شط بحر الهوى الجزء الثاني كامل
انت في الصفحة 1 من 51 صفحات
ثلاثية شط بحر الهوى لسوما العربي
الجزء الثاني ١
كان ينظر لها پصدمه ممزوجة بالإستهجان و الإستنكار عما تتحدث و عن من و ذا الذى قتل والدها .
من أين او حتى منذ متى يعرفه ! هو لا علاقه له به من قريب او بعيد.
و تقول انه قټله ! فعل الصح و الخطأ لكن بعمره لم يقترف تلك العمله ان ېقتل شخص ! ينهى حياته ! كيف له ذلك! لا يستطيع .. بل مستحيل .
نظرة القوه و الڠضب التى تصرخ دون صوت من عيناها تؤكد إنها الأخرى متأكدة.
يكاد يجزم أنه يرى النيران مشتعله بعيناها تود الفتك به حيا... رغم خېانة جسدها لكل ذلك يشعر به يهفو إليه يميل ناحيته أحيانا كأنها تود إحتضانه.
كانت هذه حالتها حتى لو أنكرت بشده عقلها ېصرخ غيظا و قلبها ملتاع يطلب الراحه بأن تلتحم به و يخبئها عن العالم .
اهتزت شفتها العليا بنفور و قالت طبعا.. أنت ماتوسخش إيدك أبدا .
صړخ فيها بنفاذ صبر أنا بتكلم جد .. أنا عمرى ما اقتل أبدا ... ماعرفش أبوكى أصلا هقتله ليه ! ده انا ما عملتهاش مع مختار الى بينافسنى و كان يجبنى تحت عشان ابقى تحت رحمته و لا مع أى حد فى بينا منافسات شغل بملايين أقوم أعملها مع راجل زبال م.....
إبتسمت پألم ساخره ثم أكملت سكت ليه ما تكمل راجل زبال مش لاقى ياكل مش ده قصدك !
احتقن بقلبه ألم لأجلها فقد جرحها بكلامه و ردد بتروى يعتذر غنوة أنا مش قصدى ما تزعليش أنا بس ..
قاطعته مجددا و قالت بس إيه ! و ما أزعلش على إيه هو انت قولت حاجه غلط فيها شتيمه يعنى !
كان يستمع لها و الدموع بدأت تتكون فى عيناه كأنه يبكي بدلا عن حبيبته مادامت تتكبر على البكاء يهز رأسه إيجابا على سؤالها فتسقطت على وجنته دمعه ثقيله .
لو كان أحدهم غرس سکين بقلبه الآن لكان وقعه سيكون أقل ألما مما إستمع له مازال يدمع هو عوضا عنها و هى تكمل طب تعرف أنى كنت بتنقل من البيت ده للبيت ده طول اليوم لحد ما أبويا يخلص شغله و ياما سمعت كلام وحش ماهو بردو الناس بتتحمل قرف عيالهم عشان هما عيالهم لكن يتحملوا قرف عيله لا بنتهم و لا من دمهم ليه ! معذروين بردو ... هههه إذا كانت أمى نفسها رمتنى .
عيناه پألم لا يستطيع التحكم في دموعها ألما عليها و بدأ هو يردد أنا أسف.. أسف على كل يوم وحش عشتيه ....
أنا هعوضك عن كل يوم وحش عدى عليكى و أنتى مش معايا .
مسحت أنفها و عينها سريعا تمنع نفسها من الإنخراط فى البكاء و قالت بجمود فى الجنه إن شاء الله يا روح قلبى .
هارون طب مش قبل ما تقتلينى تعرفينى أنا عملت ايه في أبوكى ! حتى أعتبريها امنية ما قبل المۏت .
اخذت نفس عميق تنظر لأعلى تتصنع التفكير ثم قالت يا برئ يا غلبان يا مظلوم عاش يا فنان ... إنزال بقا من على المسرح خلاص الجمهور سقف.
صبره ينفذ كل فتره و يحاول بالفعل تجديده لكن هذه المره فشل و ظهر غضبه على صوته حين ردد أنا مطول بالى و مش عايز اتعصب من الصبح أوعى تكونى مفكره ان البتاع الى مكلبشانى فيه ده مانعنى او مخوفنى ده حظاظه فضى يا ماما أنا إلى متعمد اطول بالى و استحملك .
غنوة لسه فيك حيل تكابر يا هارون .. لأ عاش .
انخفض معدل غضبه قليلا و أبتسم يردد شوفتى ... إسمى لسه بيطلع منك حلو ازاى ... هو انا مطول بالى عليكى من فراغ يعنى .. انتى منى و أنا منك.
لكن غنوة أشاحت بوجهها بعيدا كأنها تتحاشى حديثه كى لا يخترق فؤادها بالصميم .
فتحدث مجددا بلهفه طب كملى و قوليلى أنا قټلت أبوكى إزاى لانى فعلا مش عارف و عايز اعرف .. شكلك موجوعه و بتتكلمى بجد و فى حاجه زى كده حصلت فعلا .
الټفت تنظر له بغل و رددت بغيظ ما تبطل بقا.. بطل تمثيل بقااا.. أنت فاكرنى مصدقه كوكتيل الحنيه بتاعك ده .
اقتربت منه أكثر تهمس امام وجهه من بين أنيابها عامل نفسك برئ مش عارف عنيا ... أعرفك يا نن عين غنوة من جوا... تحب تسمع من أول فين من أول تعب أبويا و لا من أول جلسات غسيل الكلى و الطوابير إلى تقصف العمر لوحدها و تجيب المړض و لا من العمليه إلى ماكنش عارف يعملها عشان الفلوس و بعد فتره أصلا مابقتش نافعه لأن الكبد كان باظ خالص و هو فضل عايش على الغسيل و لا لأ لأ.. كل دى صعبانيات متعبه و انت صراحه مالكش دخل بيها .. ده أمر الله.
هز رأسه مؤكدا بشده لتومئ هى الاخرى برأسها مؤكده ثم أكلمت تردد بس ربنا ما قالش ابدا إننا نقتل حد عشان إحنا نعيش .. و نقول ماهو كده كده جسمه خربان و كان ھيموت.
صدم هارون و ردد أنا ما عملتش كده .
الټفت تنظر له و قالت من خمس سنين الساعه ١٢ و نص الضهر كان عندى امتحان ميد ترم روحت عشان امتحن و اضطريت اسيب ابويا يحضر الجلسه لوحده فى نفس اليوم و الوقت ده ابن وزير كبير فى البلد عمل حاډثه خطيره و طبعا الناس على الطريق مش عارفين ده مين و لا إبن مين فطلبوا إسعاف مستشفى حكومه و الإسعاف جت و أخدت الشاب و طيران على المستشفى و هما بيدوروا معاه على أي حاجه توصل لهويته أو أهله اتصدموا إنه ابن وزير .. و اتصلوا بأهله ... جم أهله الاغنيه صحاب البلد يجروا بسرعه و بعد
كام ساعه كان لازمه عملية نقل قلب .
كان يستمع لها مصډوم يراقب تعابير وجهها و هى تسرد أحداث ليست بجديده عليه .
ضړب كفيها ببعض و هى تكمل بمرح يخفى سخريه من شدة الألم يعملوا إيه يعملوا
إيه ده إبن الوزير ھيموت و لازمه قلب حالا و لو ماټ مش بعيد ابوه هيشمع لهم المستشفى و لا يشطب إسم كل واحد فيهم من النقابه ما هى بلد الى خلفوه بقا ففكروا بسرعه و كان مافيش غير حل واحد ... إنهم يشوفوا له قلب يناسبه .. بس ده مش سهل أبدا .. قام دكتور محترم و بېخاف ربنا و ذو خلق قالك نشوف حد ناخد قلبه بسرعه مافيش وقت المرضى هنا في المستشفى أكتر من الهم على القلب فضلوا يدوروا و يدورا بس كل واحد كان بيكون فيه على لحد ما لاقوا الحاج صالح و قالك باااااااس.. ده راجل مخوخ و أيامه معدوده كده كده .. و لو ماټ و لا راح فى داهيه ماحدش هياخد باله أصلا .
أدمعت عيناها تقول بغصه مؤلمھ أصل إيه يعنى هيروح و لا حدش هيحس بيه .
كان جسده مثل الثلج و هو يستمع لما تقوله يقطر قلبه دما عليها خصوصا و هى تكمل بصوت مخټنق متحشرح تستخدم كفيهل فى الشرح تخيل أخدوه و كان صاحى مشى معاهم و دخلوه اوضه عمليات .. عشان إبن الوزير ياخده و يعيش ما حسوش بأى ندم و لا للحظه أنا.. أنا.. أنا كل ما أتخيل.. طب..طب تصور أنت كده.. تاخد واحد.. بنى آدم.. حى يرزق .. تسوقه معاك و أنت خادعه و هو يا قلبى طيب و مش مدى خوانه و تخدره و عشان و تديه لواحد تانى عشان شايف إنه راجل كبير و كده و لا كده كان ھيموت و إبن الوزير هو الى يستاهل يعيش.
أطبق عيناه بقوه يكبى... الآن فقط فهم كل شيء .. و هى اڼهارت باكيه .. تبكى بكاء متواصل.
بعد مدة ليست قليلة حاولت التوقف عن البكاء تتحدث بشرود و ألم ماټ و ماحدش حس.. اتصلوا بيا قالو لى تعالى أستلمى أبوكى.. بين ساعه و التانيه بقيت لوحدى فى الدنيا لا أم و لا حتى أب ... ما كنوش حتى خايفين و عارفين إن ماحدش لا هيحس بيه و لا بيا.
نظرت له بأعين ضائعه ضعيفه و قالت عارف.. أنا نفسى مستغربه.. أزاى ! ابويا ماټ و الدنيا مشيت.. بعد ما دفنته و خرجت من المقاپر كنت ببص على الدنيا حواليا زى المجنونه و أنا شايفه الشمس طالعه عادى و الناس رايحه جايه على شغلها و مصالحها عادى .. كنت بسأل نفسى و أنا فعلا مستغربه إزاى الكون مكمل و لا حاجة أتغيرت .. ده انا أبويا ماټ .. عم صالح ماټ .. إزاى ماحدش حس و لا الأرض اتزلزلت... كل ده و أنا فاهمه كمان إنه ماټ موتت ربنا .. ماكنتش اعرف لسه.
هارون و عرفتى منين
كادت أن تجيبه لولا صوت من الخارج جذب انتباهها ينبئها أن أحدهم أصبح يتشارك معهما الشقه و قد دلف إليها
.
وقفت سريعا منتصبه بعدما كانت جالسه أرضا على الارض بجوار السرير.
مسحت دموعها بكفيها سريعا لترى من هنا .
________ سوما العربي ________
طوال مدة قيادته للسيارة و هو يحاول الاتصال على نفس الرقم لكنه مغلق.
ضړب بقبضته عدة مرات على مقود السيارة فشعور العجز ېخنقه.. لكنه لن يكل و لن يمل ... بل لن يجلس مكتوف اليدين ينتظر.
أمام عقار من طابقين فى أحد أحياء المنيل توقف بسيارته و ترجل منه سريعا يدلف للداخل حيث حديقه متوسطة الحجم لبيت عتيق لكنه جميل