورية بوجوده وأرتبكت في وقفتها فقال محمود ينتهز الفرصة_
تعالي يا زيدان قولها أنك موافق أخد الشقه أصلها مستحرمة تاخدها.
فنظر زيدان لحورية وأغتصب إبتسامة خفيفة على شفتيه ثم ردد_
لأ يا حورية خلاص دي بقت شقتك..عايزك تفرشيها على ذوقك وأي فلوس أنا سداد فيها.
تطلعت له حور بتفاجئ فقطع الأمل من تلقي أي جواب منها بالتأكيد مثلها مثل بقية فتيات الحي تخشاه .
فتنهد بصمت ثم خرج بهدوء لكنه توقف على السلم وهو يسمعها تقول لمحمود_
طب ما هو طلع طيب أهو يا محمود.
أبتسم بخفة فقد حدث لمرة في حياته ولاحظ أحدهم أنه شخص جيد بخلاف والديه .. أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه .
_________________________
وقف راموس بجوار غرفته القريبة من مخيم الجواري يضحك بقوة وهو يستمع لصوت تلك الفتاة الذي خرج من المرحاض بالمخيم تردد_
أنتو بتعملوا إيه
اقتربت منها أنكي تردد_
لقد طلبك الملك لذا يجب أن

انت في الصفحة 4 من 38 صفحات