شط بحر الهوى الجزء الثاني ١١ بقلم سوما العربي
حاجه بتاعتى .
تجمعت الدموع في عينيها و قالت أنا مش مقرفه و ما عملتش فيها حاجه أنا كنت عايزه أشوفها بس .
صړخ فيها عاليا و قال لا مقرفه روحى شوفى شكلك فى المرايه شوفى شعرك المعفن و لا جسمك المفشول يا تخينه يا عجلة .
زاد فى بكائها من كلماته خصوصا مع إرتفاع ضحكات رفيقه و صړخت فيه أنا مش تخينة و مش عجلة و أحترم نفسك بدل ما أقول لجدى .
اقترب منها پغضب و تطاولت يده عليها فبدأ بضربها بكفه على أكتافها و خصرها بعشوائية يردد لأ تخينه و شكلك يقرف .. ده انا بتقرق أكل معاكى على نفس السفره .. إنتى بتهددينى يا بت انتى.. مش كفاية سايبك عايشه فى بيتى أنا إلى هقول لجدى يمشيكى من هنا جتك الأرف عيلة باردة .
كانت تتلقى ضرباته و هى تبكى بصمت لم يكن لديها جرئة أو كما يقال لم يكن لديها عين لترد له ما يقول هى بالأساس كانت فتاة خجوله و لم تكن يوما سليطة اللسان والدها هو من رماها هنا مع أمها التى لم تستجب لها يوما فى العيش بشقة وحدهم مع أنها تمتلك القدرة المادية على ذلك بكت بصمت و قهر و هى تستمع لصديقه يقول حرام عليك يا ضياء دى بټعيط .
أشاح ضياء برأسه لكى يتحرك معه و هو يقول بټعيط إيه و هى دى عندها ډم أصلا دى عيلة ډمها ساقع زي شكلها قسما بالله لأوريها .
إلتف ينظر إليها قائلا إنتى يا بت انتى.. لو شوفتك بس هوبتى من حاجه بتاعتى تانى أو لمستيها بأيدك أنتى حره ... و مش هتقعدى معايا على سفرة واحده و أنا هقول لجدى كده .
و بالفعل ذهب لجده الذى نفذ رغبته.. كان شداد يحبها لكنه يحب ضياء أكثر و هو فى المرتبة الأولى و الأهم فنفذ طلب ضياء و راضى هو تقى بكلمتين ظنا منه أنها طفلة و ستنسى لكنها أبدا لم تنسى و منذ ذلك اليوم لم تجتمع مع جدها او عائلتها على مائدة واحدة حتى بعد سفر ضياء ليدرك الجد أنها حتى لو كانت طفلة فهى شخص.. كائن حى يشعر بل على العكس تماما فتلك الموافق بذلك العمر لا تنسى و تساهم في تكوين شخصية البنى آدم و هذا ما حدث مع تقى تماما.
عادت من شرودها على صوت نادين التى جلست لجوارها تمسح دموعها و هى تقول حاولى تنسى يا حبيبتي.. قومى معايا يالا عشان الفطار .
هزت تقى رأسها برفض و قد تجمعت غصة مريرة بحلقها و صدرها.
لكن نادين لم تتركها لذكرياتها تبتلعها و تتغلب عليها بل وقفت تشدها بقوة و هى تقول مش بمزاجك هتقومى يعنى هتقومى يالا كلهم مستنينا تحت .. القعده فى دوشة و وسط ناس أكيد هتنسيكى الذكريات الۏحشة دى كلها .
ذهبت معها مرغمة ربما تنسى بالفعل لكن يبدو أن القدر يعاندها أو تقريبا يعالجها بالصدمة فعلى كل تلك الطاوله الطويله العريضه لم يتبقى سوى مقعدان على طرف المائدة التى يترأسها ضياء كالعادة .
و جلست نادين بأحد المقاعد تاركه لها المقعد الملاصق له متعمدة.
بدأ يأكل بواطن فمه من الداخل فى محاولة منه للتغاضى عن الغيظ النابع داخله و هو يراها تقف مترددة و كأنها لم تكن تحبذ الجلوس بجواره