شط بحر الهوى الجزء الثاني كامل
له بهدوء بينما تحدث نفسها امال انت مفكر إيه .. ده انا تربية شوارع .. و المثل بيقول لما الريح يكون عالى تاطى له.
جعد فلاديمير ما بين حاجبيه و قال بإستهجان ماردتيش عليا.. و لا مش عندك رد
كادت أن تتحدث لولا ارتفاع رنين هاتف فلاديمير يعلن عن إتصال عبر سكايب.
نظر للهاتف بإستغراب من إسم المتصل الغريب و فضوله جعله يرى من.
على أثر صوته الذى لا يوجد له مثيل انتفضت بلهفه و قلب ملتاع تتقدم حتى أصبحت لجوار فلاديمير تنظر لماجد بأعين تشابكت فيها المشاعر و فلاديمير مازال يسلط أنظاره على ماجد پغضب.
تحركت سريعا لترى من فتح الباب إن كانت نغم الوحيدة التي تملك مفتاح قد سافرت و قبلما تتحرك بوغتت بدلوف ذلك الشخص لعندها.
اخذت أنفاسها براحه و هى تبصر أشجان أمامها متذكره أنها أيضا تمتلك نسخه من المفتاح.
أشجان هو لسه حى!
صعق هارون حد الصدمه لم يكن يتخيل أن أشجان على علم بكل شيء و ردد بذهول إنتى كنتى عارفه كل حاجه !
صك هارون أسنانه و ردد من بينهم يعنى كل الى كنتى بتعمليه ده عن عمد و كل ما أقرب منها خلاص الاقيكى فوق دماغى بتصوتى و مناكفه و صداع و لا.. ولا الفراخ الشامورت..
قال الاخيره بغيظ كبير فقالت بإستهزاء غيظاك اوى الفراخ الشامورت.
هارون اه يا بنت ال ....
هارون اه يا بنت ال
أشجان بقولك ايه انت
هتعصبنى عليك و تخلينى أعمل فيك زى ما عملت فى سواق التاكسى الغبى إل ...
قاطعها صوت صړاخ و عراك قادم من الخارج و أصوات تنادى أشجان فهرولت للخارج و خلفها غنوة .
لكن دخلت فى تلك اللحظة نغم التى قالت هارون بيه مين عمل فيك كده .
هارون أختك.
نغم ليه
هارون انتى لسه هتسألى.. هاتى المفتاح من الدرج الى هناك ده.
فتحت سريعا و جلبت المفتاح تحل وثاقه بينما يردد ماشى يا غنوة .. أقسم بالله لاوريكى.
تجمهر عدد غفير فى الشارع و الشرفات يتفرجون على ذلك المشهد المسرحى .
لا يعلم اى منهم تفاصيل كثيره سوى أن الست أشجان ټتشاجر مع أحد سائقى سيارات الأجرة.
و قد حاول عدد لا بأس به التدخل او محاولة إسكات أشجان قليلا لكنها لم تسمح لأحد بذلك او حتى تعطى الفرصه.
بل ظلت ممسكه بيتلابيبه تهزه يمينا و يسارا تقلل من قيمته و هى تهتف بصوت عالى و الله لو عملتوا ايه مش هسيبه الناقص ده هو إيه سكتنا له دخل بحماره اربعين جنيه إيه الى عايزهم أربعين عفريت أما يبقوا ينططوه .. ليييه و لا على إيييه .
بينما السائق الذى غرته قواه مسبقا و ظن انه لن يقدر عليه أحدا كان كالخرقه الباليه بين يدى أشجان بعدما أهانت كرامته شړ إهانه يردد نفس الجمله من أول ما بدأ الشجار أنا مش عايز أمد أيدى عليكى.
جذبت ياقة قميصه بصوره أكثر عڼف و مهانه تردد بتجبر لأ مد .. ورينى.. ما تمد .
و غنوة لجوارها تحاول إثنائها عن كل ما يحدث فلديها ما هو أهم .
غنوة يا ستى سبيه بقا و لو على الاربعين جنيه أنا هدفعهم خلينا نشوف إلى ورانا .
لكن أشجان كانت ماتزال تقبض على تلابيب السائق فى وضع الاستعداد كى تضربه بجبهتها فى جبهته حين ردت عليها رافضه بشده تديله إيه هما الخمسه و عشرين جنيه إلى خدهم و بس و يحمد ربنا و يبوس أيده وش و ضهر كمان ده الناس بقت جشعه اوى و من قدره ماشى ورايا لحد هنا و أنا وليه عزبه و وحدانيه .
ضحك عدد من الجمهور رغم عنهم فالټفت تبصر من ضحك هذا پحده ليكتم الكل ضحكاته فتدخلت غنوة بتوسل يا ستى سبيه بقا أبوس أنا إيدك أنتى ناسيه المصېبه إلى عندى فى البيت .
توقفت أشجان لدقيقه تفكر ثم قالت ماشى.. هسيبه بس عشان أنا رجلى وجعتنى من الوقفه مش أكتر أبعدت يداها من على قميصه و أستعدت لكى تبتعد و هى تقول ما تبقاش تعمل كده تانى.
تقدم أحد الرجال يعطيه زجاجة ماء ليشرب و هو يقول له خد إشرب يا أبنى خليك تمشى .
التقط منه السائق زجاجة الماء يرتشف منها القليل و قال بأنفاس مضطربه لاهثه و ربنا ما رضيت أمد أيدى عليها عشان واحده ست و لو إنها مش ست اوى يعنى .
إستمعت إليه من حظه العسر أنها إستمعت إليه ... لقد كادت ان تغادر أخيرا لكنها استمعت لما قال.
و عادت تهجم عليه و هى تردد سمعتك.. سمعتك .. هى مين دى الى مش ست اوى يا سليل سيد قشطة انت و الله و الدرافيل بقت تتكلم يا ولاد دى القوالب نامت و الإنصاص قامت .
غنوة خلااص بقا.. كفايه.. قولتلك سبيه ورانا مصېبه.
انتبه لها أحد الواقفين و ردد بصوت مشدوه مصېبه مصېبة ايه يا غنوة يا بنتى !
ارتبكت غنوة لكن حاولت ان تظهر متماسكه و قالت سريعا لأ ولا حاجة ده الاكل شاط .. يالا أشجان عشان نشوف صرفه يالا سيبى الراجل بقا
ألتفت أشجان و نظرت للسائق قائله أنكتب لك عمر جديد و اتنجدت من تحت
إيدى.. لو شوفتك النواحى دى تانى هتبقى ليلتك سودا سامع.. يالا . .. يالا زق عجلك و اتكل على الله.
تعجل الرجل فى المغادره سريعا فتلك السيده رهيبه فعليا و قد اضاعت له يومه فى الشجار على أجره زياده لم يأخذها بالآخير .
و هى سارت باتجاه البيت تدخل و هى تستمع لغنوة تردد بعصبيه بقا انتى واقفه ساعه تتخانقى على عشرة جنيه زياده يا مفتريه .
فتحت الباب و دلفت للداخل و هى تردد الله مش كنت بأمن تربه للمعدول .
صدح صوته يقول ياااه بنفسك كنتى بتوصيلى على التربه بنفسك.
تقدمت تنظر له بشماته سعيده جدا ثم رددت و أنا هعملها لأغلى منك يعنى ده مشوار الهنا و السعد بقالى كام سنه نفسى أمشيلك المشوار ده .
هارون فيكى الخير فيكى الخير .
انتبهت غنوة و أشجان على وجود نغم تقف لجوار هارون فقالت نغم .. مش كنتى بتقولى مسافره .
نغم ايوه بس رجعت عشان فى موضوع مهم جدا و ضرورى لازم تعرفيه .
لكن غنوة لم تكن تبالى بالموضوع الذى عادت لأجله كل ما سيطر عليها لحظتها هو الحزن الشديد و قالت برفض و الله .. أممم ده شكله موضوع مهم أوى إلى خلاكى تأجلى سفرك و ترجعى بس على فشوش يا نغم امشى إطلعى برا .. انا مش عايزه اعرف الموضوع ده .
صدم هارون كثيرا من ردة فعلها لكن نغم كانت متفهمه جدا و قالت غنوة .. إفهمينى .. أنا مشيت ڠصب عني ... أنا قلبى اتكسر و كان لازم اسيب هنا .
حاولت غنوة مجاهدة الدموع لكن على ما يبدو لم تفلح و قد حانت منها رغما عنها نظرة ناحية هارون رددت بعدها فعلا قلبك اتكسر ! ما أنا يوميا قلبى بيتكسر .. ماقولتش همشى و أفارق ليه.. جيتى من الأول ليه .. ما أنا كنت عايشه .. كنت عايشه و متأقلمه و أخدت على كده و أنا عارفه أنى بطولى جيتى انتى لييه و ليه خلتينى أتعلق بيكى .
زرفت الدموع رغما عنها تحت أعين هارون الذى لم يحيد بنظره و تركيزه عنها يشعر و يتفهم ما تقوله .
إكملت غنوة بعدما مسحت دموعها و قالت بشئ من الحده و القوه بس تعرفى .. الغلط مش عندك لوحدك.. انا الى كان لازم ارفضك من البدايه و أعرف أن زيك زي أمك هوايتكوا انكو تعلقوا قلوب الناس بيكوا و تستلذوا بشوفتهم و هما بيتعبوا و ېتعذبوا بسبب بعدكم و انسحابكم من حياتهم أنتى بتعملى نفس الى أمك عملتوا فى أبويا زمان .
نغم يا غنوة أنا....
قاطعتها غنوة صاړخه بها مش هسمع منك كلام.. اطلعى برا .. انتى لا عندك قلب و لا بتحسى زيك امك بالظبط... نسخه منها
كلماتها الأخيرة ذكرت نغم بنفس الحديث السام الذى بخه حسن فى وجهها فخرجت عن شعورها و صړخت فيها و هو أنا بس الى زي امى انتى كمان بنتها و واخده نفس الطباع حتى الشكل و طبقة الصوت .
غنوة إخرسى.
نغم لا مش هخرس.. إيه زعلتك الحقيقة انتى زيها بالظبط.. مش ده هارون الى كنتى دايبه فيه دوب غنوة دى قصه طويله إنتى ماتعرفيش عنها حاجه .. انتى ماعشتيش ربع إلى أنا عيشته.
تدخلت أشجان ما نسيب بقا الغسل الدفنه الى ورانا و
نقعد نجيب تاريخ امكم من أوله اييه فى ايه
أشارت على هارون و رددت بغيظ أنا مش هرتاح و لا يهنالى بالى غير لما الواد ده يرتاح على جنبه اليمين فى التربه الى أنا اخترتها له بنفسى
مالت عليه و قالت بشماته و تشفى اما أنا يا واد اختارت لك حتة تربه فى مقاپر الصدقه إنما إيه
هارون مقاپر صدقه.. أخرتها فى مقاپر صدقه .
أشجان هو المۏت كمان فيه أنعره هو كفن و تربه زى كل الأموات بس نقول ايه ما أهو إبن أدم مخلوق نمرود .
شمرت عن ذراعيها تقول استعنى على الشقا بالله.
لكن هارون قد باغتهم بضربه من جبهته فى جبهتها جعلتها ترتد أرضا و شهقت على أثرها نغم و غنوة التى قالت انت فكيت نفسك أزاى
نظرت لنغم التى رفعت كفيها كعلامة إخلاء مسؤوليه و قالت و الله هو إلى قالى أفكه و بعدها ما ابينش انى فكيته ماكنتش فاهمه حاجه افتكرتكوا بتهزروا مع بعض.
لم تتاح لغنوة الفرصه كى تسبها حيث باغتها هارون بأن وضع يده على فمها كممه و حملها على ذراعيه يغادر بها يستقل السياره السوداء التى توقفت للتو أمام باب